سيناء من معجزة التحرير.. إلى ملحمة التطهير.. إلى تحقيق النصر فى معركتى البقاء والبناء.. إنها أرض الأمجاد والبطولات.. أرض الشرف والكرامة.. فما بين عظمة القيادة.. وشرف الجيش الأسطورة.. مصر تحقق المعجزات فى عهد يعيد الحياة والبعث لمشروعات كان ينتظرها المصريون.. ومناطق نال منها الخطر وحاولوا اختطافها لكنها اطمأنت فى حضن الوطن تنبض بالحياة وتتدفق بالخير والنماء.
السيسى.. من توشكى إلى سيناء
هل انتبه الناس إلى أننا أمام نصر كبير وعظيم تحقق فى سيناء فى هذا العهد.. نصر وإنجاز بكل المقاييس.. ملحمة ومعجزة بكل ما تحمله الكلمة من معني، فاذا كانت مصر وجيشها العظيم حققت معجزة عسكرية أبهرت العالم فى معركة العبور أكتوبر 1973 من أجل تحرير الأرض التى ضاعت فى «غفلة من الزمان» عقب ما حدث فى 1967 لكن لأن الجيش المصرى هو الجيش الأسطورة نجح فى زمن قياسى قدره 6 سنوات فى استعادة الأرض والكرامة. ورد الصفعة عشرات الصفعات.. والصاع بمئات المرات.
الحقيقة مع كل إعجاز عسكرى ونصر عظيم تحققه القوات المسلحة الباسلة نتوقف كثيراً وطويلاً أمام أداء عسكرى فذ واحترافى يرتكز على عقيدة هى أخطر الأسلحة الفتاكة.. مقاتل لا يهاب الموت ولا يعرف الخوف وجاهز للفداء والتضحية والشهادة.. فهل هناك سلاح أكثر فتكاً من المقاتل المصري.
الرئيس عبدالفتاح السيسى منحنا مثالاً عبقرياً عندما شبه ما تحقق من معجزة فى أكتوبر 1973 بأن السيارة «السيات» تفوقت وسبقت السيارة «المرسيدس» بمعنى أن القوات المسلحة انتصرت وهزمت وتغلبت ليس على المقاتل الإسرائيلى ولكن على الفارق والفجوة العميقة بين ما كان لديه من امكانات عصرية وتكنولوجية ودعم غربى غير محدود وإمكانات وقدرات فى كافة الأسلحة والتخصصات لكنه لم يمتلك السلاح الذى كان لدى المصريين هو سلاح الإيمان والإرادة والرغبة فى الثأر واسترداد الأرض والكرامة، سلاح الفداء والتضحية وعدالة القضية.. لذلك أدى المقاتل المصرى فى أكتوبر 1973 بأروع وأعظم ما يكون وكان سر ومفتاح النصر العظيم.
لكن ما حدث فى سيناء خلال هذا عهد الرئيس السيسى هو أيضاً ملحمة ومعجزة وطنية وعسكرية.. وهو إنجاز يحسب للمصريين.. ونصر قاده الرئيس عبدالفتاح السيسى حيث نجح برؤية وإرادة وعزيمة فى تخليص سيناء من براثن أخطر مؤامرة تعرضت لها فى تاريخها، ربما هى الأكثر صعوبة فى كيفية التعاطى والتفاعل والتعامل.. خاصة فى ظل هذا النوع من الحروب الجديدة التى تعاملت معها قواتنا المسلحة وأبطالها وشرطتنا الوطنية.. حروب بالوكالة.. حشد لجيوش وأفاعى الإرهاب بدأ على حد تأكيد الرئيس السيسى قبل 2010 بخمس سنوات.. جاءوا من كل فج عميق، ومن كل حدب وصوب برعاية وإشراف وتمويل مؤامرة دولية وإقليمية توفرت لها كل مقومات الهدم والتدمير والإسقاط والاقتطاع.. دول وجيوش وأجهزة مخابرات وميليشيات وتنظيمات وجماعات إرهابية وإجرامية وعصابات للتهريب وتجارة الأعضاء والمخدرات كل هذه القوى التى جسدت الشر والمخططات والسيناريوهات الشيطانية تجمعت واتحدت من أجل تحقيق هدف واحد هو اختطاف سيناء ونزعها وعزلها عن الجسد المصرى، كما طالب رجل الأعمال المشبوه الذى شارك وأسس مع المتآمرين مخطط الفوضى الخلاقة.. وكان أحد الممهدين للخراب العربى فى يناير 2011.
ما أريد أن أقوله ان هناك إنجازاً ونصراً عظيمين وملحمة كبرى حققهم الرئيس عبدالفتاح السيسى.. هذا النصر يضاف إلى قائمة نجاحاته وعطائه من أجل مصر.. فإن عودة سيناء من جديد.. وتطهيرها من الإرهاب وسط كل هذه التحديات والتهديدات والمخاطر والحشد غير المسبوق.. وسط توقعات كانت تنبئ بضياع سيناء.. وسط حشد دولى وإقليمى من قبل أجهزة مخابرات معادية وأموال لا حصر لها.. وأجهزة وأسلحة ومواد متفجرة وأجهزة اتصال تكنولوجية حديثة.
السيسى حقق المعجزة والملحمة وعبر بسيناء إلى بر الأمان وإلى حضن الوطن.. فعلها كما فعلها أجداده وآباؤه.. فسلسال البطولات والأبطال لا ينتهي.
ما أريد أن أقوله أيضاً السيسى لم يكتف فقط بتطهير سيناء من أفاعى الإرهاب والمتآمرين والمرتزقة والخونة واستعادة الأمن والاستقرار لأهلها.. وبسط الخير والنماء والتنمية والمشروعات على أراضيها.. بل قرر أن يحميها ويؤسس لأقوى منظومة لتأمينها من خلال أمرين مهمين.
الأول: سياج قوى من الحماية بالبناء والتنمية والمشروعات القومية.. وفق خطة عظيمة أنفقت عليها (مصر- السيسي) ما يزيد على 700 مليار جنيه رغم أنها الأقل عدداً فى السكان.. لكنها قضية أمن قومى ومصير ووجود.. وأن الحماية بالبناء والتعمير والبشر وفق المجتمعات العمرانية التى تحظى بالعيش والحياة الكريمة والأمن والاستقرار والوعى والهوية وملامح ومكونات الشخصية المصرية السيناوية.. والتصدى للدخلاء.
الثانى : الحماية الثانية أو جدار القوى وصمام الأمان للبناء والحفاظ عليها هو وجود جيش مصر القوى والأسطورة.. وأقوى جيش فى المنطقة وأفريقيا وواحد من أقوى جيوش العالم وما وصل إليه الجيش المصرى من قوة وقدرة وردع هو أيضا إنجاز تاريخى وغير مسبوق حققه الرئيس السيسى بقرار تاريخى ووطنى وشريف أعاد لمصر الاطمئنان والأمن وتصدى لكافة التهديدات والمخاطر وأعاد توازن القوى فى المنطقة.. ورجح كفة مصر وتصدرها لمعايير القوة والقدرة فى المنطقة وهو ما أدى إلى الهدوء والاستقرار النسبى فى المنطقة وتصدى لمشروعات وأوهام بعض القوى الإقليمية المريضة بأوهام الماضي.
وبعودة مصر إلى قوتها وكلمتها اختفت كل أصوات الشر والأوهام.. وخاضت مصر تحديات خطيرة فى شرق المتوسط.. وليبيا والجنوب انتصرت فيها من خلال قوة الردع التى امتلكتها مصر.. وأن يحسب من يفكر بالمساس بحقوق وأمن مصر ألف حساب قبل الاقدام على ذلك.
ملحمة وإنجاز السيسى العظيم فى سيناء.. كأحد القادة العظام الذين سخرتهم الأقدار يسطره التاريخ بحروف من نور ولا يقل عن موقفه البطولى الشريف فى الانحياز لإرادة شعبه وحمايتها لعزل نظام الإخوان وأيضاً ملحمة البناء فإذا كان لكل رئيس مصرى سابق بصمة وإنجاز صنع تاريخ هذه الأمة.. فإن السيسى يتفرد بأنه صاحب انتصارات ومواقف بطولية فارقة فى تاريخ مصر.
فإذا كنا نتحدث عن سيناء.. فقد كان للبعض ممن لا يعرفون مصر وجيشها وقيادتها الرئيس السيسى ان سيناء سوف تضيع وتنجح المؤامرة فى انتزاعها واختطافها لكن الجيش المصرى العظيم خاض المعركة فى مواجهة أشباح، أصعب أنواع الحرب حروب غير نظامية، حروب بالوكالة يقودها المرتزقة.. قوات غير مرتكزة تعتمد على الخطف.. والتعامل السريع فى الخسة والتدمير والتفجير.. لكن أيضاً ليس هناك صعب أو مستحيل على جيش مصر.. الذى سطر معركة العبور وقضى على أسطورة خط بارليف والجيش الذى لا يقهر.. لذلك نجحت قواتنا المسلحة والشرطة فى استعادة الأمن والاستقرار والأوضاع الطبيعية لسيناء وأهلها فى نفس الوقت الذى تنتشر فيه قلاع التنمية وتتغير حياة الناس إلى الأفضل وإلى الحياة الكريمة.
ما أريد أن أقوله ان السيسى حقق أمرين مهمين.. وإنجازين كبيرين.. الأول: تطهير سيناء من الإرهاب وتخليصها من براثن مؤامرة شيطانية فى معركة هى أصعب من الحروب النظامية.. الأمر الثاني: ان السيسى أقدم على تنفيذ ما لم يستطع أى رئيس سابق الإقدام عليه هو تنمية وتعمير سيناء بالمعنى الحقيقى للكلمة فى شتى المجالات والقطاعات وبتكلفة تاريخية وصلت إلى 700 مليار جنيه.. شجاعة وقرار وشرف وطنى بلا حدود لم يخش ولم يخف إلا الله سواء فى تعمير وتنمية سيناء والتحرك على كل حبة رمل لحمايتها والحفاظ عليها.. بل وتغيير اتفاقيات من أجل ضمان عدم تكرار ما حدث.. وهو ما انطبق أيضاً على إستراتيجية تزويد قواتنا المسلحة بأحدث نظم التسليح والقتال فى العالم من أى مكان وأى دولة فى العالم طالما ان ذلك يحقق مصالحنا وأهدافنا وتقدمنا بأعلى كفاءة ويحمى أمننا القومي، فليس هناك أوصياء على مصر ولا يستطيع أحد أن يتدخل فى قرارها الوطنى المستقل هكذا علمنا ورسخ فى وجدان الجميع الرئيس السيسى هذا القائد الوطنى الشجاع الذى يمثل ذروة الشموخ المصرى والمؤمن بعظمة مصر واستحقاقها للمكانة اللائقة.
نجح الرئيس السيسى فى تحويل الكثير من المحن إلى منح كبيرة وعظيمة كانت سيناء قبل سنوات شدة ومحنة وخطراً داهماً على أمن مصر القومي.. خوفاً ورعباً يجثم على قلوب المصريين من ضياع سيناء، لكن من يعرف فضل الله ورعايته لمصر ثم حكمة الرئيس السيسى وتحديه وشموخه الوطنى ثم جيش مصر العظيم الذى صنع الكثير من الأمجاد وحقق ما يقترب فى ميادين القتال من الأساطير.
لا أتحدث عن مئات الإنجازات والنجاحات والقرارات والمواقف الوطنية للرئيس السيسى، هذا القائد العظيم، ولكن أتحدث عن إنجاز فريد ونصر كبير تحقق فى سيناء سواء فى البقاء والبناء لأرض الفيروز، هذا الحدث وهذا الإنجاز فى عهد الرئيس السيسى فى اعتقادى لم يأخذ حقه من الاهتمام سواء على الصعيد الإعلامى الذى يحتاج إلى زخم كبير أو على صعيد «التوثيق والتاريخ» أو على صعيد الوعى والفكر والنقاش والندوات، فلا يجب أن تكون الندوات التثقيفية التى تعقدها القوات المسلحة وتحقق نجاحات مدوية ولكن دورنا جميعاً كمجتمع يجب أن نعظم من قيمة العبور الثانى والثالث لسيناء وأن نسطر بشكل ما ملامح هذه الملحمة والمعجزة لتكون سيناء أيضا التى شهدت أروع إعجاز عسكرى فى أكتوبر 1973 هى أيضا من تشهد ملحمة مصر- السيسى فى التطهير والتنمية وفى البناء والتعمير.. إنها قصة نجاح «إعجازية» يجب أن نرويها لأبنائنا، ويجب أن نخبرهم أن وراء هذا الإعجاز قائد وطنى شريف وجيش وطنى عظيم وشعب كان مؤمناً واثقاً داعماً ملتفاً حول قيادته وجيشه وشرطته.
أدعوكم إلى التوثيق لهذا التاريخ المشرف ولملحمة تطهير سيناء من الإرهاب وتنمية كافة ربوعها فى عهد السيسى سواء على صعيد النصر وتطهيرها من الإرهاب والخيانة والمرتزقة أو بنائها كأروع ما يكون البناء والتنمية لتكون سيناء مصدراً للخير والنماء والأمن والأمان والاستقرار.. لا مصدر للخطر والتهديد.
سيناء من التحرير إلى محاولات الاختطاف.. قصة مصرية جديرة بأن نرويها لأبناء الوطن.. أيضا من التطهير إلى التعمير.. ملحمة مصرية قادها الرئيس السيسى باقتدار.
من كان ينظر لسيناء قبل السيسى.. ومن كان يرى حال توشكى قبل السيسى.. يدرك عظمة هذا القائد الذى أعاد الحياة لوطن كاد يضيع.. ثم انتصر فى أخطر معركتين.. البقاء والبناء فى سيناء عادت الحياة من جديد تجسد الأمن والاستقرار والرخاء.. وفى توشكى التى طويت صفحتها منذ سنوات.. لكن السيسى لا يعرف إلا التحدى ولا يسير إلا على طريق الخير والنماء.. أعاد البعث لأرض الذهب الأصفر سر الحياة.. قائد يجرى الخير على يديه.. لذلك جاءت ملحمة سيناء التى ولدت من جديد فى عهد السيسى.
تحيا مصر