أكدت وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية مريم بنت محمد سعيد حارب المهيرى أن "حماية الأراضي من التدهور أحد أركان نهج دولة الإمارات في حماية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية وتنوعها البيولوجي وضمان استدامتها، منذ تأسيسها مطلع سبعينيات القرن الماضي".
وأضافت الوزيرة في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الإماراتية، اليوم الأربعاء، بمناسبة استضافة دولة الإمارات الشهر الجاري مجموعة من فعاليات الحملة العالمية "كوكب واع – أنقذوا التربة" أن دولة الإمارات أقرت منظومة تشريعية متكاملة تضمن حماية البيئة، وأطلقت العديد من البرامج والمبادرات، في مجال التنوع البيولوجي ومكافحة التصحر حيث اعتمدت الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي، والاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر،
والتي تستهدف تحسين حالة النظم البيئية المتأثرة، وتعزيز الإدارة المستدامة للأراضي، والتركيز على دور برامج مكافحة التصحر في حفظ التنوع البيولوجي والحد من تأثيرات تغير المناخ والتي تستهدف رفع وتعزيز الوعي العالمي لكافة مكونات وفئات المجتمع بأهمية التعاون والمشاركة في جهود الحفاظ على التربة لضمان استمرارية الحياة وإيجاد مستقبل أفضل.
كما ذكرت الوكالة أن انجراف التربة يتسبب في خسائر سنوية تتراوح بين 6.3 و10.6 مليار دولار، ناجمة عن انعدام الإنتاج الزراعي وإنتاج الأدوية وتوافر المياه العذبة ودورات المواد المغذية أو امتصاص انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مشيرة إلى أن الحل الأفضل لمواجهة تحدي تدهور التربة في تعزيز العمل العالمي لاستعادة التربة عبر تظليل الأرض بالغطاء النباتي وإثراء التربة بالمواد العضوية.
يذكر أن الأراضي المنتجة للغذاء العالمي تواجه تحديات وضغوطات عدة، ويمثل تدهور التربة أحد هذه التحديات الهامة، ووفقاً للإحصاءات العالمية فإن 52% من التربة الصالحة للزراعة عالميا حالياً تدهورت بدرجات متفاوتة.
ومن أسباب تدهور الأراضي النشاطات البشرية غير المستدامة في زيادة الضغوط التي تواجهها التربة ما يزيد من نقص المواد العضوية بها وبالتالي تتدهور بشكل تدريجي متسارع ما يتسبب في تفاقم نقص الغذاء، وندرة المياه، وخسارة التنوع البيولوجي، وتغير المناخ، وخسارة سبل العيش، ونزوح السكان.
وحالياً يواجه ثلث العالم تحدي انجراف التربة، وثلث قارة أفريقيا وحدها والتي تمثل أحد أهم المناطق الزراعية عالمياً مهددة بالتصحر، وتمثل دولة الإمارات أحد المحطات الرئيسية للحملة التي أطلقها الناشط والحكيم العالمي "سادغورو"، ويمر خلالها عبر 24 دولة، بدأت من المملكة المتحدة وتمر بالعيد من دول الاتحاد الأوروبي مثل هولندا وفرنسا وألمانيا، لتنتهي رحلة الحملة في الهند.