احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي بعيد الفصح المجيد اليوم، فيما احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي بـ"أحد الشعانين" في كنائسها قبل أسبوع من الاحتفال يوم الأحد المقبل بعيد الفصح وفقا لتقويمها، وذلك وسط أمال ودعوات ورجاء بخلاص لبنان من الأزمات التي يمر بها على مدار السنوات الأخيرة والتي أدت تدهور الأوضاع المالية والإقتصادية والإجتماعية والمعيشية.

وتتبع الطوائف الكاثوليكية في لبنان التقويم الغربي ومنها الطائفة المارونية – الطائفة المسيحية الأكبر في لبنان - والأرمن الكاثوليك والروم الكاثوليك وغيرها من الطوائف التي تحتفل اليوم بعيد الفصح المجيد، فيما تتبع الطوائف الأورثوذكسية التقويم الشرقي ومنها الروم الأرثوذكس – تعد ثاني أكبر الطوائف المسيحية بلبنان - والأرمن الأرثوذكس والتي أحيت أحد الشعانين وحمل الأطفال الشموع وسعف النخيل وأغصان الزيتون.

وشهد الاحتفال الرئيسي للطائفة المارونية مشاركة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون اليوم في قداس عيد الفصح الذي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي بجبل لبنان، وذلك بمشاركة سفير الفاتيكان بلبنان المونسنيور جوزيف سبيتاري. وخلال عظته في عيد الفصح، قال البطريرك الراعي إن اللبنانيين يتوقعون من المسؤولين والمتعاطين في الشأن السياسي أن يضعوا وطنهم على سكة الخلاص بعد العذاب الذي لم يشهدوا مثيلا له من قبل حتى في زمن الحروب والقصف والدمار.

وأضاف أن اللبنانيين الحقيقيين لا يريدون عن الدولة بديلا، ولا يريدون لها شريكا، موضحا أنهم ينتظرون اللحظة التي ترفع الأيادي عن لبنان وتنحسر الهيمنة، ويسقط التسلط، ويتوقف تسييس القضاء والإدارة وتعطيلهما وتنتهي الازدواجية وتعلو المصلحة الوطنية على كل المصالح الخاصة والانتخابية. وفي السياق ذاته، ترأس البطريرك الكاثوليكوس للأرمن الكاثوليك بلبنان البطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان قداس أحد القيامة في كاتدرائية مار الياس بالعاصمة بيروت، حيث أكد أن لبنان وطن عزيز مسكين تم إفقاره جراء الأنانية والحقد والبغض والجشع، معبرا عن أمله في الاحتفال بقيامة المسيح أن يجد لبنان طريقة للعودة كدولة تقوم على العدالة واسترجاع حقوق الإنسان الذي عانى كثيرا في حياته الإجتماعية والقومية – على حد ما ورد بعظته. على صعيد متصل، ألقى متروبوليت بيروت المطران إلياس عوده عظة قداس أحد الشعانين، شدد فيها على ضرورة القيام بالواجب الوطني بكل حرية ومسئولية دون التأثر بأحد، موضحا أن الكنيسة لا تدعم أي مرشح على حساب آخر في الانتخابات النيابية المقبلة.

وعمت الاحتفالات اليوم في جميع الكنائس بلبنان بمختلف طوائفها. جدير بالذكر أن الحكومة اللبنانية قررت إقفال جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات في أيام الجمعة الماضية بمناسبة الجمعة العظيمة لدى الطوائف الكاثوليكية، وغدا الاثنين بمناسبة عيد الفصح المجيد، بالإضافة إلى إقفال جميع الإدارت العامة يوم الجمعة المقبل بمناسبة الجمعة العظيمة لدى الطوائف الأرثوذكسية، ويوم الإثنين الموافق 25 أبريل بمناسبة عيد الفصح المجيد.