لعيد الفطر دائمًا نكهة خاصة وذوق مختلف عند الأدباء والشعراء، لأنه يعد من أهم المناسبات لدى الأمة الإسلامية، ويحتفل به الصائمون بعد 30 يومًا من صيام رمضان، ولمثل هذه المناسبة لا يفارق الشعر العربي احتفالات العيد، بل يشاركه، فللشعر العربي مذاقه الخاص الذي يحبه الناس، ويحب الناس معايدة بعضهم بأبياته أو إرساله لأحبتهم وأقاربهم.

وكتب عن عيد الفطر شعراء كبار على مر العصور مسطرين في أبياتهم الشعرية ما تأملوه عن العيد وملذاته وأفراحه التي تمثل للأمة الإسلامية الكثير، ونستعرض في هذا الموضوع بعض الأبيات الشعرية التي كتبها كبار الشعراء عن العيد.

فيقول شاعر المهجر إيليا أبو ماضي عن العيد:

يا شاعِرَ الحُسنِ هَذي رَوعَةُ العيدِ.. فَاِستَنجِدِ الوَحي وَاِهتُف بِالأَناشيدِ

هَذا النَعيمُ الَّذي كُنتَ تُنشِدُهُ.. لا تَلهُ عَنهُ بِشَئي غَيرِ مَوجودِ

مَحاسِنُ الصَيفِ في سَهل وَفي جَبَلٍ.. وَنَشوَةُ الصَيفِ حَتّى في الجَلاميدِ

وَلَستَ تُبصِرُ وَجهاً غَيرَ مُؤتَلِقٍ.. وَلَستَ تَسمَعُ إِلّا صَوتَ غِرّيدِ

 

ويقول الشاعر المعاصر عصام خليفة في إحدى النصوص التي كتبها عن العيد:

‎عيدٌ أطلّ لكى يزيح الأسئلةْ.. عن لعبة للطفل باتت مُهملةْ

‎باحت بجود الجَدّ إِذْ لامستُها.. واسْتسلمَتْ للذكريات المُرسلةْ

أصوات تكبيرٍ وسُكّر كعكةٍ.. وعناد طفلٍ لا يجاور مَنْزِلهْ

لا زال يلهو فى فضاء مشاعرى.. رغم انعطافات السنين المُثْقَلَةْ

 

ويعتبر المتنبي من أشهر الشعراء الذين خصّوا العيد في قصائدهم ومن قصائده المعروفة عنه:

بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ.. بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ.. فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ

لَولا العُلى لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها.. وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ

وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً.. أَشباهُ رَونَقِهِ الغيدُ الأَماليدُ

 

ويقول الشاعر أحمد زكي أبو شادي:

الفطرُ جاء بآمالٍ نجدِّدها.. إنَّ الحياة لآمال وتجديدُ

لولا التعلُّق بالآمال نعبدُها.. لم يكرم العيدُ بل لم يعرف العيدُ

صلَّى مع الفجر من صلُّوا فقبَّلهم.. وقبّلتني بنجواها الأناشيدُ

ويقول الشاعر ابن المقري:

يزورك العيدُ والأشواق تحملهُ.. وإن نأى عنك لم تحملهُ أرجلُهُ

كالصوم ما كنتَ مختارًا لنقلته.. وإنَّما الفلكَ الدوار ينقلُهُ

يجرُّه عنكَ كرهًا وهو ملتفتٌ.. إِليك يدعو لك الباري ويسألهُ