فى السنوات الأخيرة بعد فشل مشروع «ربيع الخراب».. وبعد أن تبخرت وعود الحرية والديمقراطية والرخاء.. وتحولت إلى جحيم.. ثم جاءت الأزمة «الروسيةــ الأوكرانية».. لتكشف قلاع الكذب التى روجتها «قوى الشر» التى دمرت البلاد.. وشردت العباد.. وعاثت فى الأرض فساداً وقتلاً ونهباً وإرهاباً.. لتسقط وتنهار قلاع الأكاذيب.. وتتعرى الوجوه للكشف عن وجه الشيطان الحقيقي.. الذى أدرك افتضاح أمره.. وأن الشعوب لم تعد تخيل عليها ألاعيب ووعود الحرية والرفاهية.. لذلك لجأ إلى حملات التجميل والماكياج.. لوجه قبيح.. لن تفلح فيه كل محاولات الكذب والتسويق لمزاعم ووعود جديدة.. بعد العنصرية وازدواجية المعايير.. والكيل بمكيالين.. قوى الشر التى أدمنت الكذب والخداع والتدليس والوعود الفشنك.. لم تعد لها أى مصداقية، وكفرت بها شعوب الأرض التى تتمنى زوالها ورحيلها غير مأسوف عليها.
«آفة خطيرة» ومدمرة.. كلفت الدول والمجتمعات ثمناً باهظاً.. فالخداع والتدليس ووعود الشيطان «الفشنك».. لم تعد تنطلى على الشعوب.. «قوى الشر» فقدت أى مصداقية
«كدابين» .. العالم
بعد كل جرائم وخيانة وأكاذيب الإخوان.. هل يمكن أن يصدقهم إنسان على وجه الأرض.. هل بعد كل هذه الحقائق والوثائق الجازمة التى كشفها المصريون.. يمكن أن يدافع عنهم أو ينضم أو يستمع إليهم إنسان طبيعي.. هل بعد كل ما قدمه مسلسل «الاختيار ــ3» من فيديوهات ووثائق واعترافات وخيانة بالصوت والصورة لجماعة الإخوان؟ يمكن أن يثق بهم عاقل.. وهل يجرؤ قطيع الإخوان على التعليق أو الحديث، أو المتاجرة بالدين والوطنية والإنسانية.
أعتقد أن الطبيعى أن الجماعة لو تعرف الحياء أو الخجل لن تظهر مرة أخرى على الناس.. أو على المنابر الإعلامية التى تمارس الخداع والكذب، والغش والتدليس على نفس منهج الإخوان المجرمين.
بعد سقوط أقنعة الكذب الإخوانية إلى الأبد.. هناك أيضاً سقوط لأقنعة الكذب الشيطانية التى مارست أبشع أنواع التشويه وتزييف الحقائق والخداع والشائعات والعنصرية والبلطجة الدولية لذلك فإنه من أهم نتائج وإيجابيات الأزمة الروسيةــ الأوكرانية، هو سقوط كذب قوى الشر.. وآلة الدعاية التى تم الترويج لها، وبها دمرت دولاً كثيرة وشردت شعوباً كانت آمنة مستقرة.
من يعتقد أن أهل الشر سينجون بفعلتهم ولن يحاسبوا بما اقترفته أياديهم فى دول وبلدان كثيرة.. قتلت وسحلت وهتكت فهو واهم.. ولا يدرك ناموس الكون، فالعقاب الإلهى قادم.. وآتٍ لا محالة، ربما إن ما يحدث الآن هو مجرد بداية لكوارث وانهيارات وسقوط لتلك القوى خلال السنوات القادمة.. لأن عذاب الشعوب وصرخات وأجساد وأشلاء ودماء الأطفال والأمهات الثكلي.. والمساجد والصوامع والبيع التى هدمت والأوطان التى سقطت والشعوب التى غرقت.. والموارد والثروات التى سلبت وسرقت.. لذلك فإن ربك بالمرصاد.
من أهم النقاط التى أفرزتها الأزمة الروسيةــ الأوكرانية.. عدم تعاطف شعوب العالم وكثير من قياداته مع قوى الشر، وتشعر الشعوب أن لديها ثأراً كبيراً معه.. وتتطلع إلى الجانب الروسي، بل وتشجعه فى مواجهة هل الشر، خاصة أن لديهم قناعة بأنهم مهيمنين على ما حدث من دمار وخراب.
الكذب آفة لها مخاطر وعواقب وخيمة سواء على الجانب الشخصى أو الأسرى أو الاقتصادى أو السياسى والأمنى والحربي.. فالمعلومة المؤكدة التى لاكذب فيها، تعتمد على اتخاذ القرار الصحيح.. وبالتالى النجاح.. أما الكذب والمعلومات المغلوطة والإفراط فى عدم الواقعية قد يؤدى إلى انهيار قلاع وإسقاط دول، وهزيمة جيوش وتدمير دول.. فالأشرار كذبوا على العراق وزعموا أن لديه أسلحة «كيميائية».. وجاءوا بسيارات عليها ما يشبه أو يشير إلى ذلك، وهو ملعوب أمريكى صدَّقَتْ عليه الأمم المتحدة بسذاجة، أو عملت نفسها مش «شايفة».
«اكاذيب قوى الشر».. لم تتوقف عند هذا الحد.. بل إذا وضعوا دولة فى رءوسهم.. شوهوها.. وجعلوا صورتها فى أسوأ حالة.. سخَّروا وجنَّدوا ونصَّبُوا زعماء فى العالم يعملون لخدمتهم.. انظر إلى أوكرانيا، ومن سبب الأزمة فيها.. ولماذا العناد والإصرار على ذلك.. وما هى أهدافهم من إطالة أمد الحرب واستمرارها ولماذا كل هذا الدعم غير المسبوق بالمال والسلاح للجانب الأوكراني.
إن استخدام الكذب والغش والتدليس يجعل الناس أو الشعوب تعتقد أن هذا الشخص هو ملاك.. وفى الحقيقة هو شيطان.. فعلى سبيل المثال جميعنا يعلم حكاية أمير المؤمنين والسلطان المزعوم الذى ارتدى عباءة الدفاع عن المسلمين والإسلام.. وهو فى الحقيقة مجرد أداة فى يد الماسونية والصهيونية وغارق فى مستنقع قوى الشر.. حتى نصَّبُوه المشرف على الشرق الأوسط الكبير وحتى جعلوه صاحب التوكيل والوكيل الحصرى للإرهاب.. يستطيع نقل أى أعداد من الإرهابيين والمرتزقة إلى أى مكان يريدون تدميره، أو إشعاله، أو التآمر عليه.. يدافع عن الفضيلة وفى نفس الوقت لا يستطيع أن يأخذ قرارا ضد ما يحدث فى بلاده من كل أنواع الرذيلة.. نجح فى أن يرسم صورة الملاك والمجاهد وأمير المؤمنين فى عقول المغيبين والبلهاء والسُذَّج، وهو فى الأصل لا يقل خطورة أو «شيطنة» عن ألد أعداء العرب والإسلام، بل والإنسانية.
هكذا يفعل بنا الكذب والخداع والتدليس، لكن الأخطر هو استمرار الكذب وتفشيه، وعدم القدرة على مساعدة الناس لكشفه وفضحه.. وقد ظل الكذب مستمراً على مدار العقود الماضية.. حتى جاءت الأزمة الروسيةــ الأوكرانية لتهدم وتسقط قلاع الكذب.. وتتكشف الوجوه وتفصح عن حقيقتها.. عنصرية وازدواجية فى المعايير، وكَيْل بمكيالين، وتدمير للبلاد، وتشريد للعباد.. وإفساد فى الأرض.. فأصبحت الدول التى نالها ما نالها وبقية شعوب الأرض تَكْفُر بقوى الهيمنة.
لن تستطيع حملات الماكياج والتجميل للوجه القبيح، أن تصلح ما أفسدته قوى الشر.. مهما قالوا من حلو الكلام، وزيف الخطاب والاحتواء.. كل ذلك لن يجدى نفعاً.. والشعوب تسأل ربها ألا تعود قوى الشر لسيرتها وقوتها الأولى وأن تسقط بلا رجعة.. لأن فى عودتها مصائب وكوارث جديدة.. قتلا وبربرية ووحشية ونهبا للثروات والموارد.
الأكاذيب والخداع والتدليس ودغدغة عواطف ومشاعر الشعوب.. ومغازلة آمالها وتطلعات.. طِلْعِت فى النهاية فشنك.. مجرد أوهام، خيال وسراب، كابوس جثم على صدور الشعوب دون أن تجد مفراً أو مخرجاً للعودة إلى الأصل حتى ولو بالمعاناة.. فقد افتقرت لأغلى النعم.. الأمن والاستقرار.. فاسأل قوى الشر عن الأكاذيب التى روجوها وصروح وقلاع الخيال التى هوت بدول وشعوب كانت آمنة؟.. اسألوا العراقيين والسوريين والليبيين واليمنيين والصوماليين والأفغان والأوكران.. هل الأوهام التى سيقت لهم وجدوا لها أصلاً؟.. هل تبخرت أحلام الحرية والديمقراطية والرخاء والرفاهية؟
قوى الشر تتنفس كذباً.. ولا تمل من المتاجرة بحقوق الإنسان.. وتدوير نفس التابوهات والسيناريوهات المستهلكة.. ابتزاز سياسى سافر.. فكلما أنجزت مصر ونجحت وجابت جون وهدف فى المقص.. خرجت علينا ألسنة الكذب وأحاديث الإفك بدعاوى حقوق الإنسان.. وقاحة لا ترى لها مثيلا.. قوى الشر تسبح فى مستنقع العنصرية والظلم ومؤامرات القتل وتدمير الدول.. والإساءة للثوابت والرموز الدينية.. وفتح الأبواب أمام المتشددين والإرهابيين لينعموا بالاستضافة الفاخرة.. أو إفساح المجال للمتطرفين لإحراق الكتب السماوية.. وفى نهاية المطاف يزايدون ويبتزون ويتاجرون بحقوق الإنسان.. وأحوالنا ونوايانا وعقيدتنا الإنسانية والحقوقية تفوق بعشرات المرات والأضعاف مؤامراتهم الخبيثة والشيطانية.
سقطت قوى الشر فى مستنقع الكذب وافتضح أمرهم.. ولم يتبق لهم سوى الخداع بحملات التجميل والنفاق، لكن الشعوب لا تنسى مرارة المؤامرات وقسوة التدمير والتخريب والهدم حتى تحولت أوطانها إلى مجرد أطلال.
لعن الله من أيقظها.. وحرض عليها
وجهان «لفتنة» واحدة
ربما تكون هذه المرة العاشرة التى أكتب فيها محذراً من نيران الفتنة واللعب بالنار، بالحديث فى أمور الدين والمساس بالثوابت أو عقائد الآخرين.. والتأكيد على أهمية احترام حرية العقيدة وحق الإنسان فى الاختيار.. وخطر المساس بالنصوص والثوابت والشعائر والفرائض الدينية.. خشية أن تتحول الأمور إلى معسكرين وتراشقات دينية وفرق.. كل منها يشكك فى الآخر دون مراعاة لمصلحة الوطن، أو الحفاظ على حالة الاصطفاف، وجدنا الإعلامى والممثل والفنان يتحدث فى الدين.. والشخص المعتوه الذى للأسف يرتدى زى الدين، ويتغزل فى كشرى التحرير لأنه أقدم على هذا السلوك الرديء الذى لا يعرفه صحيح الدين، والحماقة التى تجسد جهله المطبق.
هذا الانفتاح غير المسئول وغير المنضبط، سيؤدى لا محالة إلى الفتنة.. ويفتح النار، ويوسع دائرة الخطر.. لذلك لابد من تدخل المجلس الأعلى للإعلام بمنع أى أحاديث لغير المختصين ومحاسبة المتخصصين إذا خرجوا عن الخطاب الدينى الصحيح الذى يراعى مصلحة الوطن فى الوحدة والاصطفاف، ويبعد عنا شبح الفتنة.
لابد من إجراءات حاسمة.. وقرارات قاسية، وقطع رأس الفتنة.. بمنع الحديث للإعلاميين والفنانين والمدعين والمتشددين والمتطرفين والمتعصبين من أمثال عبداللَّه رشدي، ولابد أيضاً من التصدى لخطاب إبراهيم عيسى وإلهام شاهين ونيللى كريم.
إسناد مهمة الحديث فى أمور الدين للمتخصصين العقلاء وأصحاب الحكمة وامتلاك الحس والرؤية الوطنية والتأكيد على الخطاب الذى يجمعنا ولا يفرقنا.. فعلاقة الإنسان بربه هى علاقة خاصة بين الانسان وخالقه .. المولى عز وجل هو وحده من يحاسبه عليها، لذلك لكل إنسان حق الاختيار دون إجبار أو قهر.. فالإسلام قالها فى القرآن العظيم: «لَكُمْ دِيِنُكُمْ ولِيَ دِينِ» «وَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِن، ومَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ».. ورب العباد هو مَن يحاسب يوم القيامة.. وهو مَن قال عز وجل: «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِّر».. أما استفزاز الناس والإساءة إلى الأديان «أى دين أو معتقد» أو التعصب والتشدد والتطرف، أو العبث فى معتقدات الناس وثوابت الدين، فهذا خطر حذرنا ومازلنا نحذر منه.. ولابد من وقفة حازمة قبل أن تتحول الأمور إلى معسكرات وفرق وتراشق وتناحر، لا قدَّر اللَّه.. من الممكن أن تصل الأمور إلى ما هو أخطر.. كفانا حماقات ولعباً بالنار، وسوء نوايا وتطرفاً.. فما حدث من كشرى التحرير أمر مشين وحماقة وجهل.. وما حدث من الصحيفة «المشبوهة» على مدار تاريخها أمر غير طبيعي.. فقد دأبت ومع صاحبها على تبنى الأفكار الضالة والشاذة، خاصة فيما كتبه «نيوتن» من قبل عن سيناء، وفصلها عن الجسد المصري.. ناهيك عن أمور أخرى مشبوهة، خاصة فى علاقتها مع الخارج.. فى هذه الأحوال، لا أفترض حُسْن النوايا أو خطأ غير مقصود، ولكنه تخديم لمحاولات شق الصف القادمة من الخارج.
الحديث فى الدين عن جهل وإنكار للثوابت أو تشكيك الناس فى أمور دينهم ليس حرية تعبير أو إبداع أو غيرها من المصطلحات المخادعة والمطاطية، وحمالة الأوجه.. ولكن قد يكون مقصوداً.. وهناك من يتبناها ويرعاها ويدعمها بقوة لأنها تحدث شروخاً فى وحدة المجتمع.. وتحمل رسائل سلبية خطيرة، لذلك أطالب بضرورة التصدى لهذا الملف بكل قوة وحسم، وإغلاقه تماماً، وقطع الطريق على العابثين والمدعين والمتشددين والمتطرفين، فلدينا مؤسسات دينية تمتلك من الرشد والحكمة والوسطية والفهم العميق للدين.. هناك الأزهر، والأوقاف، ودار الإفتاء، وجيش جرار من العلماء المتفقهين بالدين والمخلصين لدينهم ووطنهم، ولديهم من الفطنة والكياسة والحكمة.. لا نريد للحمقى أن يلعبوا بالنيران، فالأمور لا تحتمل.. فنحن فى أمس الحاجة إلى تفعيل ميثاق الشرف الإعلامى، ونحتاج إلى خطاب دينى يحظر الإساءة أو التعرض للأديان، أو التشكيك فى ثوابتها، أو السماح للجهلاء وأنصاف المتعلمين بالحديث فى الدين، فهو أمر أشبه بالقنبلة الموقوتة.. نحن فى حاجة إلى إعلام ودراما تؤكد هذه المعاني.. وتقدم الدين بجوهره النقي، وما يعكسه من وسطية واعتدال وحرية واختيار دون الإساءة للآخرين أو المساس بثوابت الدين الواحد أو المعتقد.. نحترم الإسلام والمسيحية واليهودية، فهى أديان سماوية.. ليس من حق أحد أن يخرج علينا فى الإعلام التقليدى أو الإعلام الجديد، بالعبث فى معتقدات وثوابت هذه الأديان، وحتى لو هناك إنسان اختار معتقداً آخر، فهذا شأنه ورب العباد هو مَن يحاسب.. ليس هناك أوصياء على البشر.. فالحساب من اختصاص المولى عز وجل.
هذه الفوضى التى يرتكبها الحمقى والجهلاء والمصابون بأمراض التعالى والنرجسية والتشدد والتطرف والتعصب، قد تأخذنا إلى طريق الخطر.. لذلك علينا أن نقطع عليهم الطريق بالضرب بيد من حديد على كل المتجاوزين.. ولابد من وضع خارطة طريق يقودها المجلس الأعلى للإعلام، إدراكاً للخطر ودرءًا للفتنة..
إبراهيم عيسى وعبداللَّه رشدى، وجهان لفتنة واحدة.
تحيا مصر