الأحد 2 فبراير 2025

تحقيقات

عام من الفوضى والأزمات.. كيف هدد حكم الجماعة الإرهابية الأمن القومي ووجود الدولة المصرية؟

  • 7-5-2022 | 20:18

أزمات عام حكم الإخوان

طباعة
  • أماني محمد

لم يكن عام حكم الإخوان لمصر فترة هينة في تاريخ البلاد، بل عاش خلاله المصريون الكثير من الأزمات والعمليات الإرهابية والتهديدات اليومية التي جعلت المصريين في نهاية المطاف يخرجون للثورة ضد الجماعة الإرهابية، ويطالبون برحيلها ووضع حد لمحاولاتها السيطرة على البلاد وطمس هويتها وإسقاطها في براثن الفوضى والعنف.

وأكد برلمانيون أن الجماعة اعتبرت مصر سكنا وليس وطنا وكانوا يستهدفون تغيير هويتها الوطنية لكن الشعب المصري أدرك ذلك وثار ضد حكمهم، موضحين أن هذا العام الذي حكمت فيه البلاد كان فترة عصيبة مثلت تهديدا مباشرا للأمن القومي ولوجود الدولة المصرية.

فما بين القرارات المنفردة وتكريس الانفراد بالسلطة وكذلك أزمات طاحنة في الخدمات والمرافق عاش الشعب المصري فترة حكم الإخوان، والتي شهدت حوادث عنف ومحاولات إشعال الفتنة الطائفية وكذلك نقص لكل الخدمات الأساسية وطوابير للحصول على البنزين والعيش وانقطاع الكهرباء وغيرها من الأزمات.

عام ضائع من عمر البلاد

وفي هذا السياق، قال الدكتور أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب، إن عام حكم الإخوان لمصر بمثابة سنة ضائعة من عمر مصر في الحقيقة، لأنه شهد أزمات وكوارث في كل القطاعات، بجانب محاولات سرقة وتغيير الهوية الوطنية المصرية، مضيفًا أن هذا كله كشفه مسلسل الاختيار 3، الذي عرض في شهر رمضان، وكان كاشفًا لمواقف عاشها المصريون عن قرب.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه كان هناك جيلًا من الشباب صغير السن لم يدرك طبيعة ما عاشه المصريون آنذاك في عام حكم الإخوان في 2012 و2013، لذلك كان لابد من التوثيق التاريخي لما حاولوا القيام به من أخونة الدولة وتغيير هويتها، مشددًا على أن غرض الإخوان الأساسي في الحكم هو تغيير الهوية وليس النهضة.

وأكد أبو العلا أن الجماعة كانت تعتبر مصر "سكنًا" وليس وطنًا، فكان وطنهم هو ما يعرفونه بأنه الدولة الإخوانية الموسعة، فلا يمكن القول إن جماعة الإخوان جماعة مصرية وطنية، مشددًا على أن الشعب المصري يدرك جماعة الإخوان وجرائمها منذ اللحظة الأولى لتوليهم الحكم، وأحداث العنف والإرهاب التي وقعت آنذاك مثل أحداث الاتحادية ومحاولات إشعال الفتنة الطائفية وكذلك الانفراد بالسلطة لخدمة أهدافهم والأزمات الاقتصادية الطاحنة ونقص الخدمات والطوابير أمام محطات البنزين وخلافه وغير ذلك من المشكلات التي عصفت بالمصريين.

وأشار إلى أن مسلسل الاختيار وضح كل ذلك بوثائق حقيقة وتاريخية وكشف الجماعة على حقيقتها لمن لا يعرف أو لم يحضر هذه الفترة، وهناك جيلًا صغير السن في تلك الفترة ويجب توعيته وتوضيح أصل الأفكار التي تتبناها الجماعة وما ارتكبته من جرائم بحق المصريين.

تهديد مباشر للأمن القومي ولوجود الدولة المصرية

ومن جانبه، أكد عمرو درويش، أمين سر لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إن فترة حكم الإخوان في مصر كانت عصيبة، وشهدت انقسامات حادة في الدولة، كما كان هناك تهديدًا مباشرًا للأمن القومي ولوجود الدولة المصرية من الأساس، مضيفًا أن تكاتف الشعب المصري والقوات المسلحة، هو الذي حمى الدولة آنذاك من الانهيار والتفكك ومحاولات طمس الهوية.

وأوضح «درويش» في تصريح لبوابة «دار الهلال»، أن هذه الأمور واضحة للجميع ومن المهم ألا يسنى أحد ما شهده الوطن من أزمات في تلك الفترة ومشكلات، وكذلك تضحيات واستشهاد أبناء الشعب المصري من كل أطياف المجتمع، مشددًا على ضرورة وضع هذا نصب أعيننا، وتذكر أن الأوضاع التي تعيشها مصر في الوقت الراهن أفضل بكثير من أوضاع الكثير من الدول التي لم تنتبه لمحاولات الجماعة الإرهابية.

وأشار إلى أن مصر الآن دولة تقف على قدمها واقتصادها يتنامى برغم الصعوبات والتحديات العالمية وتتجاوز التهديدات، موضحًا أنه يجب على الجميع أن يستلهم القوة والصلابة لمواجهة التحديات والمخاطر الحالية، ويجب ألا ننسى الجرائم التي وقعت في السابق، حتى تكون بمثابة مصباح يضيء المستقبل، فلن يتوقف الإرهاب وأيادي التخريب مستمرة، لكن الدولة تقف لها بالمرصاد.

وشدد على أن الدراما عرضت للمواطنين الحقائق التي عاشها كل الشعب المصري في عام حكم الإخوان، وكل أفراد الشعب على وعي بذلك ولا ينتظرون الدراما لاكتشاف الحقائق، بل أن الهدف من الأعمال الدرامية هو إعادة التذكير بما حدث، لأن أصعب ما قد يحدث الآن هو أن يتناسى الجميع ما كنا نعيشه وكانت تتجه إليه الدولة آنذاك.

وأكد أن المعركة ضد الإرهاب ومحاولات تفكيك الدولة مستمرة ولن تتوقف ويجب ألا ننسى ذلك، ويجب الانتباه لما نعيشه في الوقت الحالي وما وصلت إليه مصر برغم التحديات، ومقارنته بما كان يمكن أن تؤول إليه الأوضاع إذا استمر حكم الجماعة الإرهابية والأزمات الطاحنة آنذاك.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة