أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا، "كارلوس رويز ماسيو" أنه يمكن حل نزاع مسلح استمر لأكثر من خمسة عقود من خلال الحوار وإرساء أسس المصالحة وعدم التكرار، خصوصاً مع تأكيد الرئيس الكولومبي، "إيفان دوكي ماركيز"، أن بلاده تريد مواصلة انتقالها إلى السلام من خلال الشرعية.
وأشار "رويز ماسيو"، الذي يشغل أيضاً منصب الممثل الخاص للأمين العام، إلى انتخابات الكونجرس الأخيرة، التي أتاحت الفرصة لأول مرة للكولومبيين لانتخاب ممثلين عن 16 دائرة انتخابية جديدة تم إنشاؤها بموجب اتفاق السلام في المناطق المتضررة من النزاع. ووفقاً لـ"رويز ماسيو"، "على الرغم من مجموعة من الصعوبات التي أعاقت الحملات الانتخابية، فإن زيادة أصوات الضحايا في الكونجرس ستثري بلا شك الديمقراطية الكولومبية".
وقال إن "الذين ألقوا أسلحتهم في جميع أنحاء الريف وفي العديد من المدن يبنون حياة جديدة منتجة من خلال عدد لا يحصى من المشاريع التي تفيد المجتمعات المحلية وتعزز المصالحة". وأكد المسؤول الأممي أن الغالبية العظمى من المقاتلين السابقين البالغ عددهم 13 ألفا ما زالوا منخرطين في عملية السلام، وما يقرب من ثلثي جميع الأعضاء السابقين في القوات المسلحة الثورية لكولومبيا - الجيش الشعبي يشاركون الآن في مبادرات مدرة للدخل جماعياً وفرديا. وقال "رويز ماسيو" "إن السلام في كولومبيا لا يقدر بثمن. يجب الاستمرار في بنائه وحمايته من أجل ضمان نجاحه لصالح كولومبيا وللمثل الذي تقدمه للعالم.
"حان الوقت للاستثمار في السلام." من جهته، عدد الرئيس الكولومبي "دوكي" جميع الإنجازات التي تحققت بعد توقع اتفاق السلام منذ أكثر من خمس سنوات وقال، "حتى الجائحة لم تمنع كولومبيا من التقدم في هذه العملية، ولا حتى أكبر أزمة هجرة تواجهها دولة في أمريكا اللاتينية، ولا حتى إعصار من الفئة الخامسة، والأضرار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الجائحة لم تمنعنا من تحقيق الإنجازات التي يتم مشاركتها اليوم في تقرير بعثة التحقق."
ووفقاً للرئيس الكولومبي يجب معالجة بعض القضايا، مثل تجنيد القصر، والعنف ضد النساء، والهجمات على قوات الأمن، وعواقب تهريب المخدرات لمواصلة الطريق نحو السلام. ع م م