توقعت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) زيادة عدد الفقراء في المنطقة العربية بمقدرا 7ر3 مليون شخص العام المقبل ليصل إلى رقم قياسي يقارب 126 مليون شخص، وذلك نتيجة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة على المنطقة العربية نتيجة الحرب في أوكرانيا التي يتأثر بها العام منذ 24 فبراير الماضي.
جاء ذلك في دراسة عن "آثار الحرب في أوكرانيا على المنطقة العربية" والتي أصدرتها الإسكوا اليوم في العاصمة اللبنانية بيروت بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأغذية العالمي.
وأوصت الدراسة بضرورة خفض الحواجز التجارية والإجراءات والرسوم الجمركية لتسهيل تجارة الأغذية والحبوب والمواد الغذائية الأساسية في ما بين الدول العربية، داعية إلى دعم إنشاء صندوق عربي لطوارئ الأمن الغذائي لمواجهة الأزمة الحالية والأزمات المستقبلية.
وأكدت الدراسة أن الحرب لها تداعيات اجتماعية واقتصادية خطيرة في المنطقة العربية، خصوصا في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي تستورد الطاقة والغذاء وتواجه أعباء ديون عالية.
ورجحت الدراسة أن تخسر الاقتصادات العربية حوالي 11 مليار دولار العام الحالي و16.9 مليار دولار العام المقبل، وأن تخسر البلدان العربية المتوسطة الدخل 2.3% من ناتجها المحلي الإجمالي المتوقع للعام الجاري، بينما ستسجل الدول العربية الأقل نموا خسارة نسبتها 0.6%.
وأضافت أن البلدان المصدرة للطاقة وحدها ستشهد زيادة في ناتجها المحلي الإجمالي بنحو 0.7% نتيجة لزيادة الطلب على الطاقة وارتفاع أسعارها ، مرجحة أن يتجاوز العجز المالي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل المستوردة للنفط ما توقعته هذه البلدان عند إعداد ميزانياتها للعام الجاري، وذلك بمعدل يتراوح بين نقطتين مئويتين وست نقاط مئوية، كما ستواجه البلدان المتوسطة الدخل زيادة في خدمة الدين بنحو 500 مليون دولار.
وأوضحت الدراسة أن الحرب أثارت مخاوف تتعلق بالأمن الغذائي نظرا لكون الاتحاد الروسي وأوكرانيا مصدرين مهمين لواردات الحبوب والزيوت النباتية، حيث انخفضت إمدادات الحبوب والنفط إلى المنطقة بشكل كبير بسبب الاضطرابات في سلاسل التوريد والعقوبات.
واعتبرت الدراسة أن الحرب هددت عمليات توزيع المساعدات من قبل المنظمات الإنسانية، بما يعرّض ملايين اللاجئين والنازحين في المنطقة العربية لخطر الجوع.