الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

مقالات

لحظة صدق

  • 16-4-2022 | 16:04
طباعة

سر الخلطة المصرية

أمس كانت ليلة النصف من رمضان كل عام وانتم بخير  وأمس الأول كانت الجمعة العظيمة كل عام وأقباط مصر بخير.. الجمعة التي نصوم فيها معا ، حيث يمتنع الأقباط عن تناول الطعام والشراب مثلهم مثل المسلمين ، وغدا أحد الزعف .. وبعد غد بداية أسبوع الآلام .. ثم الجمعة الحزينة وسبت النور وعيد القيامة    
والأسبوع القادم العشر الأواخر من رمضان، يليها العيد ربنا يجعل أيامنا كلها أعياد مسلمين ومسيحيين.

لا فرق بيننا نفرح ونحتفل ونجتمع معا في كل بيت نعمل الكعك والبسكويت.. ونخرج إلى الحدائق والمتنزهات نستمتع ببلدنا وجوها الجميل وأجوائها التي لا توجد في أي بلد في العالم ونرد على كل حاقد مثير للفتن.

 فمصر العظمية لم تعرف يوما هذه التفرقة ولم يكن لديها أبدا شعبان، فقط شعب واحد .. يحيا بالحب والود نحتفل جميعا بالأعياد التي شاء الله عز وجل أن تجتمع هذا العام لنعيش بدلا من الفرحة فرحتين ونحتفل جميعا في أيام كريمة نورانية ليصبح أبلغ رد على كل جاهل وكل من أراد الفتنة فكلها محاولات فاشلة لن تفلح في الوقيعة فجميعنا يعرف من وراءها ومن يزرعها ومن يحاول أن يجعلنا نحصد مرارتها بدءا من استشهاد القمص أرسانيوس وديد مرورا بخبر التكفير وصاحب محل الكشري المتطرف.

لقد خلق الله مصر نسيجًا واحدًا بلدًا يحتوي الجميع .. يؤثر ولا يتأثر.. عاش الفتن ومحاولات الوقيعة علي مر التاريخ لكننا دائما كنا واحد لم نفترق أبدًا بل نقضي على الفتنة قبل أن تولد ، ولو ولدت نتجاوزها فنحن نعرف صاحبها وننبذه جميعا مسلمين ومسيحيين فهو بالتأكيد ليس من تراب هذا الوطن لم يشرب من ماء نيلنا العظيم، ولم يأكل من ثمار أرضنا.. لم يعلم أبدا سر الخلطة المصرية التي تسري في دمائنا جميعا ولم يعرف لا مبدأ ولا دين أبدا.. لا إسلام ولا مسيحية فشعارنا منذ بدء الخليقة الدين لله والوطن للجميع أنها خلطة إلهية اختص الله بها مصر 


كل سنة ونحن جميعا طيبين وأعيادنا فرحة مع بعضنا مصرنا حلوة بينا.

الاكثر قراءة