قال محمد محمود عبد الرحيم، باحث اقتصادي، إن الاكتفاء الذاتي من القمح في ظل الظروف العالمية أصبح أمرا ملحا وضروريا، حيث استوردت مصر في عام 2021 نحو 6.5 مليون طن تقريبًا مقابل نحو 12 مليون طن في عام 2020 بنسبة انخفاض 50% تقريبًا، وهو ما يعطي مؤشر بانخفاض الفجوة بين الاستهلاك والقمح المتاح سواء عن طريق توفيره محليا أو استيراده.

وأضاف عبد الرحيم، في تصريحات خاصة لـ "دار الهلال"، أن التوسع في زراعة القمح في مساحات جديدة مثل توشكى يساهم بشكل مباشر في رفع نسب الاكتفاء الذاتي من القمح، هذا بالإضافة إلى تقليل الفاقد واستحداث نظم تخزين عالمية وهي جهود لها صدى فعلي على أرض الواقع في إطار جهود الدولة، حيث تعمل الدولة على عدة محاور لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح ولعل أهم هذه الجهود تطوير منظومة المخازن حيث تساعد هذه المنظومة في مزيد من التحكم في مراقبة المخزون وبالتالي إمكانية اتخاذ القرارات الخاصة بالتوريد والصرف والأنواع المستخدمة و المتابعة اللحظية والدقيقة والشاملة لكافة الصوامع على مستوي الجمهورية مما يساهم في خفض تكاليف المتابعة والملاحظة.

وتابع "كما يساهم ضبط المخزون في تقليل أي احتمالات لفرص الفساد، كما أن وجود قاعدة بيانات للمورد والمستورد تعطي موقفا شاملا وسريعا عن الكميات الواردة والصادرة لحظيا".

وأشار عبد الرحيم، إلى أن هناك أبحاثا تؤكد إمكانية زراعة قمح الشعير بالمياه المالحة في بعض المناطق في سيناء، كما يمكن تفعيل استخدام حلول البحث العلمي في تطوير نظم الري ورفع إنتاجية الفدان بالإضافة إلى ضرورة إعطاء حوافز مادية للمزارعين للتوسع في زراعة القمح وأعتقد أن الدولة لا تدخر جهدا في توفير كافة مطالب الفلاح المصري.

ونوه إلى أننا لدينا حلم كبير بتحقيق اكتفاء ذاتي كامل من القمح وليس ذلك فحسب، بل نطمح لأن تصبح مصر من الدول المصدرة للقمح وهو أمر يمكن تحقيقه وليس مجرد حلم .