الأحد 19 مايو 2024

مصر‭ .. ‬والعمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك


عبد الرازق توفيق

مقالات25-4-2022 | 23:01

عبد الرازق توفيق

منذ‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭.. ‬دارت‭ ‬فى‭ ‬عقلى‭ ‬أفكار‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬الحلم‭ ‬العربى‭ ‬فى‭ ‬الوحدة‭ ‬والتكامل‭ ‬والتعاون‭ ‬والتقارب‭.. ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬العرب‭ ‬‮   «كالبنيان‭ ‬المرصوص‮»‬‭ ‬لا‭ ‬اختلافات‭ ‬ولا‭ ‬نزاعات‭ ‬ولا‭ ‬عداوات،‭ ‬ولا‭ ‬نصرة‭ ‬لأعداء‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الأمة‭.‬

‭‬المهم‭ ‬فكرت‭ ‬قبل‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬مقالاً‭ ‬يجسد‭ ‬أمنية‭ ‬وحلماً‭ ‬وقلت‭ ‬لنفسى‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬اجتمع‭ ‬القادة‭ ‬والزعماء‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬مائدة‭ ‬إفطار‭ ‬رمضانية‭ ‬واحدة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الحب‭ ‬وروح‭ ‬الأشقاء‭ ‬والتكامل‭ ‬وأننا‭ ‬جميعاً‭ ‬فى‭ ‬مركب‭ ‬واحدة‭.. ‬الإفطار‭ ‬الرمضانى‭ ‬فى‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬يعكس‭ ‬روح‭ ‬الأسرة‭ ‬العربية‭ ‬الواحدة‭.. ‬والقواسم‭ ‬والإرث‭ ‬الحضارى‭ ‬المشترك‭.. ‬فهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الروابط‭ ‬والأواصر‭ ‬التى‭ ‬تجمعنا‭ ‬بل‭ ‬وتجرى‭ ‬فى‭ ‬دمائنا‭.. ‬الأمة‭ ‬التى‭ ‬تربطها‭ ‬عشرات‭ ‬الأواصر‭.. ‬ويتجمع‭ ‬شملها‭ ‬على‭ ‬المصير‭ ‬المشترك‭.‬


رمزية‭ ‬أن‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يجتمع‭ ‬ويجلس‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬مائدة‭ ‬إفطار‭ ‬رمضانية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬إلى‭ ‬الخليج‭.. ‬يجتمع‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭.. ‬تكون‭ ‬المصارحة‭ ‬والمكاشفة‭ ‬وعتاب‭ ‬الأحباب‭.. ‬نعلى‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬التعاون‭ ‬وطى‭ ‬صفحات‭ ‬الخلافات‭ ‬ندرك‭ ‬خلالها‭ ‬دقة‭ ‬الوقت‭ ‬وخصوصية‭ ‬المرحلة‭ ‬وصعوبة‭ ‬وقسوة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬الجديدة‭.. ‬وفى‭ ‬منطقة‭ ‬تموج‭ ‬بالتحديات‭ ‬والاضطرابات‭ ‬والأوهام‭ ‬والأطماع‭.. ‬ندرك‭ ‬أننا‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬يتشكل‭ ‬فيها‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وترسم‭ ‬الأقدار‭ ‬ملامح‭ ‬نظام‭ ‬عالمى‭ ‬جديد‭.. ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للعرب‭ ‬فيه‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬وأن‭ ‬يكونوا‭ ‬الرقم‭ ‬الذى‭ ‬يتوقف‭ ‬الجميع‭ ‬أمامه‭ ‬وعنده‭.‬


أحلم‭ ‬كمواطن‭ ‬عربى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أمة‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭.. ‬تواجه‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬وهى‭ ‬صف‭ ‬واحد‭.. ‬أجد‭ ‬هناك‭ ‬تكاملاً‭ ‬وتعاوناً‭ ‬عربياً‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬والتجارية‭.. ‬تكوِّن‭ ‬كياناً‭ ‬واحداً‭ ‬لمواجهة‭ ‬عواصف‭ ‬وأزمات‭ ‬عالمية‭.‬


أتخيل‭ ‬ان‭ ‬مأدبة‭ ‬الإفطار‭ ‬الرمضانية‭ ‬التى‭ ‬يجتمع‭ ‬عليها‭ ‬قادة‭ ‬العرب‭ ‬سوف‭ ‬تقرر‭ ‬أن‭ ‬تصفى‭ ‬الخلافات‭.. ‬وتحل‭ ‬الأزمات‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا‭ ‬واليمن‭ ‬والسودان‭ ‬ولبنان‭ ‬والصومال‭ ‬والعراق‭ ‬تعيد‭ ‬اللحمة‭ ‬العربية‭.. ‬وتعيد‭ ‬توحيد‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭.. ‬وتتصدى‭ ‬لكل‭ ‬التهديدات‭ ‬والأطماع‭ ‬والأوهام‭ ‬والمشروعات‭ ‬التى‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تمس‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬العربى‭ ‬الذى‭ ‬يواجه‭ ‬تحديات‭ ‬ومخاطر‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب‭.. ‬فالوطن‭ ‬العربى‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬مواجهة‭ ‬للأطماع‭ ‬من‭ ‬ثروات‭ ‬وخيرات‭ ‬وموارد‭ ‬هيأها‭ ‬الله‭- ‬عز‭ ‬وجل‭- ‬لهذه‭ ‬الأمة‭.‬


الأمة‭ ‬تحتاج‭ ‬جهود‭ ‬أبنائها‭ ‬وقادتها‭ ‬وزعمائها‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬طوفان‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭.. ‬وبدون‭ ‬مجاملة‭ ‬وبمنتهى‭ ‬الموضوعية‭ ‬أرصد‭ ‬التحركات‭ ‬والمساعى‭ ‬والنوايا‭ ‬الطيبة‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬يقودها‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭.. ‬والذى‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬لم‭ ‬الشمل‭ ‬العربى‭ ‬وإحياء‭ ‬العمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك،‭ ‬والتعاون‭ ‬والتقارب‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوجود‭ ‬والهوية‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭.‬


الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬المتصفح‭ ‬لدفتر‭ ‬أحوال‭ ‬التحركات‭ ‬الرئاسية‭ ‬فى‭ ‬الدائرة‭ ‬العربية‭ ‬يجد‭ ‬نشاطاً‭ ‬كبيراً‭ ‬وملحوظاً‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬لقاءات‭ ‬واستقبالات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للأشقاء‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬والزعماء‭ ‬العرب‭ ‬أو‭ ‬زيارات‭ ‬الرئيس‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.. ‬يكفى‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬لقاءات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الدورية‭ ‬والمستمرة‭ ‬والمتواصلة‭ ‬مع‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬العاهل‭ ‬السعودى‭ ‬والملك‭ ‬عبدالله‭ ‬الثانى‭ ‬بن‭ ‬الحسين‭ ‬ملك‭ ‬الأردن‭ ‬والشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬ولى‭ ‬عهد‭ ‬أبوظبى‭ ‬والأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬ولى‭ ‬العهد‭ ‬السعودى‭ ‬والدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقى‭ ‬وأمير‭ ‬الكويت‭ ‬وأمير‭ ‬قطر‭ ‬والرئيس‭ ‬الجزائرى‭ ‬عبدالمجيد‭ ‬تبون‭ ‬والدور‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ليبيا‭ ‬والتزامها‭ ‬بالعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأشقاء‭ ‬ودعم‭ ‬اختياراتهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العبور‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬الأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدتها‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيها‭.‬


زيارات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬أو‭ ‬اتصالاته‭ ‬أو‭ ‬استقبالاته‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬رؤساء‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬قادة‭ ‬وزعماء‭ ‬العرب‭.. ‬يسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬لم‭ ‬الشمل‭ ‬العربي‭.. ‬وترسيخ‭ ‬الحلول‭ ‬العربية‭- ‬العربية‭.. ‬وإنهاء‭ ‬الأزمات‭ ‬والاختلافات‭ ‬فى‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬وتقريبها‭.. ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬الأمة‭ ‬واصطفافها‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والأطماع‭ ‬والأوهام‭.. ‬وإحداث‭ ‬شراكات‭ ‬إستراتيجية‭ ‬ودعم‭ ‬العمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭ ‬وصون‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬العربي‭.. ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬الاقتصادى‭ ‬والأمنى‭ ‬والعسكري‭.. ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭.. ‬تلك‭ ‬أهداف‭ ‬نبيلة‭ ‬أن‭ ‬يسعى‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لجمع‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ‬وبلسان‭ ‬واحد‭.. ‬لأن‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬والمتغيرات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭.. ‬وتموج‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬تستلزم‭ ‬التكاتف‭ ‬والتضامن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭. ‬


وفى‭ ‬إطار‭ ‬تحركات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬وعلاقته‭ ‬الأخوية‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬وزعماء‭ ‬ورؤساء‭ ‬وملوك‭ ‬العرب‭ ‬شهدت‭ ‬القاهرة‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬قمة‭ ‬مصرية‭- ‬أردنية‭- ‬إماراتية‭ ‬حيث‭ ‬استقبل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬الثانى‭ ‬بن‭ ‬الحسين‭ ‬عاهل‭ ‬الأردن‭ ‬والشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬ولى‭ ‬عهد‭ ‬أبوظبى‭ ‬بقصر‭ ‬الاتحادية‭ ‬وشهد‭ ‬اللقاء‭ ‬مأدبة‭ ‬إفطار‭ ‬على‭ ‬شرف‭ ‬ضيوف‭ ‬مصر‭ ‬الكرام‭.. ‬اللقاء‭ ‬اتسم‭ ‬بالمودة‭ ‬والأخوة‭ ‬وتجسيد‭ ‬عمق‭ ‬العلاقات‭ ‬والروابط‭ ‬التاريخية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭.‬


ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭ ‬العربية‭- ‬العربية‭ ‬التى‭ ‬تواصلت‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬والعامل‭ ‬والقاسم‭ ‬المشترك‭ ‬فيها‭ ‬مصر‭ ‬تجسد‭ ‬حرص‭ ‬دول‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬والتقارب‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتشاور‭.. ‬فرغم‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬عكست‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬التعاون‭ ‬والانطلاق‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬واسعة‭ ‬للشراكة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬التى‭ ‬تحقق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭.. ‬القمة‭ ‬أيضاً‭ ‬أكدت‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬الدقيق‭ ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تموج‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬والتأكيد‭ ‬أن‭ ‬علاقات‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬القوية‭ ‬هى‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمي‭.‬


القمة‭ ‬المصرية‭- ‬الأردنية‭- ‬الإماراتية‭ ‬أكدت‭ ‬أهمية‭ ‬استمرار‭ ‬التنسيق‭ ‬والتشاور‭ ‬لتوحيد‭ ‬الرؤى‭ ‬والمفاهيم‭ ‬وبذل‭ ‬الجهود‭ ‬لصون‭ ‬الأمن‭ ‬العربي‭.‬


الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬جاءت‭ ‬أيضاً‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬قضيتين‭ ‬مهمتين‭: ‬الأولى‭ ‬إقليمية‭ ‬وهى‭ ‬تصاعد‭ ‬الأوضاع‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭.. ‬وإصرار‭ ‬الجانب‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬إشعال‭ ‬الوضع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التمادى‭ ‬فى‭ ‬الانتهاكات‭.‬


هذه‭ ‬الصداقات‭ ‬والأخوة‭ ‬والعلاقات‭ ‬القوية‭ ‬والتفاهم‭ ‬بين‭ ‬القادة‭ ‬والزعماء‭ ‬العرب‭ ‬التى‭ ‬تقودها‭ ‬مصر‭.. ‬تؤسس‭ ‬لحلول‭ ‬وتوافق‭ ‬عربى‭ ‬ينهى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬العربية‭ ‬العالقة‭.. ‬لكن‭ ‬تظل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتى‭ ‬منحتها‭ ‬القمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬أولوية‭ ‬واهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ضروة‭ ‬وأهمية‭ ‬احترام‭ ‬الوضع‭ ‬القانونى‭ ‬والتاريخى‭ ‬القائم‭ ‬فى‭ ‬الحرم‭ ‬القدسى‭ ‬الشريف‭ ‬والتأكيد‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬دور‭ ‬الوصاية‭ ‬الهاشمية‭ ‬التاريخية‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬الأماكن‭ ‬الإسلامية‭ ‬والمسيحية‭ ‬فى‭ ‬القدس‭ ‬وضرورة‭ ‬تقديم‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬الدعم‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لأوقاف‭ ‬القدس‭ ‬وشئون‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬المبارك‭ ‬ووقف‭ ‬إسرائيل‭ ‬لكل‭ ‬الإجراءات‭ ‬التى‭ ‬تقوض‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وضرورة‭ ‬ايجاد‭ ‬أفق‭ ‬سياسى‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬مفاوضات‭ ‬جادة‭ ‬وفاعلة‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬ووفق‭ ‬القانون‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدولية‭.‬


الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬وهى‭ ‬القضية‭ ‬الثانية‭ ‬هى‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬والأوكرانية‭ ‬وأكدت‭ ‬القمة‭ ‬أهمية‭ ‬تغليب‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬والحلول‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والمساعى‭ ‬التى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تسوية‭ ‬الأزمة‭ ‬سياسياً‭ ‬بما‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الدوليين‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬عدم‭ ‬تصعيد‭ ‬الموقف‭ ‬أو‭ ‬تدهوره‭ ‬تفاديا‭ ‬لتفاقم‭ ‬الأوضاع‭ ‬الانسانية‭ ‬والاقتصادية‭.‬


فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬ان‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لديه‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬الأهداف‭.. ‬وهو‭ ‬إحياء‭ ‬التضامن‭ ‬والعمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭ ‬وان‭ ‬يكون‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬كم‭ ‬كبير‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬تعد‭ ‬مرحلة‭ ‬وجودية‭ ‬ومصيرية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعرب‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يفرض‭ ‬طبقا‭ ‬لتحركات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أهمية‭ ‬التقارب‭ ‬والتشاور‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬وتوحيد‭ ‬الرؤى‭ ‬والمفاهيم‭ ‬حتى‭ ‬تستطيع‭ ‬الأمة‭ ‬ان‭ ‬تضمن‭ ‬الوجود‭ ‬والخلود‭ ‬وأن‭ ‬تحجز‭ ‬لها‭ ‬مكاناً‭ ‬مميزاً‭ ‬ولائقاً‭ ‬فى‭ ‬النظام‭ ‬العالمى‭ ‬الجديد‭.. ‬وأيضا‭ ‬طى‭ ‬صفحات‭ ‬الأزمات‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬القضايا‭ ‬العالقة‭ ‬التى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬ان‭ ‬تؤجج‭ ‬وتهدد‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭.‬

ضرائب‭ ‬‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬

فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬الضرائب‭ ‬المستحقة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬والفئات‭ ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬قدراته‭ ‬لكن‭ ‬أين‭ ‬حق‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬الضرائب‭ ‬على‭ ‬‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬‭ ‬وهناك‭ ‬عدم‭ ‬اهتمام‭ ‬بهذا‭ ‬الملف‭ ‬وقوانينه‭ ‬مازالت‭ ‬تناقش‭ ‬وتدرس‭.. ‬الموظف‭ ‬يحصل‭ ‬منه‭ ‬ضرائب‭ ‬لكن‭ ‬حجم‭ ‬إعلانات‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬أصبح‭ ‬يستحوذ‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60٪‭ ‬من‭ ‬كعكة‭ ‬الإعلانات‭ ‬‮«‬المليارية‮»‬‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬صناع‭ ‬المحتوى‭ ‬أصبحوا‭ ‬مليونيرات‭ ‬قصور‭ ‬وفيلات‭ ‬فى‭ ‬دبى‭ ‬ومصر‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يحصل‭ ‬منهم‭ ‬مليماً‭ ‬واحداً‭ ‬ثم‭ ‬ان‭ ‬إعلانات‭ ‬‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬‭ ‬تحقق‭ ‬مكاسب‭ ‬طائلة‭ ‬لا‭ ‬تحصل‭ ‬عليها‭ ‬ضرائب‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التقليدية‭ ‬تحصل‭ ‬عليها‭ ‬ضرائب‭.. ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬فتح‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بسرعة‭ ‬وحسم‭ ‬الأمور‭ ‬ووضع‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬الحروف‭.‬


توكيلات‭ ‬السيارات‭ .. ‬ونظرية‭ ‬‮«‬أبوكيفه‮»‬

عجيب‭ ‬أمر‭ ‬توكيلات‭ ‬ووكلاء‭ ‬السيارات‭ ‬أقصد‭ ‬من‭ ‬لديهم‭ ‬توكيلات‭ ‬ماركات‭ ‬وأنواع‭ ‬السيارات‭.. ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬يبيعون‭ ‬السيارة‭ ‬بـ400‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬مثلاً‭.. ‬ثم‭ ‬يبيعها‭ ‬الموزع‭ ‬بزيادة‭ ‬70‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬لتصبح‭ ‬470‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭.. ‬الوكيل‭ ‬رجع‭ ‬فى‭ ‬كلامه‭ ‬وأصبح‭ ‬يبيعها‭ ‬بـ470‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬ويقتسم‭ ‬الـ70‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬الزيادة‭ ‬مع‭ ‬الموزع‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المستهلك‭.. ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬بلد‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬وهناك‭ ‬رقابة‭ ‬صارمة‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لكن‭ ‬الوضع‭ ‬فى‭ ‬سوق‭ ‬السيارات‭ ‬يتسم‭ ‬بنظرية‭ ‬‮«‬أبوكيفه‮»‬‭.. ‬فلا‭ ‬رقابة‭ ‬ولا‭ ‬محاسبة‭ ‬ولا‭ ‬تسعير‭.. ‬ولا‭ ‬حماية‭ ‬للمستهلك‭.‬


الأمر‭ ‬المهم‭ ‬أيضا‭ ‬والسؤال‭ ‬الذى‭ ‬يطرحه‭ ‬الجميع‭.. ‬لماذا‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬السيارات‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬استيرادها‭ ‬قبل‭ ‬وقوع‭ ‬الأزمة‭ ‬الروسية‭- ‬الأوكرانية‭ ‬بزيادات‭ ‬مفزعة‭ ‬ومبالغ‭ ‬فيها‭ ‬رغم‭ ‬انها‭ ‬جاءت‭ ‬بسعر‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الأزمة‭.‬


الحقيقة‭ ‬انه‭ ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬نحقق‭ ‬نجاحات‭ ‬وتميزاً‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬الجشع‭ ‬والاحتكار‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭.. ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬الذى‭ ‬يريد‭ ‬شراء‭ ‬سيارة‭ ‬من‭ ‬جشع‭ ‬أصحاب‭ ‬التوكيلات‭ ‬والموزعين‭.. ‬وفى‭ ‬أى‭ ‬دولة‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬لتاجر‭ ‬أن‭ ‬يبيع‭ ‬سيارة‭ ‬دخلت‭ ‬قبل‭ ‬الأزمة‭ ‬بشهور‭ ‬بأسعار‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الأزمة‭ ‬فأين‭ ‬قواعد‭ ‬البيانات‭ ‬ومتى‭ ‬دخلت‭ ‬السيارة‭.. ‬وبأى‭ ‬سعر‭ ‬وعلى‭ ‬أى‭ ‬أساس‭ ‬نبالغ‭ ‬فى‭ ‬زيادة‭ ‬سعرها‭.. ‬أعتقد‭ ‬ان‭ ‬حالة‭ ‬الجشع‭ ‬وغياب‭ ‬الضمير‭ ‬فى‭ ‬أصحاب‭ ‬توكيلات‭ ‬وموزعى‭ ‬السيارات‭ ‬تحتاج‭ ‬وقفة‭ ‬حازمة‭.. ‬ووضع‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬الحروف‭.‬


هذه‭ ‬الموضوعات‭ ‬كانت‭ ‬محور‭ ‬نقاش‭ ‬مع‭ ‬عشرات‭ ‬الزملاء‭ ‬والأصدقاء‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قوانين‭ ‬حازمة‭ ‬ورقابة‭ ‬صارمة‭.‬

تحيا مصر