الأحد 12 مايو 2024

أعمال مستحبة لبر الوالدين بعد وفاتهما.. الإفتاء توضحها

بر الوالدين

تحقيقات18-4-2022 | 11:34

أماني محمد

بر الوالدين من الأعمال الواجبة على المرء، فقد أوصى الله سبحانه وتعالى ببرهما لأن بر الوالدين من أسباب سعة الرزق في الدنيا ودخول الجنة في الآخرة، ولا يقتصر بر الوالدين على حياتهما فقط بل يمكن للابن أو الابنة بر والديه بعد وفاتهما.

 

بر الوالدين بعد وفاتهما

وقد أوضحت دار الإفتاء أبرز الأعمال التي يمكن للمرء القيام بها لبر الوالدين بعد وفاتهما، وهي "صدقة جارية، أو الدعاء بالمغفرة والرحمة، أو ببر أقاربهما، أو أداء عمرة، أو قراءة القرآن".

وقد روى أبو داود في سننه عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله، هل بقي عليَّ من بر أبويَّ شيءٌ أبرهما به بعد موتهما؟ قال: «نَعَمْ؛ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا».

وأكدت الإفتاء، في فتوى سابقة لها، أنه من تُوفي والداه عليه أن يكثر من الدعاء والاستغفار لهما؛ قال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: ٢٤].

وأكدت أنه إذا أوصى الوالدان أو أحدهما بشيء، أو عَهِدَا عهدًا، فمن البر تنفيذ الوصية، والوفاء بالعهد، ومن البر أيضًا صلة رحمهما والإحسان إليهم، ومن برهما أيضًا: إكرام صديقهما ومواساته إذا كان فقيرًا، وتعهده بالسؤال وإن لم يكن فقيرًا، ومن بر الوالدين كذلك أن يتصدق ويهب ثواب الصدقة لهما، لا سيما إذا كانت صدقة جارية؛ فإن ذلك يصل إليهما.

 

بر الوالدين بعد وفاتهما بالصيام

ومن الأعمال التي يمكن بها بر الوالدين بعد وفاتهما: قضاء صوم النذر أو الكفارة عنهما، وكذلك زيارة قبرهما، وقراءة القرآن لهما، والأحاديث في ذلك صحيحة صريحة، حسبما أكدت دار الإفتاء.

 

فضل بر الوالدين

وأكدت الإفتاء أن الإسلام أمر بطاعة الوالدين إلا في معصية الله؛ قال تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15]، فمفهوم المخالفة لهذه الآية وجوب طاعتهما إن لم يأمرا ولدهما بمعصية.

وأضافت أن الله تعالى نهى عن عقوق الوالدين، وجعل عواقبه شديدةً ووخيمةً؛ ففيه عقوبة في الدُّنيا قبل الآخرة؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: «بابانِ مُعجَّلانِ عُقوبتُهما في الدنيا: البَغْيُ، والعقُوقُ» رواه الحاكم.

وقالت إن الأمر بالبر لا يحصر بر الوالدين في حال دون حال، ولا في زمان دون آخر، فيجب على الولد أن يبر والديه حال حياتهما، وإن فاته ذلك في حياتهما فلا أقل من أن يبرهما بعد وفاتهما؛

أما من عق والديه في حياتهما، فعليه أن يتوبَ إلى الله تعالى، ويندم على ما فعل، ويكثر من الاستغفار، الدعاء لوالده بالرحمة والعفو والمغفرة، وأن يكثر من زيارته في قبره والصدقة عنه، وأن يقرأ القرآن الكريم أو شيئًا منه ويهب ثوابه له، ويصل أقاربه وأصدقاءه، وينفذ وصيته، ويوفي بعهده، ويقضي عنه دينه والعبادات التي يصح قضاؤها عن المتوفى، وغير ذلك من أعمال البر والصلة؛ لعلَّ الله تعالى أن يخفف عنه بذلك ما سبق من عقوق لوالده.

Dr.Radwa
Egypt Air