ناشد الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، المصريين جميعا بأن يجعلوا لمصر واستقرارها وتنميتها وأمنها وأمانها نصيبا من دعائهم في ليلة القدر، مؤكدا لا تنسوا بلدكم في دعائكم فمصر بكم ولكم، مضيفا "هذه بلدكم وحقها على كل مصري أن يدعو لها لأن البلد لما تكون حلوه سيكون ذلك من أجلك يا مصري. ولهذا نحن نريدها حلوة لك وحلوة بك وليس بأحد آخر غيرك يا مصري.
وأوضح عاشور ـ خلال لقائه اليوم في الحلقة السادسة والعشرين من حلقات برنامج "أيات محكمات" والذي نتناول فيه قبس من أنوار القرآن الكريم في شهر القرآن، والذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" على النشرة العامة ومواقع السوشيال ميديا ـ حول ليلة القدر ومتى تكون وكيفية التعرف عليها "أن ليلة القدر لها معان كثيرة منها القدر يعني الحاجة القيمة، وقالوا تقدير الأمور وقالوا القدر ممكن يأتي بمعنى التضييق أي أن يضيق الله الخناق على كل ما يضرك ويترك لك ما ينفعك، لذلك سميت لية القدر، وقالوا تعني العظمة والأهمية والتقدير بمعنى القضاء. بل قالوا التضييق وهذا أولى أن الأرض تضيق على من فيها. وقالوا السبب كثرة نزول الملائكة، لأنها تنزل في هذا اليوم أكثر من أي وقت آخر: " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ".
وأضاف عاشور "فعند نزول الملائكة إلى الأرض يحدث التزاحم. ولكنه ليس تزاحم كالمعتاد لنا وإنما يسمى مزاحمة أنوار. أنوار زحمة كثيرة نور الملائكة مع نور المطيعين الذين يقومون الليل بعد صيامهم النهار ومخرجي الصدقات، تجد الأنوار كثيرة والتجليات عالية، ومن يقال إنها سميت ليلة القدر. وإذا كان الأمر كذلك فماذا يحدث فيها. قال تعالى "فيها يفرق أمر حكيم". قال بعض العلماء يتم فيها توزيع الأرزاق، وبعضهم قال تكتب فيها الآجال.
وتابع عاشور "الكثير منا يشغل نفسه بمعرفة توقيت هذه الليلة المباركة "ليلة القدر" ـ انظر إلى حديث سيدنا النبي صلى الله عليه وسلّم (إني كنت أعرف ليلة القدر فتلاحى رجلان فرفعها الله عز وجل ).اثنين تخانقوا وسيدنا النبي يعرفها وسوف يفصح لهما عنها إلا أنه بسبب اختلافهم رفعها الله عز وجل. وقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم. لا أعرفها ولم يحدد ليلة القدر لهما . التحديد المحدد، إلا أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلّم وكونه رحيم بنا قال (التمسوها في العشر الأواخر لرمضان) ومن ثم إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يوسع علينا فلماذا نضيق الأمر ونحصرها في ليلة واحدة . علينا أن نجتهد في العشر الأواخر من رمضان ونترك أمرها لله تعالى ولكن علينا أن نجتهد فيها بالصلاة وإطعام الطعام والزكاة والصدقات والدعاء.
الدعاء لنا جميعا والدعاء العالم العربي والاسلامي ودعاء لكل إنسان، مناشدا كل مصري بأن يقوم ولو ركعتين في جوف الليل كصلاة تهجد لله تعالى امتثالا لأمر الحق تبارك وتعالى : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا).