السبت 11 مايو 2024

التنمية ومواجهة الأفكار المنحرفة.. سبل اقتلاع جذور الجماعات الإرهابية في سيناء

تنمية سيناء

تحقيقات9-5-2022 | 17:54

إسراء خالد

تواصل الجماعات الإرهابية في سيناء، محاولاتها التي لا تئول إلا بالفشل، في إثبات وجودها بالاعتداء على أرض الفيروز ومحاولة نهب خيراتها، إذ أعلنت القوات المسلحة يوم السبت، عن قيام مجموعة من العناصر التكفيرية بالهجوم على نقطة رفع مياه غرب سيناء، وتم الاشتباك والتصدي لها من العناصر المكلفة بالعمل في النقطة؛ مما أسفر عن استشهاد ضابط و10 جنود، وإصابة 5 أفراد.

وفي هذا السياق، ذكر خبراء مكافحة الإرهاب أن العملية الإرهابية التي تعرضت لها محطة رفع مياه غرب سيناء، تمت بواسطة بعض الخلايا النائمة المتواجدة من داعش في سيناء، إلا أن مصيرهم محسوم وهو التدمير بالكامل من الجيش المصري، بالإضافة إلى أنه مازال ينقصنا وضع استراتيجية لكيفية تصحيح المفاهيم المنحرفة التي تؤدي إلى إقناع بعض الشباب للقيام بمثل تلك العمليات الإرهابية؛ لتحصين الشباب من التعرض لعمليات التجنيد.

التنمية البوابة الأولى للقضاء على الإرهاب

في هذا السياق، قال اللواء محمد هاني، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، إن العملية الإرهابية التي تعرضت لها محطة رفع مياه غرب سيناء، تمت بواسطة بعض الخلايا النائمة المتواجدة من داعش في سيناء.

وأوضح هاني، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن داعش تسعى من حين لآخر لإثبات وجودهم، إلا أنهم يفاجئوا بردود أفعال قواتنا المسلحة، بالإضافة إلى أنهم لم يتمكنوا من الصمود طويلًا فهم قلة وخلايا نائمة وبقايا هزيلة في سيناء تواجه جيش.

وأكد أن مصير تلك الخلايا محسوم وهو التدمير بالكامل من الجيش المصري؛ مما يحتم على قواتنا أن تكون مستعدة دائمًا لاستطلاع العدو بواسطة المراقبة الجوية المركزة؛ لإحباط أي عمليات يمكن أن تتم بواسطة العدو، فلا ننتظر مهاجمة العدو لنا، بل يبادر الجيش بالقضاء عليه.

وشدد خبير مكافحة الإرهاب الدولي على أن الجماعات الإرهابية تسعى للقضاء على التنمية التي تشهدها سيناء، فلا تجتمع التنمية والإرهاب في مكان واحد، ومن ثم تعمل تلك الجماعات على إثبات وجودها بمحاربة تلك التنمية، مضيفًا: «التنمية هى البوابة الأولى للقضاء على الإرهاب في سيناء».

وأشار إلى أن الإرهاب يسعى للثأر لما تم عرضه خلال السياق الدرامي بالتليفزيون ومحاولة إثبات وجودهم، وذلك بعد ما شاهدنا من خلال مسلسل الاختيار أو غيره عن تلك الجماعات الإرهابية التي تسعى فقط لتحقيق مصالحها على حساب الجميع.

واختتم هاني تصريحاته، بأن أي دولة تتعرض للإرهاب فتلك العمليات متواجدة في كل مكان بالعالم، ويجب التصدي لها باحترافية.

 

أقرأ أيضًا:

إنشاء المنطقة العازلة والسيطرة على المنافذ الخارجية .. جهود دحض الإرهاب بسيناء

التنمية كلمة السر.. أسباب تراجع الإرهاب في سيناء مؤخرا

الهجوم الإرهابي على سيناء.. الأول منذ 2021 والقوات المسلحة تواصل الردع

 

تصحيح المفاهيم المنحرفة

ومن جانبه، قال اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز أمن الدولة السابق، إن القوات المسلحة ووزارة الداخلية نجحا بجدارة في تفكيك العديد من التنظيمات الإرهابية في سيناء، والقضاء على كافة إمكانياتها سواء كانت أفراد أو اتصالات أو مواصلات أو أسلحة وغيرها.

وأوضح «علام»، في تصرحيات خاصة لـ«دار الهلال»، أننا مازال ينقصنا وضع استراتيجية لكيفية تصحيح المفاهيم المنحرفة التي تؤدي إلى إقناع بعض الشباب للقيام بمثل تلك العمليات الإرهابية؛ لتحصين الشباب من التعرض لعمليات التجنيد.

ونوه إلى أنه في ظل غياب تلك الاستراتيجية، يظل الشباب عرضة للوقوع فريسة المفاهيم المنحرفة والتعرض للتجنيد من قبل التنظيمات الإرهابية، مشددًا على أن استراتيجية تصحيح المفاهيم المنحرفة يتم وضعها بواسطة الجهات المعنية، وزارة الداخلية، ووزارة الأوقاف، ووزارة الدفاع، والأزهر الشريف، ودار الإفتاء، والعمل على التوعية بكيفية تصحيح المفاهيم وتحصين الشباب من التعرض لاحتمالات التأثير عليه وإقناعه بمثل تلك الأفكار المنحرفة.

وأضاف وكيل جهاز أمن الدولة السابق: «وضع استراتيجية لكيفية تصحيح المفاهيم المنحرفة لا تقتصر فقط على الدولة المصرية، بل يتحتم على كافة الدول العربية الاجتماع لوضع أساس تلك الاستراتيجية حتى لا يتم تصدير أفكار إرهابية من إحدى تلك الدول العربية إلى مصر أو العكس».

وأشار علام إلى أن التنمية إحدى الوسائل التي يتم بها مواجهة الإرهاب، ولكنها ليست الأساس لتحقيق الردع التام، فيظل تغيير المفاهيم والمعتقدات المنحرفة هو الأساس لاقتلاع جذور الجماعات الإرهابية.

Dr.Radwa
Egypt Air