الخميس 30 مايو 2024

عبده الحامولي.. مجدد الموسيقى العربية وأبرز اسم في القرن الـ19

عبده الحامولي

فن11-5-2022 | 19:23

همت مصطفى

تحل اليوم ذكرى وفاة إحدى أيقونات الغناء والموسيقى، وأحد رموز الفن المصري في القرن التاسع عشر، وهو الفنان عبده الحامولي، والذي ظل أثره حتى أيامنا التي نعيشها، فهو مجدد في الموسيقى العربية، وأبرز اسم في عالم الطرب في القرن التاسع عشر، امتد أثره إلى مطربي القرن العشرين.

نشأة فنية

ولد عبده الحامولي في 18 مايو 1836 في قرية الحامول التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، ووفد في صباه إلى القاهرة مع شقيقه ليبحث عن عمل.

التقى عبده الحامولي، بالصدفة، بأحد من يجيدون فن التواشيح وهو شاكر الحلبي، فتعلم على يديه أصول الغناء وحقق شهرة واسعة فى عالم الغناء والطرب، وكون فرقة موسيقية خاصة به وتولى الشيخ محمد عبد الرحيم، التلحين له.

مفتي الديار المصرية مؤلفًا لعبده الحامولي
ذاع صيت عبده الحامولي، وأصبح حديث القاهرة كلها فى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وعمل بالغناء مع العديد من الفرق الغنائية، فعمل لدى الشيخ المقدم، والشيخ شعبان القانونجي، وأيضًا عمل مع الشيخ الرشيدي، والشيخ المنسي، وقد ساهم هؤلاء المتعهدين للحفلات في شهرته المحلية والدولية.

كتب للفنان عبد الحامولي، الموشحات والأدوار، العديد من المشاهير في ذات الفترة، منهم بعض الشعراء الكبار في مصر آنذاك، مثل محمود سامي البارودي، إسماعيل صبري، الشيخ عبد الرحمن قراعة "مفتي الديار المصرية" الذي عاصره في حياته.

ولحن لعبده الحامولي كبار العازفين وأمهرهم، واشتهر في الوسط الفني المصري بجمال صوته، وغنى العديد من الأدوار والموشحات، وفي بعض الأحيان كان يقوم بالتلحين والغناء.

إرث كبير

ومن أشهر أغاني وإرث عبده الحامولي في الموسيقى العربية والأغاني والموشحات: «كنت فين والحب فين، الله يصون دولة حسنك، أشكي لمين غيرك حبك، حبيبي شوفوهو لي يا ناس، الهوى يسقم صحيح، أنا عاشق ومغرم يا حبيبي، للحسن ده بالطبع أميل، قالولي الناس على اوصاف جمالك، الهجر يار روحي، يا للي بليت بالهوى، متع حياتك بالاحباب، الرب يلطف بعبده، فؤادي اسألك تعلمت الهوى ده منين، أراك عصى الدمع، أنا السبب في اللى جرى، ويا قلب أضناك الهوى، لام العزول وما درى».

فنان الملوك
 أعجب السلطان عبد الحميد، بصوت عبده الحامولي المتفرد، وقربه إليه وذهب الحامولي مع الخديوي إسماعيل إلى مدينة للأستانة بتركيا، وقدم العديد من المواويل والموشحات الدينية، وذاعت شهرته أيضًا في تركيا.

وعاد عبده الحامولي لمصر وقدم بعض الأغاني التي جمعت ما بين التراث الموسيقي الغنائي التركي والمصري.

لقاء الرفيقين 
التقى عبده الحامولي مع المطربة الشمهورة ألمظ في إحدى الحفلات الغنائية، وسرعان ما ارتبط بعضهما وتزوجا وعاشا حياة سعيدة، وكانت ليلة زفافهما من الليالي الخالدة والتي حضرها خديوي مصر، إلى أن توفيت ألمظ فجأة في ريعان شبابها وحزن عبده الحامولي، حزنًا شديدًا.

ولم يعتمد «الحامولي» على مهنة الغناء فقط، بل مارس العديد من المهن الآخرى؛ حيث افتتح لشركة لتجارة الأقمشة، ولكنها لم تستمر كثيرًا.

عبده الحامولي على الشاشات
 قدمت السينما المصرية في الستينات بعام 1965، فيلمًا بعنوان "ألمظ وعبده الحامولي"، من بطولة الفنانة وردة، والفنان عادل مأمون، ونخبة من نجوم الفن، كما أنتج مسلسلا تلفزيونيًا تاريخيًا، تناول سيرة الثنائي بعنوان "بوابة الحلواني"، وجسد دور عبده الحامولي الفنان علي  الحجار، مع الفنانة شيرين وجدي التي جسدت دور ألمظ، من تأليف الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن، وإخراج إبراهيم الصحن ومشاركة مجموعة كبير من الفنانين منهم محمدوفيق، عبد الله غيث، سميرة عبد العزيز، وقدم في أربعة أجزاء.

بقاء بعد الرحيل
ظهرت ألحان وأغاني عبده الحامولي للوجود مرة أخرى بعد وفاته بنحو سبعون عامًا، عن طريق فرقة الموسيقى العربية التي أنشأها في القاهرة عبد الحليم نويرة عام 196،7 وطبعت تلك الألحان على أسطوانات من جديد ولاقت قبولا كبيرًا.

نال الحامولي التقدير والتكريم في المحافل، فقد قربه الخديوي إسماعيل إليه وشجعه لتنمية موهبته، واصطحبه لتركيا للغناء، ومنحه يخت خاص، وهو الذي قام بإحياء أفراح، كذلك غنى على مسرح دار الأوبرا عام 1885، وأيضًا كرمه السلطان عبد الحميد ومنحه الكثير من الأموال.

ورحل  المبدع المتفرد عبد الحامولي في 12 مايو 1901، مغيبًا صوته، بعد مسيرة مهمة وخاصة في الموسيقى العربية التي بقيت رغم الرحيل.