بقلم : ماجدة محمود
لأن حواء دائماً سباقة فكرا وعملا كنت قد تبنيت حملة صحفية من أجل إغلاق المحلات مبكرا خلال رئاستى حواء "بعنوان مبادرة حواء لغلق المحلات والمقاهي مبكرا"، "أوقفوا إهدار الطاقة وفساد الأخلاق" وتحديدا فى العدد رقم "3150" الصادر بتاريخ 25/2/2017، وأتذكر وقتها كان الشارع المصرى يغلى جراء مقتل الشاب محمود بيومي الذى كان بصحبة خطيبته وأصدقائه لمشاهدة مباراة منتخب مصر لكرة القدم فى أحد كافيهات مصر الجديدة ووقعت الحادثة نتيجة البلطجة التى لا رادع لها إلى الآن، المبادرة كانت تهدف فى المقام الأول والأخير إلى الدعوة لترشيد الطاقة التى تدعمها الدولة بالمليارات على أسواق يضربها الركود والكساد خاصة وأننا عانينا كثيرا من انقطاع الكهرباء وعجز الشبكة القومية عن سد احتياجات المواطنين، إضافة إلى ذلك أصبحنا نرى ما يحدث فى المقاهى والكافيهات من بلطجة وعنف لا رجوع عنهما إلا إذا تحقق فى الشارع الضبط والربط اللذين يتأتيان أولا بتحديد أوقات العمل للحد من استهلاك الكهرباء والمياه والمواصلات وازدحام الشوارع ثم المتابعة بتطبيق القانون على من يخالف ذلك ومع انضباط كل هذه الأمور بالتأكيد سوف تصوب السلوكيات .
ما ذكرناه منذ شهور يتم المناداة به الآن وما طرحناه من أسباب منطقية فى مبادرتنا تنطلق على ألسنة نواب الشعب فى تصريحات وها هو النائب المحترم على عبد الواحد عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب يصرح فى مؤتمر صحفى الأسبوع الماضى بأن قرار إغلاق المحلات فى العاشرة مساء تأخر كثيرا مؤكدا أن تطبيقه يساعد بل ويعمل على تحسين الاقتصاد المصرى ويحد من استهلاك الكهرباء ويقضى على الضوضاء فى الشارع المصرى، والنتيجة المنتظرة من جراء خفض استهلاك الكهرباء أن تقل نسبة الاستهلاك بمقدار 50% ما يؤدى إلى توفير 4.3% من استهلاك الوقود المستخدم فى توفير تلك الكمية من الطاقة أى ما يعادل مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى وهذا الكلام على عهدة النائب.
مبادرة حواء وتصريح عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب أتمنى أن يلقيا القبول من جانب الدكتور هشام الشريف وزير الإدارة المحلية لأننا بحاجة ماسة إلى تقنين أوضاع الشارع المصرى وهذا يتأتى بالضبط والربط فى مواعيد العمل فى كل مكان خاصة المحلات وأتمنى أن تصل هذه العدوى الحميدة أيضا للمقاهى التى باتت مصدرا لإزعاج البشر من قاطنى الأحياء وعلى رأسها حى الزمالك والمهندسين وقاطني المساكن بما فيها الأحياء الشعبية مثل حى المنيرة ومصر القديمة ودار السلام وغيرها الكثيرون.
غلق المحال التجارية مفيد وليس ضارا والسبب أن حركة البيع والشراء تكاد تكون منعدمة وبالتالى عدد ساعات العمل لا تتناسب والإيرادات التى تحققها والمصروفات من رواتب وكهرباء وخلافه، يضاف إلى ذلك وجود باعة جائلين أمام هذه المحلات ما يؤثر بالسلب إما على بيع المنتج خاصة إذا كان ملابس أو لعب أطفال أو عدم إتاحة الفرصة للمارة من مشاهدة منتجات المحال بشكل يتيح لهم الشراء ما يتسبب فى خسارة المحال ولهذا عند تطبيق مواعيد العمل لابد أن تطبق أيضا على الباعة الجائلين وهذا أضعف الإيمان لأنه من المفترض ألا يتمركزون أمام المحلات وعلى الأحياء أن توفر لهم أماكن لتجارتهم حتى لا يتسببوا فى إيذاء غيرهم .
أيضا الشيء بالشيء يذكر أطالب المجلس الأعلى للإعلام وعلى رأسه أستاذنا مكرم محمد أحمد بأن يضع حدا لساعات العرض كما كان يحدث ونحن صغار وخاصة للبرامج الليلية التى تظل ساهرة حتى الساعات الأولى من الصباح وعندما يتداخل مشاهد ويشكو من طول فترات العرض يكون رد مقدم البرنامج بجملة "اغلق التليفزيون"! كيف يغلق مشاهد التليفزيون وما يعرض أمامه متخما بالانفرادات والخناقات وأحيانا الشائعات الفضول هنا يدفعه إلى المتابعة والسهر وفى الصباح يذهب إلى عمله منهكا متوترا ومشوشا فتكثر أخطاؤه وتضيع على الناس مصالحهم والسبب الشاشة الفضية !! هناك من سيقول إذا تم تحديد ساعات المشاهد بالبرامج فهناك الفضائيات والأفلام ، وأقول : دع هذا لمن يريد أن يشاهد، أو المسنون من المرضى الذين يضطرون إلى السهر نتيجة الأرق أو عوامل السن .. إلخ، ولكن من يريد الالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ لن يجد ما يستفزه ويدفعه للمشاهدة من باب الفضول أو غيره وبالتدريج سوف نمتثل ونلتزم ولو من باب الحفاظ على صحتنا.