لا يعلم الكثير أن المقاهي المصرية تعدّ جزءً يمثِّل تاريخًا مهمًا من تاريخ جمهورية مصر العربية، وأنها ليست مجرد أماكن للتجمعات وقضاء أوقات الفراغ، كما يظن البعض، فداخل مصر العديد من المقاهي ذات التاريخ والأثر، الذي يفوح منه عبق التاريخ، وقد شهدت المقاهي المصرية انطلاقًا فكريًّا وثقافيًا كبيرًا، على مر حقبات زمنية مؤثرة استطاعت تغيير التاريخ، حيث جمعت المقاهي كافة الطبقات الاجتماعية أسفل سقفها، واكتسبت شهرتها من قامات مرتاديها، على كافة المستويات الفكرية والثقافية وفي مختلف المجالات، السياسية والفنية والأدبية وغيرها.
يعد مقهى بلاط الرشيد من أعرق وأبرز المقاهي الشعبية بالمملكة الأردنية، فهو مبنى تراثي يقع في وسط البلد القديم لمدينة عمّان، الأردن.
يُعتبر هذا المبنى التراثي أحد أقدم المباني المُحافظ عليها في تاريخ المدينة المعاصر بالأردن، حيث تم بناؤه عام 1924م، ليكون أقدم مقهى في المدينة.
يتميز المقهى بشرفته المطلة على شارع الملك فيصل، والمكسوة برسومات لكثير من أعلام دول العالم، كأسلوب لجذب السياح الذين يقصدون ذلك المقهى باستمرار.
تأسس هذا المقهى الشعبي في بداياته كمكان للالتقاء والتباحث حول القضايا المطروحة في ذلك الحين، حين كانت وظيفة المقهى تتعدى الجانب الترفيهي، نحو الملتقى الثقافي والصالون السياسي، جامعًا لكل التيارات السياسية.
ففي الثلاثينات والأربعينات والخمسينات من القرن الماضي كانت هذا المقهى الشرقي الطراز أشبه بمنتدى اجتماعي وثقافي وسياسي لبعض نُخب وشخصيات عمّان الشهيرة، حيث يتداولون شؤونهم وشؤون الحياة آنذاك.