السبت 20 ابريل 2024

عمالنا وذكرى النصر

مقالات15-4-2022 | 14:42

فى العاشر من رمضان عام 1393 هـ، أعاد الجندى المصرى الكرامة للأمة العربية فى معركة استرداد العزة وعودة الحق، فى معركة كانت درساً تجلت فيه قيمة الجندى المصرى خير أجناد الأرض، يوم تلاحمت فيها كل قوى الشعب لتحقيق هدف واحد هو النصر، بتوفيق الله وعونه، والذى تحقق بإيمان وعزيمة الجندى المصرى الذى أثبت للعالم أنه خير أجناد الأرض.

وكان لكل فرد وفئة من أفراد وفئات المجتمع المصرى دور محددً فى المعركة، ليس بحمل السلاح فقط، فها هم رجال الأزهر يقومون بالنصح والإرشاد والتوجيه، وبث روح الأمل والتوكل على الله وبث الثقة فى النفوس، فلم يتخلف علماء الدين عن القيام بدورهم وأداء الأمانة الدينية والوطنية التى تحملوها، وتأهيل الأمة لخوض معركة رفع راية الحق ورد العدوان وتحقيق النصر واسترداد الأرض و العرض.

وهاهم عمال مصر الشرفاء الأقوياء فى المصانع والشركات يحققون مزيدًا من الإنتاج لتوفير كل الاحتياجات اللازمة للمعركة و الضرورية لأفراد الشعب، بل وتقديم منتجات للتصدير للخارج لتوفير العملة الصعبة، إنتاج مصانع المحلة وكفر الدوار وشبين الكوم للنسيج، وإنتاج مصانع إيديال للثلاجات والسخانات والمنتجات الغذائية من شركتى قها وإدفينا.

وبالرجوع إلى دفاتر الحضور والانصراف خلال فترة الاستعداد للمعركة وأثنائها نجد أنه لم يتغيب عامل عن شركته أو مصنعه، بل لم يحصل عامل على إجازة عيد الفطر، فكل فرد من أفراد المجتمع المصرى كان يقوم بدوره فى المعركة الداخلية تزامناً مع معركة السلاح على الجبهة حتى تحقق الانتصار العظيم بفضل الله وكلمة التكبير التى زلزلت كيان العدو، وقد أدى عمال مصر دوراً وطنياً بالغ الأهمية حيث أمدوا القوات المسلحة بكل ما تحتاجه من الأغذية والملابس، والمفروشات للأسِرة.

وكانت كل هذه الجهود العمالية فى المصانع والشركات لتلبية احتياجات الجيش والشعب تحت شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وقد انتظمت الأعمال فى كل الشركات والمصانع خلال فترة الحرب ولم يطلب عامل من العمال إجازة فى عيد الفطر الذى أعقب الانتصار العظيم وكان هذا هو العبور العظيم الذى أعاد للأمة العربية كرامتها وعزتها وقوتها، وقد دللت هذه المواقف على عظمة شعب مصر جنوداً وأفراداً.

وها هم عمال مصر الوطنيون المخلصون يحققون عبوراً جديداً نحو تحقيق أهداف التنمية الشاملة المستدامة بالبناء والتعمير والمشروعات القومية العملاقة، فى كل بقعة من بقاع مصر الحبيبة، نهضة صناعية كبرى ونقلة اقتصادية من خلال مشروعات ملموسة على أرض الواقع بإنشاء المدن الجديدة وتنفيذ مشروعات تنموية متنوعة بين صناعة وزراعة وتجارة، ومدن صناعية متخصصة وتنفيذ شبكة طرق كبرى تعمل على الحد من التكدس وتقليل فاقد الوقت لدى الجميع وربط محافظات مصر مع بعضها البعض من خلال شبكة الطرق القومية، ومشروع قومى عملاق لإعادة بناء الإنسان المصرى هو مشروع تطوير القرية المصرية، مشروع حياة كريمة ذلكم المشروع الإنسانى التنموى الحضرى، وذلك على الرغم مما ترتب من آثار وتداعيات فيروس كورونا خاصة على الطبقة العاملة ليس على مستوى عمال مصر بل وعمال العالم، وباعتبار أن العمال يمثلون الشريحة الأكبر فى المجتمع المصرى تأثراً بالجائحة وتداعياتها.

وقد ظهر واضحاً حرص القيادة على العنصر البشرى فكانت القرارات والمبادرات التى حافظت على العمال فى قطاعات الدولة المختلفة وخصوصاً دعم العمالة غير المنتظمة وكانت المبادرة الأكبر مبادرة حياة كريمة التى استوعبت عدداً كبيراً من العمال المصريين فى كل المجالات وفى جميع المحافظات التى شملتها مبادرة حياة كريمة، كما تبلور ذلك فى تلك القرارات الرئاسية والتى تمثلت فى رفع الأجور والمعاشات وتنفيذ الحد للأجور فى القطاع الخاص.

إن عمال مصر الشرفاء لم يغيبوا يوماً عن المشهد، فهم دائماً فى قلب الحدث فى مشهد من الحب والتناغم دعماً للدولة فى مواجهة التحديات التى تحيط بمصر، فلم يتخلف العمال عن القيام بدورهم على الوجه الأكمل فلم تنل منهم الشائعات المغرضة والأكاذيب المضللة، بل إنهم واجهوا هذه التحديات والشائعات بإستمرارهم فى أعمالهم وزيادة انتاجهم ثقة واصطفافاً حول القيادة السياسية.

وعلى الجانب الآخر، فإن عمال مصر قادة العبور نحو التنمية يأملون فى سن تشريعات اجتماعية تحقق الحياة الكريمة لهم ولأسرهم وإصدار قانون العمل، بحيث يُحدث توازناً بين أطراف العملية الإنتاجية الثلاث الحكومة وأصحاب الأعمال والعمال، وهذا ما سيؤدى بدوره إلى مزيد من الإستقرار فى مواقع العمل والإنتاج.

إن عمال مصر يثمنون دور القيادة فى الحفاظ على المقدرات وتحقيق العبور الجديد نحو الحياة الكريمة والتنمية الشاملة التى تليق بمكانة مصر وأبنائها .