بعد أن تعرض الملهى الذي كان يملكه والد الفنانة وردة الجزائرية للإغلاق في باريس، جاءت إلى القاهرة في أبريل عام 1960، لتبحث عن عناصر فنية قوية تبدأ بها مسيرتها في مصر، وكانت فترة الستينيات زاخرة بكبار الشعراء وعباقرة التلحين، فكان أول حوار معها في مصر أجرته مجلة الكواكب في عدد 26 أبريل 1960 تحت عنوان "وردة في القاهرة"، وفي مقدمة الحوار ذكر أنها تعاقدت على بطولة فيلم "ألمظ وعبده الحامولي" إنتاج حلمي رفلة، وذكر أيضا أنها اتفقت على تسجيل عدة أغنيات للإذاعة المصرية.

أكدت وردة في حوارها مع الكواكب أنها زارت مصر من قبل لمدة أربعة أيام فقط، التقت فيها بكبار نجوم الطرب والتلحين والشعر، منهم الموسيقار محمد عبد الوهاب والموسيقار فريد الأطرش وغيرهم، ويبدو أن زيارتها لمصر في نهاية أبريل عام 1960 كانت بداية مسيرتها الفنية في القاهرة.

ووجب أن نشير أولا إلى أول مشاركة غنائية لها في الجمهورية العربية المتحدة، حيث كانت تلقب مصر في ذلك الوقت بهذا الاسم نظرا لوحدتها مع سوريا، فقد غنت وردة لأول مرة في برنامج أضواء المدينة الذي أقيم في دمشق بسوريا في 23 فبراير 1960، وكانت سوريا هي القطرالشمالي للجمهورية العربية المتحدة، وغنت وردة أغنيتها الأولى بعنوان "أنا من الجزائر"، ونظرا لطابع الأغنية الوطني وقت كفاح الجزائرالشقيقة ضد الاستعمار الفرنسي فقد لاقت نجاحا كبيرا وتجاوبا من الجمهور في ذلك الوقت في سوريا.

أما الميلاد الفني الحقيقي لها في القاهرة فقد كان من خلال أول مشاركة لها بالغناء في مصر في حفل أضواء المدينة، الذي أقيم في دار الأوبرا في مثل هذا اليوم من 62 عاما، أي في يوم 5 مايو 1960 وقدمها على المسرح الفنان أحمد الحداد لتغني بعده أغنية "ح أقولك حاجة "، وقد تلعثم الحداد عند تقديم وردة فقال "مطربة.. مطربة .. أول مرة أو تاني مرة حتغني في أضواء المدينة"، وفي التقديم الإذاعي للحفل الذي قام به الإذاعي الكبير جلال معوض فقد أكد فيه أن وردة ستغني لأول مرة في القاهرة من كلمات الشاعر حسين السيد وألحان الموسيقار رياض السنباطي.

الفنانة وردة مع الموسيقار رياض السنباطي