نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة المخرج الفنان هشام عطوة، محاضرة تثقيفية بدار الكتب في مدينة طنطا، للحديث حول تاريخ ومظاهر عيد شم النسيم في مصر، وذلك في إطار خطة الفعاليات والأنشطة المزمع تنفيذها خلال شهر أبريل الجاري.
في كلمتها، أوضحت الدكتورة سماح جاهين، أستاذ المناهج وطرق التدريس، أن شم النسيم يعد من أقدم احتفالات الشعبية التي عرفها المصري القديم، حيث شهدت مصر أول احتفال بهذه المناسبة منذ حوالي 5000 عام، مشيرة إلى أنه ومن يومها ارتبط الإحتفال بالمصريين حتى وقتنا هذا.
وقالت جاهين كان قدماء المصريين يحتفلون بشم النسيم من خلال احتفال رسمي كبير، فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب، ليشهدوا غروب الشمس، كما وأكدت أن العديد من مظاهر الاحتفال الحالية كانت موجودة خلال احتفالات الفراعنة، من حيث تلوين البيض، والسمك المملح، والمعروف حاليا بـ"الفسيخ".
وأشارت أستاذ المناهج إلى أنه مع تطور العلم تم اكتشاف أن طقوس الفراعنة بشم النسيم لم تكن بالصدفة، بل كانت بطريقة علمية، من خلال تناول بعض الأكلات والعناصر الغذائية، التي تحمي الإنسان من التغيرات الجوية التي تحدث مع انتهاء فصل الصيف ودخول شهر الربيع ، ومنها الخس والبصل، وأيضا الكحل للوقاية من الالتهابات التي تصيب العينين في هذا التوقيت من العام، وذكرت أن احتفال مصر منذ الفراعنة حتى اليوم يعبر بشدة عن تلاحم هذا الشعب، وعن تقارب أفراده، رغم اختلاف طوائفهم أو معتقداتهم الدينية، مشيرة إلى توافق اليوم مع يوم الزينة، الذي تمت الإشارة إليه في القرآن الكريم، يوم أن انتصر نبي الله موسى على سحرة فرعون، وتابعت أن اليوم يتوافق أيضا مع دخول نبي الله عيسى إلى مدينة أورشليم، واستقبال الأهالي له بالخوص المجدول، ترحيبا بقدومه.