يزخر تراثنا العربي بالكثير من الأعمال الأدبية القيمة، والتي حظيت بقراءة واهتمام أجيال عدة منذ وقت صدروها وحتى الآن، واستطاعت الرواية العربية أن تفرض نفسها كلون أدبي في ساحات الأدب العالمية، وتحصد الجوائز أيضًا وتظل خالدة، كما أنها ألهمت السينما للاستنتاد على أحداثها وتحويلها إلى أفلام حققت هي الأخرى التفرد والنجاح مثلما فعلت الرواية الأصلية، تاركة بصمة في تاريخ الفن والأدب.
«الرجل الذي فقد ظله» تُعَد الرواية الأشهَر لـ فتحي غانم، وهي أيقونة خاصة في عالم الأدب المصري والعربي، إذ اعتمد الروائي في روايته على تقنية رواية متعددة الأصوات، وقد تحولت إلى فيلم يحمل نفس الاسم (الرجل الذي فقد ظله) عام 1968 من بطولة كمال الشناوي ويوسف شعبان.
وهي رواية من 4 أجزاء كل جزء يرويه إحدى شخصيات الرواية، وهم مبروكة الخادمة، وسامية الفنانة الشابة، وناجي رئيس التحرير، ويوسف الصحفي الشاب، تدور أحداث الرواية قبل ثورة يوليو، يصعد يوسف السيوفي في عالم الصحافة على أكتاف أستاذه محمد ناجي، فهو شخصية انتهازيه باعت نفسها من أجل تحقيق طموحها الفردي، وتخلت عن كل القيم والتقاليد الإنسانية بهدف الارتباط بطبقة أعلى ممثلة في سعاد الارستقراطية، يعكسه تمامًا صديقه شوقي الثوري الذي ينتمي لنفس الطبقة لكنه لا يتبرأ منها، ويناضل من أجل بناء عالم جديد تحصل فيه طبقته المتوسطة بل الوطن كله على عدالة اجتماعية.
ولد فتحي غانم في الثالث من أبريل عام 1924 ولد بالقاهرة لأسرة بسيطة، وتخرج في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول في عام 1944، وعمل بالصحافة في مؤسسة "روزاليوسف"، ثم انتقل إلى جريدة "الجمهورية" وعاد مرة أخرى إلى "روزاليوسف" حتى وفاته عن خمسة وسبعين عامًا.
وتقلد عضوية عدد من اللجان ومنها عضو لجنة التفرغ، ورئيس لجنة التحكيم بمهرجان السينما للرواية المصرية
وله العديد من الأعمال الأدبية والروائية ومنها الجبل، ومن أين، والساخن والبارد، والرجل الذى فقد ظله، وتلك الأيام، والمطلقة، والغبى، وزينب والعرش، والافيال، وقليل من الحب كثير من العنف، وبنت من شبرا، وست الحسن والجمال ،مجموعات قصصية : تجربة حب – سور حديد.
كما تم ترجمة بعض القصص إلى لغات أوروبية متعددة، وتم ترجمة رواية الرجل الذى فقد ظله إلى الإنجليزية، وتم ترجمة رواية الجبل إلى اللغة العبرية، ونال العديد من الجوائز والأوسمة ومنها جائزة الرواية العربية , بغداد , عام 1989، وحصل على وسام العلوم والآداب، عام 1991، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة ، عام 1994.