الأحد 24 نوفمبر 2024

نساء يرسمن خريطة المستقبل

  • 12-7-2017 | 15:52

طباعة

بقلم : جيهان جادو - سفيرة النوايا الحسنة لحقوق المرأة

 عاشت المرأة المصرية عصورا عديدة تكافح من أجل قضاياها وحتى تنول حقها في العيش بكرامة, وأيضا من أجل أن تتقلد مناصب طالما كانت تصبو إليها, ففي عهد قريب كانت تحارب المرأة من أجل قضية التمكين, وكانت محاصرة وسط ظروف صعبة تحد من طموحها, من أهمها تلك العوامل المؤثرة بشكل كبير على عدم تمكين المرأة في شتى المجالات ألا وهي الموروثات الثقافية المغلوطة التي دائما تؤدي إلى تراجع دور المرأة في المجتمع, فلقد كانت المرأة لعهد قريب بعيدة كل البعد عن الحياة السياسية أو حتى المشاركة فيها, ولو إن كانت هناك سيدات مناضلات في هذا المجال لكن بنسبة ضئيلة جدا, ثم بدأ حراك المرأة السياسي بعد ثورة يناير وكان متمثلا في خروج المرأة بشكل واضح, إلا أن المرأة المصرية تعرضت للإقصاء والتهميش في ظل الحكم الإخواني الذي بدوره أدى للاحتقان داخل ربوع الوطن, وأصبحت المرأة وقتها عورة, وبدأ تراجع دور المرأة, حتى مشاركة المرأة في برلمان الإخوان كانت عبارة عن سقطة حقيقية لقضايا المرأة مما أدى إلى شعور المرأة المصرية بالإحباط, إلا أن النضال ظل مستمرا وبخطى واثقة, حتى كانت الشرارة الحقيقية ثورة ٣٠ يونيو التي كانت المحرك الأساسي لخروج المرأة بشكل كبير مؤمنة بالتحرير والنضال من أجل إثبات دورها وحصولها على مستحقات ومقدارت ولكي تكون شريكا أساسيا في صنع خريطة المستقبل, وحظيت المرأة فعلا بعد ثورة يونيو باهتمام كبير على يد القيادة الحالية, بدأت قضايا المرأة ترى النور وترى حيز التنفيذ للمرة الأولى, فأصبحت المرأة المصرية في عيون مصر, بدأ الاهتمام بتمكين المرأة فكانت أول امرأة تتقلد منصب المحافظ, وأصبحت نسبة تمثيل المرأة في البرلمان ١٥ % وهي نسبة كبيرة جدا مقارنة بالنسب السابقة, وتعد أكبر نسبة تمثيل نسائي في تاريخ مصر, وهناك حزمة من الإصلاحات الكبيرة في مجال حقوق المرأة المصرية تتمثل بانغماس المرأة في كافة المناصب القيادية, وأيضا إشراكها في نهضة وتنمية مصر, وكان أفضل ما قامت به الدولة لتكريم المرأة قرار السيد عبد الفتاح السيسي رئيس الدولة بتخصيص ٢٠١٧ عاما للمرأة, وبعد ما كانت المرأة تحتفل بيوم واحد في شهر مارس من كل عام أصبح كل العام مخصصا لها, فأصبحت كل المؤسسات المعنية بقضايا المرأة وعلى رأسها المجلس القومي للمرأة وبجهود الدكتورة مايا مرسي التي كرست كل الجهود لخدمة قضايا المرأة, وأيضا تدريب الفتيات لتولي القيادات في المستقبل, بعدها كانت أقوى حملة في تاريخ المجلس القومي وهي حملة التاء المربوطة سر قوتك التي احتل الإعلان عنها أكبر دعاية واهتمام من قبل كل الجهات المعنية وجميع الوزارات ليصبح أكبر اهتمام حقيقي بقضايا المرأة, ثم كانت المفاجأة وامتدادا لعام المرأة مؤتمر "مصر تستطيع" الذي شرفت بأن أكون جزءا ولو بسيط منه وبمشاركة ٣٠ سيدة من نابغات مصر ومن اللواتي رفعن شأن مصر عاليا, وتركن بصمة كبرى في الخارج لتحسين صورة ووضع مصر أمام العالم أجمع, كي تكون المرأة المصرية علامة وقيمة كبرى, وكي تكون سيدات مصر مشاركات في صنع خريطة المستقبل وسببا حقيقيا في تنمية ونهضة مصر.

    الاكثر قراءة