أعرب وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، لويجي دي مايو، عن الترحيب بتوقيع إعلان نوايا بشأن التعاون بين بلاده وجمهورية الكونغو في قطاع الطاقة والغاز.
وأشار دي مايو - خلال مؤتمر صحفي في برازافيل، بعد الإعلان عن الاتفاقية ولقاء رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو، أوردته وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء اليوم /الخميس/ - إلى أن "شراكة الطاقة مع الكونغو تتمتع بإمكانيات نمو كبيرة على المديين القصير والمتوسط وبفضل رئيس الكونغو هناك التزام بتعزيزها بشكل أكبر".
وقال وزير الخارجية الإيطالي إن الهجوم الروسي على أوكرانيا؛ دفع إيطاليا إلى ضرورة تنويع مصادر الإمداد بالطاقة، مشددًا على أن "الجهد الجماعي من قبل حكومتنا لتقليل الاعتماد على الطاقة في بلد واحد هو هدف ذو أولوية".
وأشار إلى أنه "بفضل روابط الصداقة القوية، نبني مع الوزير روبرتو شينغولاني والمدير التنفيذي ديسكالزي، شراكات طاقة جديدة مع دول صديقة أخرى".
وأعلنت مجموعة إيني الإيطالية للطاقة اليوم توقيع خطاب نوايا مع جمهورية الكونغو لزيادة إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي.
ووفق مذكرة للمجموعة، ينص الاتفاق على تسريع وزيادة إنتاج الغاز في الكونغو، بشكل أساسي من خلال تطوير مشروع الغاز الطبيعي المسال مع بدء تشغيل متوقع في عام 2023 وقدرة تشغيلية كاملة تزيد عن 3 ملايين طن في السنة (أكثر من 4.5 مليار متر مكعب). وسيسمح تصدير الغاز الطبيعي المسال باستغلال إنتاج الغاز الزائد عن الطلب الداخلي في الكونغو.
ووقع عن مجموعة إيني رئيسها التنفيذي كلاوديو ديسكالزي وعن جمهورية الكونغو وزير المحروقات برونو جان ريتشارد إيتوا، بحضور وزيري الخارجية الإيطالي والكونغولي ووزير التحول البيئي الايطالي روبرتو شينغولاني، خلال زيارتهما لبرازفيل اليوم في إطار سعي روما للاستقلال عن امدادات الغاز الروسي.
وبعد التوقيع على الاتفاق جرى اجتماع مع رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو.
كما تضمن خطاب النوايا تعريف مبادرات إزالة الكربون لتعزيز انتقال الطاقة المستدامة في البلاد، ولا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والزراعة مع تطوير سلسلة التوريد الزراعية – لا تتنافس مع سلسلة الغذاء – لإنتاج المواد الأولية للتكرير البيولوجي والحفظ والإدارة المستدامة للغابات واعتماد أنظمة طهي نظيفة واحتجاز واستخدام وتخزين ثاني أكسيد الكربون.
وتعد إيني حاليًا الشركة الوحيدة التي تعمل في تطوير موارد الغاز الضخمة في جمهورية الكونغو وتزود الغاز بمحطة الطاقة في الكونغو (Cec) ، والتي تضمن 70% من إنتاج الكهرباء في البلاد.
ويتواجد عملاق الطاقة الإيطالي في الكونغو منذ أكثر من 50 عامًا.
من جانب آخر، قال وزير التحوّل البيئي الإيطالي روبرتو تشينغولاني، إن على بلاده وقف واردات الغاز الروسي قريباً، ولأسباب أخلاقية، مؤكدا أنه "خلال النصف الثاني للعام المقبل سنكون قادرين على البدء حقًا بالتمتع باستقلال كامل تقريباً".
وأضاف "تشينغولاني" - في تصريحات لصحيفة (لا ستامبا) الخميس، أوردتها (آكي)، أن "استراتيجيتنا تتمثل باستبدال 29 مليار متر مكعب من الغاز التي تصل سنويًا إلى إيطاليا من روسيا عبر خط أنابيب غاز (تارفيزيو) بالكمية نفسها، والتي يجب أن تنتجها دول تقع في قارات مختلفة ومرتبطة بأنابيب الغاز هذه أيضاً”.
وأوضح الوزير الإيطالي كيف أنه "مقارنة بجميع البلدان الأوروبية الأخرى، لدينا ميزة وجود خمسة خطوط أنابيب غاز تربطنا بالشمال والجنوب والشرق. ومن الواضح أننا نعزز الطرق القادمة من الجنوب والشرق ونخطط للوصول إلى حوالي ثلثي ما نحتاجه بالفعل في الأسابيع القليلة المقبلة"، مستدركاً: "لكن من الواضح أن هذا الغاز لن يصل فوراً".
وذكر "تشينغولاني" أن "الاستراتيجية تقوم من جهة على حقيقة أننا سنقوم بتكثيف نقل الغاز في خطوط الأنابيب مع عقود جديدة، ثم سنزيد قدرة إعادة التحويل إلى الغاز"، مبيناً أنه "يمكن نقل الغاز في خطوط الأنابيب لكن ذلك ممكن بتسييله أيضًا، أي ضغطه ونقله بشكل سائل ثم إعادة تحويله إلى غاز باستخدام أجهزة خاصة بذلك".
وأضاف "نعمل على تحسين هذه الميزة الأخيرة أيضاً، فلدينا 3 أجهزة إعادة تبخير في إيطاليا وسنضيف إليها جهازين آخرين سيكونان من النوع الطافي، كوننا لن نحتاج إليها إلى الأبد، بل للفترة اللازمة فقط".