ارتبط المسلمون في كل مكان بالابتهالات الدينية، خاصة في شهر رمضان المبارك، فهي تهدئ النفس وتمنحها السكينة والاطمنئان، وعرف المصريون الابتهالات بالتواشيح وأحبوها واعتادوا على سماعها في وقت السحور، خاصة قبل رفع آذان الفجر، ميقات الإمساك عن الطعام؛ لبدء صوم يوم جديد.
وتقدم «دار الهلال»، في رمضان 1434 هـ، 30 إبريل 2022، كل ليلة، سلسلة حلقات متتابعة من «الابتهالات» تحت عنوان «تواشيح السحور»، لأهم وأبرز وأكبر المبتهلين والقراء من التراث الديني المصري، الذي ظل خالدًا بيننا.
ابتهال «ياليلة القدر» للشيخ نصر الدين طوبار
ونستمع معًا في سحور الليلة، التاسعة والعشرين (29) من رمضان 1443 هـ ، إلى الابتهال الشهير «جل المنادي. ينادي» للشيخ والمنشد المبتهل نصر الدين طوبار.
إمام المبتهلين
يُعد الشيخ نصر الدين طوبار أحد أشهر وأهم أعلام القراء والمنشدين والمبتهلين في تاريخ تلاوة القرآن الكريم والابتهالات، والذي لقب بـ«إمام المبتهلين».
ولد نصر الدين طوبار 1920 بالمنزلة في الدقهلية، درس بالمدرسة الخديوية، وانتقل إلى المدرسة الأولية ليتعلم اللغة العربية ويحفظ القرآن الكريم، وانعكس ذلك على إحساسه بالنص الشعري الذي يؤديه، وقدرته على تجسيد المعاني، واختيار المقامات الموسيقية الملائمة لها.
وعمل مشرفًا وقائدًا لفرقة الإنشاد الديني التابعة لأكاديمية الفنون بمصر عام 1980، وحفظ القرآن الكريم.
ذاع صيت نصر الدين طوبار في مدن وقرى محافظة الدقهلية ونصحه أصدقاؤه بالدقهلية أن يتقدم لاختبارت الإذاعة، وتقدم إلى اختبارات الإذاعة لكنه رسب خمس مرات متتاليات، إلا أن إصرار من حوله لاقتناعهم بصوته، دفعه إلى دخول اختبارات أصوات قراءة القرآن والإنشاد الديني للمرة السادسة، وكان أن نجح في السابعة.
تعلم نصر الدين طوبار المقامات الموسيقية على يدي الموسيقارمحمد عبدالوهاب، وتركت أثرا كبيرا في حياته، وكان عبد الوهاب يري فيه صوت مميز وحنجرة ذهبية، وبعدها درس الموسيقى لمدة عام ليدخل عالم الإذاعة كمبتهل، وكان مكسب للإذاعة المصرية.
وشارك في احتفالية مصر بعيد الفن والثقافة، وأنشد في حفل المؤتمر الإسلامى العالمى، سافر إلى العديد من الدول العربية والأجنبية وكتبت عنه الصحافة الألمانية: (صوت الشيخ نصر الدين طوبار يضرب على أوتار القلوب).
واعتلى نصر الدين طوبار منابر مساجد عبقت بأنغامه السماوية، ولم ينقطع مدد الشيخ طوبار رحمه الله، من القراءة والابتهال بالإذاعة والتلفزيون المصري، حتى رحلت روحه الطاهرة إلى ربها، توفي في 6 من نوفمبر 1986.