الجمعة 22 نوفمبر 2024

مقالات

‮«‬سؤال‭ ‬إجبارى‮»‬


  • 22-4-2022 | 20:30

عبد الرازق توفيق

طباعة
  • عبد الرازق توفيق

هناك‭ ‬أسئلة‭ ‬مهمة‭ ‬جداً،‭ ‬الإجابة‭ ‬عنها‭ ‬تساعد‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬والفهم،‭ ‬وتمنع‭ ‬ألاعيب‭ ‬الأشرار‭..‬ فى‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬المزيف،‭ ‬وتدحض‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬وحروب‭ ‬التشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬والفتنة‭ ‬والوقيعة‭..‬ مصر‭ ‬واجهت‭ ‬أزمات‭ ‬وتحديات،‭ ‬وحققت‭ ‬نجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬حقيقة‭ ‬غائبة‭ ‬عن‭ ‬الكثيرين،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يعرفها‭ ‬الجميع‭.‬

النتائج‭ ‬والإجابات‭ ‬تكشف‭ ‬لنا‭ ‬الحقائق‭..‬ فنحن‭ ‬نعيش‭ ‬زمن‭ ‬الصدق‭ ‬والشفافية‭ ‬والمكاشفة‭..‬ وأن‭ ‬يعلم‭ ‬المواطن‭ ‬الحقيقة‭ ‬كاملة‭.‬

من‭ ‬المهم‭ ‬وأنت‭ ‬تتحدث‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬موضوع‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬وأنت‭ ‬تنتقد‭ ‬وتهاجم‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ملماً‭ ‬به،‭ ‬مطلعاً‭ ‬على‭ ‬تفاصيله‭..‬ متعمقاً‭ ‬فى‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬أصله‭ ‬وجذوره‭..‬ حتى‭ ‬يكون‭ ‬الحديث‭ ‬متفقاً‭ ‬وسياقه‭..‬ مقنعاً‭..‬ تخيل‭ ‬أن‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬الموضوع‭ ‬والقضية‭ ‬والملف‭ ‬الذى‭ ‬تتحدث‭ ‬فيه‭ ‬يمنحك‭ ‬قوة‭ ‬وحجة‭.‬

للأسف‭ ‬الموضوع‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬مختلف‭..‬ عندنا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬خبير‭ ‬ومُنَظِّر‭ ‬وفيلسوف‭ ..‬الحمد‭ ‬للَّه «‬محدش‭ ‬بيقول‭ ‬اللَّه‭ ‬أعلم‮».. ‬إذا‭ ‬سألت‭ ‬مواطناً‭ ‬واحداً‭ ‬فى ‭ ‬‮«‬الهندسة‭ ‬والرياضيات‭ ‬والعلوم‭ ‬والفن‭ ‬والكرة‭ ‬والفضاء‭ ‬والذرة‮»‬ لن‭ ‬يخبرك‭ ‬بمقولة ‬‮«‭‬اللَّه‭ ‬أعلم‮».. ‬سينطلق‭ ‬مثل‭ ‬الأسد‭ ‬الجسور،‭ ‬يُنَظِّر‭ ‬ويدَّعى‭ ‬العلم،‭ ‬وكأنه‭ ‬نيوتن‭ ‬وفيثاغورث‭ ‬وسيبويه‭..‬ أو‭ ‬الشعراوى‭ ‬فى‭ ‬الدين‭ ..‬آفة‭ ‬كبيرة‭ ‬تنتشر‭ ‬فى‭ ‬مجتمعنا‭..‬ رغم‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬قال ‭»‬اللَّه‭ ‬أعلم‮»‬ فقد‭ ‬أفتي‭ ..‬لذلك‭ ‬وجدنا‭ ‬كل‭ ‬من «هب‭ ‬ودب» ‬يتحدث‭ ‬فى‭ ‬الدين‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والسياسة‭ ‬والأمن‭ ‬والحرب‭.‬

هناك‭ ‬أسئلة‭ ‬إجبارية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬يطرحها‭ ‬على‭ ‬نفسه‭..‬ فلدينا‭ ‬مهمة‭ ‬وهدف‭ ‬نبيل‭ ‬وأساسى‭ ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقي،‭ ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭..‬ وهذا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلماماً‭ ‬بالأمور‭ ‬والملفات‭ ‬والقضايا‭ ‬المطروحة،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭..‬ لذلك‭ ‬نطرح‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬المهمة‭ ..‬اعتبرها‭ ‬أسئلة‭ ‬إجبارية‭ ‬وسياقاً‭ ‬للفهم‭ ‬والوعي‭.‬

أولاً‭:‬ ماذا‭ ‬لو‭ ‬بدأت‭ ‬مصر‭ ‬مبكراً‭ ‬قبل‭ ‬أربعة‭ ‬أو‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭ ‬تجربتها‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬بنفس‭ ‬المعدلات‭ ‬التى‭ ‬بدأت‭ ‬قبل‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬التى‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن،‭ ‬وتحقق‭ ‬معدلات‭ ‬وإنجازات‭ ‬تفوق‭ ‬التوقعات،‭ ‬وبإرادة‭ ‬تتحدى‭ ‬التحدي‭.‬

ماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يستلم‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬هذا‭ ‬البلد «‬كُهنة‭ ‬وأشلاء‮».. ‬‭‬واستلم‭ ‬بلداً‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬صلبة‭ ‬آمناً،‭ ‬مستقراً‭..‬ اقتصاده‭ ‬واعد‭..‬ مشاكله‭ ‬وأزماته‭ ‬قليلة‭ ‬وبسيطة‭..‬ ماذا‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬لديها‭ ‬بنية‭ ‬أساسية‭ ‬قوية‭ ‬وعصرية‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تحتاج‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭..‬ وليست‭ ‬بنية‭ ‬أساسية‭ ‬متواضعة،‭ ‬كما‭ ‬تسلمها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬قبل ‭ ‬7‭ ‬سنوات‭.‬

السؤال‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭:‬ ماذا‭ ‬لو‭ ‬تسلم‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى ‭»‬بلداً‮»‬ واقفاً‭ ‬على‭ ‬قدميه‭ ..‬ومضى‭ ‬يبنى‭ ‬ويعمر‭ ‬ويحقق‭ ‬نفس‭ ‬المعدلات‭ ‬التى‭ ‬حققها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ7‭ ‬سنوات،‭ ‬لو‭ ‬تسلم‭ ‬اقتصاداً‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بدرجة‭ ‬متوسط‭..‬ ماذا‭ ‬كان‭ ‬حال‭ ‬مصر‭ ‬الآن؟

السؤال‭ ‬الثاني‭:‬ لأصحاب‭ ‬العقول‭ ‬والمنطق‭ ‬والباحثين‭ ‬عن‭ ‬الفهم‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬التنظير‭ ‬والفزلكة،‭ ‬دعونا‭ ‬نسأل‭ ‬عن‭ ‬ماذا‭ ‬كان‭ ‬حال‭ ‬مصر‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬غير‭ ‬عادى‭ ‬للإصلاح‭ ‬الاقتصادى‭ ‬الذى‭ ‬انطلق‭ ‬فى‭ ‬2016‭ ‬وتحقيقه‭ ‬نجاحات‭ ‬كبيرة‭ ‬ومعدلات‭ ‬نمو‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬الـ6٪‭..‬ وسط‭ ‬هذه‭ ‬المعدلات‭ ‬والنجاحات‭..‬ إلى‭ ‬أين‭ ‬كان‭ ‬يتجه‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬لولا‭ ‬أزمة «‬كورونا‭ ‬العالمية‮».. والسؤال‭ ‬أيضاً‭ ‬ماذا‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬ستفعل‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬أزمة «‬كورونا» ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادى‭ ‬ويحصن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬بالقوة‭ ‬والصلابة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬الصدمات؟‭..‬ فالأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬التى‭ ‬خلفها‭ ‬‮«‬كوفيد‭ ‬ــ19».. ‬‬‭‬وأصابت‭ ‬أكبر‭ ‬الاقتصادات‭ ‬العالمية‭ ‬بالارتباك‭ ‬والضرر‭..‬ كانت‭ ‬فى‭ ‬منتهى‭ ‬الصعوبة‭..‬ لكن‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬حقق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬ضمن‭ ‬عدد‭ ‬محدود‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬نمواً‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬2 ٪‭ ‬و3‭.‬6‭‬٪.

السؤال‭ ‬أيضاً‭..‬ بعد‭ ‬أن‭ ‬نجحت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬أزمة «‬كورونا‮».. وقبل‭ ‬الأزمة‭ ‬وبعدها‭ ‬كانت‭ ‬التطلعات‭ ‬والآمال‭ ‬كبيرة‭..‬ ونجحت‭ ‬فى‭ ‬تجاوز‭ ‬الصعاب‭ ‬والتحديات‭.. ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬لتستطيع‭ ‬تحمل‭ ‬قسوة‭ ‬أزمتين‭ ‬عالميتين‭ ‬الأولى ‬‮«‬كورونا‮».. والثانية‭ ‬أشد‭ ‬قسوة‭ ‬هى‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة ‬‮«‬الروسيةــ‭ ‬الأوكرانية» التى‭ ‬أصابت‭ ‬العالم‭ ‬بتحديات‭ ‬اقتصادية‭ ‬سواء‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والتوريد‭ ‬وأسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬ومعدلات‭ ‬التضخم‭ ‬وزيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة،‭ ‬خاصة‭ ‬سعر‭ ‬برميل‭ ‬النفط‭ ‬الذى‭ ‬تضاعف‭.. ‬‮«‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي»‬‭ ‬أعلن‭ ‬أن‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة ‬‮«‬الروسيةــ‭ ‬الأوكرانية»‬‭ ‬سوف‭ ‬تطال‭ ‬143‭ ‬دولة،‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬منها‭ ‬مصر‭..‬ أى‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬تأثرت‭ ‬بالأزمة‭ ‬وليست‭ ‬مصر‭ ‬وحدها‭..‬ لكن‭ ‬مصر‭ ‬قادرة‭ ..‬مع‭ ‬الفهم‭ ‬والوعى‭ ‬والإدراك،‭ ‬أننا‭ ‬كمواطنين‭ ‬أيضاً‭ ‬سوف‭ ‬نتأثر‭ ‬بالأزمة‭.‬

السؤال‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭:‬ هل‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬تستطيع‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬مثل «كورونا‮» ‬وتداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬لولا‭ ‬الإصلاح‭ ‬الشامل‭ ‬الناجح،‭ ‬ولولا‭ ‬إنجازات‭ ‬الـ7‭ ‬سنوات؟

السؤال‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭:‬ ماذا‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬مصر‭ ‬موازياً‭ ‬ومكافئاً‭ ‬لمواردها‭ ‬وإمكاناتها؟‭..‬ ماذا‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬مصر‭ ‬موازياً‭ ‬ومكافئاً‭ ‬لمعدل‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي؟

السؤال‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭..‬ ماذا‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬حجم‭ ‬الإنجازات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والنجاحات‭ ‬العظيمة‭ ‬ومعدلات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬متفوقاً‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭..‬ ماذا‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬مصر‭ ‬عند‭ ‬80‭ ‬مليون‭ ‬نسمة «‬تعداد‭‬2011‮»‬؟‭..‬ ماذا‭ ‬إذا‭ ‬تزامنت‭ ‬تداعيات‭ ‬أزمتى ‬‮«كورونا» ‬و«روسياــ‭ ‬وأوكرانيا».. ‬مع‭ ‬نمو‭ ‬سكانى‭ ‬معتدل‭ ‬ومتكافئ‭..‬ مع‭ ‬نجاح‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادي‭..‬ مع‭ ‬إنجازات‭ ‬ونجاحات‭ ‬وتوسع‭ ‬وتطوير‭ ‬عظيم‭ ‬شهدته‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.‬

وحتى‭ ‬نفهم‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬بعد‭ ‬طرح‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬المهمة‭:‬

أولاً‭:‬ إن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يريدنا‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬ونعى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياق‭ ‬ومنطق‭ ‬الأمور‭..‬ ولابد‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬لماذا‭ ‬نحن‭ ‬هكذا‭.. ‬لماذا‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬الفجوة‭ ‬والخلل‭ ‬بين «‬مواردنا‭.. ‬والنمو‭ ‬السكاني».. ‬كيف‭ ‬تفاقمت‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ..‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬آلت‭ ‬إليه؟‭.‬

ثانياً‭:‬ إن‭ ‬الدولة‭ ‬قبل‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬افتقرت‭ ‬لأى‭ ‬إرادة‭ ‬للبناء‭ ‬والتقدم،‭ ‬وحل‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشاكل،‭ ‬ومجابهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭.. ‬لذلك‭ ‬تفاقمت‭ ‬المشاكل‭ ‬والأزمات‭.. ‬وتراجعت‭ ‬الخدمات‭.. ‬والاهتمام‭ ‬بالتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والإسكان‭.. ‬وظهرت‭ ‬كوارث‭ ‬التعدى‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية‭ ‬والبناء‭ ‬المخالف،‭ ‬وانتشرت‭ ‬المناطق‭ ‬العشوائية‭ ‬والخطرة‭ ‬وغير‭ ‬الآمنة‭.. ‬ثم‭ ‬بنية‭ ‬أساسية‭ ‬فقيرة‭ ‬ومتواضعة‭ ‬ولا‭ ‬تليق‭ ‬بدولة‭ ‬مثل‭ ‬مصر‭.‬

ثالثاً‭: ‬جاءت‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬لتجهز‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬أشلاء‭.. ‬وتوقفت‭ ‬فيها‭ ‬الحياة‭ ‬والعمل‭ ‬والإنتاج،‭ ‬وتفشت‭ ‬المظاهرات‭ ‬الفئوية‭ ‬ولى‭ ‬ذراع‭ ‬الدولة‭.. ‬وتوقف‭ ‬ماكينات‭ ‬الإنتاج‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬وزيادة‭ ‬غير‭ ‬منطقية‭ ‬فى‭ ‬الأجور،‭ ‬ووصلت‭ ‬بنود‭ ‬الأجور‭ ‬فى‭ ‬موازنات‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬أرقام‭ ‬كبيرة‭ ‬لا‭ ‬تتحملها‭ ‬الأوضاع‭ ‬والظروف،‭ ‬ولم‭ ‬يلتفت‭ ‬أحد‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬الفوضى‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬مواجهة‭ ‬تحدى‭ ‬النمو‭ ‬السكاني‭.. ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬والأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬تفاقمت‭ ‬وتضاعفت‭ ‬وتوقفت‭ ‬عجلة‭ ‬البناء‭ ‬والإنتاج‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭.. ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬ارتفعت‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬السكانى‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭.‬

رابعاً‭: ‬وصلت‭ ‬مسئولية‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬فى‭ ‬2012‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬فاشل‭ ‬هو‭ ‬محمد‭ ‬مرسي،‭ ‬حكم‭ ‬البلاد‭ ‬بأسلوب‭ ‬الجماعة،‭ ‬وليس‭ ‬رجل‭ ‬الدولة‭.. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬زاد‭ ‬طين‭ ‬الأمور،‭ ‬التى‭ ‬وصلت‭ ‬إليها‭ ‬البلاد‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬بلة‭.. ‬وتضاعفت‭ ‬الآلام‭ ‬وتفاقمت‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬وأصبحت‭ ‬الأمور‭ ‬أكثر‭ ‬ضبابية‭ ‬وغموضاً‭.‬
هذا‭ ‬فى‭ ‬الأمور‭ ‬الاقتصادية‭.. ‬لكن‭ ‬الأخطر‭ ‬هو‭ ‬قضية‭ ‬وجود‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬الأصل‭.. ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬أشلاء‭ ‬وبقايا‭ ‬وأطلال‭ ‬الدولة‭.. ‬انتفض‭ ‬المصريون‭ ‬لإسقاط‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الإخوانى‭ ‬العميل‭.. ‬وهنا‭ ‬وجدوا‭ ‬القائد‭ ‬الوطنى‭ ‬الشريف‭ ‬الذى‭ ‬حمى‭ ‬إرادتهم،‭ ‬وحقق‭ ‬للوطن‭ ‬أهدافه‭.‬

خامساً‭: ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬قبل‭ ‬إعلان‭ ‬ترشحه‭ ‬صارح‭ ‬المصريين‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيل‭ ‬وحقائق‭ ‬وأوضاع‭ ‬البلاد‭.. ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬لوحده‭ ‬أو‭ ‬بمفرده‭ ‬انتشال‭ ‬البلاد‭ ‬وإخراجها‭ ‬من‭ ‬عثرتها‭.. ‬وقال‭: ‬إن‭ ‬الرئيس‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬وحده‭ ‬أو‭ ‬الحكومة‭ ‬لوحدها‭.. ‬ولكن‭ ‬الشعب‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يستطيع‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬والصعوبات‭.. ‬وقال‭: ‬إن‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬النفق‭ ‬المظلم‭ ‬نوراً‭ ‬كبيراً‭.. ‬إذا‭ ‬واجهنا‭ ‬جميعاً‭ ‬تحدياتنا‭.. ‬قيادة‭ ‬وشعباً‭.. ‬إذا‭ ‬تمسكنا‭ ‬بأن‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭.. ‬هكذا‭ ‬بدأ‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬مشوار‭ ‬البناء‭ ‬وقيادة‭ ‬البلاد‭.. ‬بالمصارحة‭ ‬والمكاشفة‭ ‬والصدق‭.. ‬لم‭ ‬يبع‭ ‬الوهم‭ ‬للمصريين‭ ‬ولم‭ ‬يجمِّل‭ ‬واقعاً‭ ‬غير‭ ‬موجود‭.. ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬أحداً‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يملكه‭.. ‬لكنه‭ ‬اشترط‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬جميعاً‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬تحدياتنا‭ ‬وأزماتنا‭.. ‬ودع‭ ‬المصريون‭ ‬مقولة‭ ‬محدش‭ ‬أخبرنا‭.. ‬محدش‭ ‬قالنا‭.. ‬أخفوا‭ ‬علينا‭.. ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أرسى‭ ‬مدرسة‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬الإدارة‭ ‬والقيادة‭ ‬بالمصارحة‭ ‬والمكاشفة‭ ‬والصدق‭.‬

سادساً‭: ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬انطلقت‭ ‬أكبر‭ ‬ملحمة‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭.. ‬أنفقت‭ ‬الدولة‭ ‬عليها‭ ‬8‭ ‬تريليونات‭ ‬جنيه،‭ ‬استهدفت‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬جديدة‭ ‬حديثة‭ ‬قوية‭ ‬وقادرة‭ ‬وانتهاء‭ ‬بعض‭ ‬صور‭ ‬ومظاهر‭ ‬معاناة‭ ‬المواطنين‭ ‬وتخفيف‭ ‬حدتها‭.. ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأزمات‭ ‬الأكثر‭ ‬إلحاحاً‭ ‬مثل‭ ‬العشوائيات‭ ‬وأمراض‭ ‬فيروس‭ ‬‮«‬سي‮»‬‭ ‬وقوائم‭ ‬الانتظار،‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطنين‭ ‬وتحسين‭ ‬أحوالهم‭ ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لهم‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دفع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬اقتصاداً‭ ‬قوياً‭ ‬وواعداً،‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬قوية‭.. ‬وتصبح‭ ‬مصر‭ ‬قبلة‭ ‬الاهتمام‭ ‬والاستثمار‭ ‬بعد‭ ‬إصلاح‭ ‬اقتصادى‭ ‬أشاد‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬وأكبر‭ ‬منظماته‭ ‬ومؤسساته‭ ‬الاقتصادية‭.. ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬اعتمد‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لبداية‭ ‬رئاسته‭ ‬على‭ ‬المصارحة‭ ‬والمكاشفة‭ ‬والصدق‭.. ‬ثم‭ ‬العمل‭ ‬والعمل‭ ‬والمثابرة‭ ‬وسباق‭ ‬الزمن‭ ‬وتحقيق‭ ‬معدلات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والإنجاز،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭.‬

نجحت‭ ‬التجربة‭ ‬المصرية‭.. ‬وبدأت‭ ‬التوقعات‭ ‬الدولية‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬واقتصادها‭ ‬الواعد‭.. ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مصر‭ ‬سبباً‭ ‬فى‭ ‬أزمة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬حسن‭ ‬الطالع‭ ‬نجاح‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادى‭ ‬لنتمكن‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬أزمة‭ ‬‮«‬كوفيدــ19‮»‬‭ ‬ونحقق‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬نمواً‭ ‬ضمن‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬ومحدود‭ ‬من‭ ‬الدول‭.‬

تستعد‭ ‬مصر‭ ‬لتنطلق‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بعد‭ ‬تجاوز‭ ‬تداعيات‭ ‬كورونا‭.. ‬وتبدأ‭ ‬فى‭ ‬الربعين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانى‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬المالى‭ ‬الحالى‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬9٪‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة‭.. ‬وإذا‭ ‬بها‭ ‬تفاجئ‭ ‬وتواجه‭ ‬العالم،‭ ‬وتحديداً‭ ‬143‭ ‬دولة،‭ ‬تتأثر‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قول‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬بتداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬‮«‬الروسيةــ‭ ‬الأوكرانية‮»‬‭.. ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتحمل‭ ‬مسئولية‭ ‬وجود‭ ‬الأزمة‭ ‬أو‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬خلفتها،‭ ‬لكنها‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭.. ‬قادرة‭ ‬بفعل‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬السبع‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬وإصلاحات‭ ‬ونجاحات‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمة‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تأثيراتها‭ ‬السلبية،‭ ‬والإدراك‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬متأثرون‭ ‬وأن‭ ‬المواطن‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬ستوفر‭ ‬كل‭ ‬السلع‭ ‬والاحتياجات‭ ‬الأساسية‭.. ‬ولن‭ ‬يطلب‭ ‬سلعة‭ ‬ولا‭ ‬يجدها‭.. ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬هناك‭ ‬زيادة‭ ‬أو‭ ‬ارتفاع‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬الحكومة‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬السلع،‭ ‬تسعى‭ ‬الحكومة‭ ‬بتوجيهات‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬إلى‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬صعباً‭.‬

الفهم‭ ‬والوعى‭ ‬يشكلان‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬فى‭ ‬إدراك‭ ‬الواقع‭ ‬والتعاطى‭ ‬مع‭ ‬التحديات،‭ ‬فلو‭ ‬كانت‭ ‬انجازاتنا‭ ‬ونجاحاتنا‭ ‬وتجربتنا‭ ‬فى‭ ‬التنمية‭ ‬التى‭ ‬حققت‭ ‬أعلى‭ ‬مؤشرات‭ ‬فى‭ ‬النمو‭ ‬متوازنة‭ ‬ومتوافقة‭ ‬ومتكافئة‭ ‬مع‭ ‬النمو‭ ‬السكاني‭.. ‬كان‭ ‬وضعنا‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭.. ‬وكانت‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬أخف‭.. ‬وكانت‭ ‬ظروفنا‭ ‬ومستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭.. ‬لذلك‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬50‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬مليوناً،‭ ‬أفضل‭ ‬بمراحل‭ ‬من‭ ‬104‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭.. ‬وفى‭ ‬استجابة‭ ‬مؤشرات‭ ‬التحسن‭ ‬فى‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭.. ‬سواء‭ ‬الداخل‭ ‬أو‭ ‬الأسعار‭.. ‬دعونا‭ ‬نقولها‭ ‬بطريقة‭ ‬أخرى‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الـ‭ ‬50‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬كان‭ ‬وضعهم‭ ‬سيكون‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬فى‭ ‬الإحساس‭ ‬بالنمو‭ ‬الاقتصادي‭.. ‬وفى‭ ‬تعاطيهم‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭.. ‬وأيضا‭ ‬وضع‭ ‬الـ‭ ‬80‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬104‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة‭ ‬فى‭ ‬الإحساس‭ ‬بالتحسن‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬والتعاطى‭ ‬مع‭ ‬تأثيرات‭ ‬وتداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭.‬

نصل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬وضعنا‭ ‬كدولة‭ ‬تعداد‭ ‬سكانها‭ ‬104‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة‭ ‬صعب‭.. ‬رغم‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬والانجازات‭ ‬والنجاحات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬فلم‭ ‬يشعر‭ ‬المواطن‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭ ‬بانجازات‭ ‬ونتائج‭ ‬تجربة‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬هى‭ ‬الأضخم‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭.. ‬بسبب‭ ‬النمو‭ ‬السكانى‭ ‬المخيف‭ ‬والمرعب‭ ‬وأيضا‭ ‬الأزمات‭ ‬والصدمات‭ ‬التى‭ ‬توالت‭ ‬وتواترت‭ ‬على‭ ‬العالم‭.‬

إن‭ ‬زيادة‭ ‬الـ‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬هى‭ ‬أمر‭ ‬خطير،‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬يتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬4‭ ‬أو‭ ‬5‭ ‬دول‭.. ‬تخيل‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬مصر‭ ‬تزيد‭ ‬بمعدل‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬جديد‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬مدارس‭ ‬ومستشفيات‭ ‬وخدمات‭ ‬وتوسعات‭ ‬زراعية‭ ‬وسكن‭ ‬وفرص‭ ‬عمل‭.. ‬فى‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬الزيادة‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬إلى‭ ‬25‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭! ‬يعنى‭ ‬25٪‭ ‬من‭ ‬تعداد‭ ‬مصر‭ ‬الحالي‭.. ‬بمعنى‭ ‬أننا‭ ‬نحتاج‭ ‬ربع‭ ‬أو‭ ‬25٪‭ ‬من‭ ‬مواردنا‭ ‬وامكاناتنا‭ ‬ومنشآتنا‭ ‬والمنشآت‭ ‬الخدمية‭ ‬رغم‭ ‬العجز‭ ‬الحالي‭.. ‬فربما‭ ‬نحتاج‭ ‬أكثر‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬إدراك‭ ‬أزماتنا‭ ‬ومشاكلنا‭ ‬والوعى‭ ‬والفهم‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬المصارحة‭ ‬والمكاشفة‭ ‬والمصداقية‭ ‬الرئاسية‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬التى‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬إحاطة‭ ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬أو‭ ‬الشعب‭ ‬بتفاصيل‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭.. ‬ووضع‭ ‬سياق‭ ‬ومنطق‭ ‬للفهم،‭ ‬لابد‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬نقارن‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬قبل‭ ‬السيسى‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭.. ‬وماذا‭ ‬وكيف‭ ‬أصبحت؟‭.. ‬ثم‭ ‬إدراك‭ ‬ما‭ ‬هى‭ ‬الظروف‭ ‬والتحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬والتداعيات‭ ‬التى‭ ‬تواجهنا‭.. ‬هل‭ ‬ندرك‭ ‬هذه‭ ‬الصعوبات‭ ‬مثل‭ ‬قضية‭ ‬النمو‭ ‬السكاني‭.. ‬بالوعى‭ ‬والفهم‭.. ‬إن‭ ‬بناء‭ ‬الأوطان‭ ‬ليس‭ ‬بالكلام‭ ‬والشعارات‭.. ‬إننا‭ ‬أنجزنا‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬خطوة‭.. ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬لديها‭ ‬أزمات‭ ‬وتحديات‭ ‬وتراكمات‭ ‬كثيرة‭.. ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬خللاً‭ ‬واضحاً‭ ‬بين‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬والنمو‭ ‬السكاني‭.. ‬ثم‭ ‬السؤال‭ ‬المهم‭: ‬هل‭ ‬يعرف‭ ‬المواطن‭ ‬تأثير‭ ‬قسوة‭ ‬أزمتين‭ ‬خطيرتين‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬وتداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬الروسيةــ‭ ‬الأوكرانية‭ ‬فى‭ ‬عامين‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬اقتصاد‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬وهل‭ ‬أدرك‭ ‬كيف‭ ‬أصيب‭ ‬اقتصاد‭ ‬العالم‭ ‬بالجمود‭ ‬والتيبس‭ ‬والتباطؤ‭.. ‬وما‭ ‬هى‭ ‬تأثيراته‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬الدول؟‭.. ‬فى‭ ‬الفهم‭ ‬والوعى‭ ‬علاج‭.. ‬وفى‭ ‬التنظير‭ ‬والفزلكة‭ ‬تزييف‭ ‬للوعى‭.. ‬لذلك‭ ‬تبرز‭ ‬أهمية‭ ‬الأسئلة‭ ‬الإجبارية‭.‬

الاكثر قراءة