الأحد 12 مايو 2024

من روائع الإنشاد.. الشيخ طه النعماني (30-12)

الشيخ طه النعماني

ثقافة13-4-2022 | 17:49

عبدالله مسعد

الإنشاد الديني هو فن يربطه بالإسلام علاقة وثيقة وروحانية، فهو لون من ألوان الغناء باستخدام الآلات البسيطة التي صنعها الإنسان، وهو من الفنون الهادفة التي تسمو بالروح الإنسانية إلى أعلى مراتب السكينة والاطمئنان، عبر أصوات خاشعة وحناجر تصدح بكلمات طيبة تتسرب إلى روحك كلمات تحمل معاني التضرع والذكر لله سبحانه وتعالى.

وتقدم بوابة "دار الهلال" خلال شهر رمضان الكريم كل يوم ابتهالا لأحد المبتهلين المصريين الذين تناولوا في إنشادهم موضوعات عدة كلها ذات طابع ديني منها العشق الإلهي وأو مدح الرسول ووصف أخلاقه وتعالميه وسيرته الطاهرة.


ويقول الشيخ طه النعماني عن نشأته قائلًا: كانت فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى فى قرية قلهانة مركز إطسا محافظة الفيوم، وأتممت حفظ القرآن الكريم، وانا فى سن التاسعة من عمرى على يد والدى – رحمة الله عليه – حيث كان مأذون القرية، وكان حافظا للقرآن الكريم، ودرست الأحكام والقراءات على يد الشيخ حسن على عبد المطلب، وهو من جيل الشيخ رزق خليل حبة والشيخ عبدالحكيم عبد اللطيف، والشيخ حسن هو الذي أعطاني الإجازة.

وتابع قائلًا: التحقت بالإذاعة عام 2010، والحمد لله تجاوزت الاختبارات من أول مرة، ولم أستغرق وقتا بين الاختبارات والتلاوة على الهواء مثل باقى القراء، حيث كانت الفترة بينهما ستة أشهر فقط، وهذه تعتبر أقصر مدة يستغرقها قارئ للظهور، ومدرستي في التلاوة هي مدرسة الشيخ محمد رفعت ومصطفى إسماعيل وشعبان الصياد، وجميع جيل الرعيل الأول بلا استثناء، لأنهم عباقرة تفردوا في الحفظ والتلاوة والأداء، وعرفهم وتعلم منهم القاصي والداني، أما جيل الوسط فهو ممتاز، حيث صنعوا مدرسة خاصة لكل واحد منهم، بعد الرعيل الأول، أما الجيل الحالى من القراء، فالملتزم منهم بالحكم قبل النغم فهو ماهر، خاصة إذا كانت له بصمة صوتية خاصة، أما غير الملتزمين منهم بالحكم، بمعنى أن يقدم النغم على الحكم، فهذا مرفوض ولو كان يملك صوتًا جميلًا.


وللإنشاد الديني قصة تؤكدها كتب التراث بأن بدايته كانت مع بداية الأذان، وكان الصحابي بلال بن رباح -رضي الله عنه- يجود في أذانه كل يوم 5 مرات، ويرتله ترتيلاً حسنًا بصوت جميل جذَّاب، ومن هنا جاءت فكرة الأصوات الندية في الإنشاد بالأشعار الإسلامية، ثم تطور الأمر على أيدي المؤذنين في الشام ومصر والعراق وأصبح له قوالب متعددة وطرق شتى. 


وتؤكد كتب التراث الإسلامي أن بداية الإنشاد الديني كان على أيدي مجموعة من الصحابة، ثم مجموعة من التابعين. وكانت قصائد حسان بن ثابت، شاعر الرسول، صلى الله عليه وسلم، هي أساس المنشدين. ثم أنشدوا قصائد أخرى لغيره من الشعراء الذين كتبوا في موضوعات متنوّعة منها: الدعوة إلى عبادة الله الواحد، والتمسك بالقيم الإسلامية وأداء الفرائض، غيرها.


وفي عهد الأمويين أصبح الإنشاد فنًّا له أصوله وضوابطه وقوالبه وإيقاعاته، واشتهر كثير من المنشدين، وكان أكثر المشتغلين بفن الإنشاد الديني وتلحين القصائد الدينية، إبراهيم بن المهدي وأخته عَليَّة، وأبو عيسى صالح، وعبد الله بن موسى الهادي، والمعتز وابنه عبد الله، وعبد الله بن محمد الأمين، وأبو عيسى بن المتوكل، وغيرهم. وكان عبد الملك بن مروان في دمشق يشجع الموسيقيين وأهل هذا الفن ويدعمهم.


وفي عهد الفاطميين تطور فن الإنشاد، فأصبحوا أول من احتفل برأس السنة الهجرية، وبليلة المولد النبوي، وليلة أول رجب، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وغرة رمضان وعيد الفطر وغيرها من المناسبات. وفي بدايات القرن العشرين أصبح للإنشاد الديني أهمية كبرى، حيث تصدى لهذا اللون من الفنون كبار المشايخ والمنشدين الذين كانوا يحيون الليالي الرمضانية، والمناسبات الدينية. وتطوّرت قوالب الفن فأصبحت له أشكال متعددة وأسماء كثيرة تمجِّد الدين الحنيف، وتدعو لوحدة المسلمين، وتشجب الرذيلة، وتدعو إلى الفضيلة، كما ظهرت قنوات متخصصة للإنشاد.


Dr.Radwa
Egypt Air