كان وجهها الأبيض الشاحب المختفي في سحابة شعرها الأسود يعطي تقديراً أكبر لسنها، الإرهاق راقد تحت جفنيها، وعيناها ذابلتان يلمع فيهما بريق عجيب، وجسدها النحيل يوشك أن يذوب ويتلاشى من شدة التعب.
بدأت ملك.ك ربة منزل حديثها لـ"الهلال اليوم" بكلمات تفيض أسى وتقطر حرارة، قائلة: حكايتي أعترف بها لكم من أجل أن تكون جرس إنذار لكل امرأة وفتاة تبيع نفسها من خلال الزواج العرفي فهي ستكون بمثابة زوجة للإيجار فقط وبعد النيل منها ستجد نفسها جليسة على دكة المطلقات.
عاشت ملك بعد طلاقها من زوجها الأول وحيدة حبيسة أحزانها، فالجميع يعتبرها فريسة سهلة قررت أن تواجه الحياة، ونزلت إلى سوق العمل فأصبحت خبيرة في عالم الرجال تعرف معنى وتفسير كل نظرة، تقدم إليها أحد الأشخاص يطلب يدها فوافقت على الفور معتقدة أن الدنيا قد فتحت لها ذراعيها، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث فاجأها بأن عائلته ترفض زواجه منها خاصة أنها مطلقة وسبق لها الزواج ولحبه الشديد لها اتفقا على أن يكون زواجهما عرفياً.
ومرت الأيام بدأ القلق يتسلل بداخلها فهو لا يأتي إليها إلا في أوقات فراغه فقط، وكلما اشتاق إليها كتمت في نفسها وتحملت على أمل أن يعلن زواجهما رسمياً لكن فوجئت به يهرب من حياتها، ويتزوج من امرأة ثرية.
وتتابع قائلة: عرضت علي إحدى صديقاتي بأن هناك عربيا ثريا يريد الزواج منها ولكن عرفياً أيضا وفي أول مقابلة علت الدهشة وجهها، حيث اخترقت كلماته أذنيها تحمل شرطاً أساسياً، وهي أن تكون زوجته الصامتة ليس مطلوبا منها إلا أن يقضي معها أوقات وجوده وسوف يغدق عليها بالأموال والهدايا.
ومع الأيام شعرت بأنها فتاة ليل مرهون جسدها بالهدايا والعطايا من رجل نال كل شيء وبورقة زواج عرفي، وبالفعل قررت الانفصال عنه وبصوت يشوبه حزن ودموع تتساقط ببطء شديد قالت: لقد أصبحت في نظر نفسي امرأة للمتعة، وبائعة هوى، واستطردت: أتمنى أن تكون حكايتي بمثابة جرس إنذار لكل فتاة وامرأة، وألا تبيع نفسها للزواج العرفي.