لا يعلم الكثير أن المقاهي المصرية تعدّ جزءا يمثِّل تاريخا مهما من تاريخ جمهورية مصر العربية، وأنها ليست مجرد أماكن للتجمعات وقضاء أوقات الفراغ كما يظن البعض، فداخل مصر العديد من المقاهي ذات التاريخ والأثر، الذي يفوح منه عبق التاريخ، وقد شهدت المقاهي المصرية إنطلاقًا فكريًّا وثقافيًا كبيرًا، على مر حقبات زمنية مؤثرة استطاعت تغيير التاريخ، حيث جمعت المقاهي كافة الطبقات الاجتماعية أسفل سقفها، واكتسبت شهرتها من قامات مرتاديها، على كافة المستويات الفكرية والثقافية وفي مختلف المجالات، السياسية والفنية والأدبية وغيرها.
برغم صغر حجمه على أنه له تاريخ كبير وقيمة فنية وتاريخية مميزة، أنه مقهى "بعرة" الذي أنشيء عام 1936م على يد محمد زناتي الصعيدي، ويقع في منطقة وسط البلد بشارع عماد الدين، بجوار سينما كوزمو.
يعد المقهى من أول المقاهي التي تنشأ في هذه المنطقة، ويشتهر المقهى كونه ملتقى الفنانين والمشاهير، لأن معظم فناني العصر فضلوا الجلوس عليها خاصة أنه يقع في شارع فني شهير، ومنهم من أصبحوا نجوم أمثال، فريد شوقي، رشـدي أباظة، عادل إمام، فريد شوقي، محمد هنيدي، محمد سعد، وغيرهم.
وسمي المقهى بهذا الاسم نظرًا لأن صاحب المقهى كان ضخمًا وعريض الصدر، فأطلق عليه الفنان رشدي أباظة "على سبيل المزاح والتخفيف لقب بعرة" ومن ذلك الحين تغير اسمه بعد أن كان اسمه نادي الكورسال لفناني السينما.