كشفت دراسة جديدة عن المشكلة التي تتسبب بمقتل أكبر سمكة على كوكب الأرض، وهي سمكة القرش الحوت (Rhincodon typus)، وتصنف كقرش سجادي بطيء الحركة، وأكبر أنواع الأسماك الحية المعروفة حاليَا والمتبقية على الأرض.
واستطاع العلماء تحديد السبب الرئيسي لمقتل الكثير من صنف هذه الأسماك الضخمة والتي قد يصل طولها لنحو 20 مترًا، لكن على الرغم من حجمها ومظهرها القوي والمخيف، إلا أن أعدادها انخفضت بنسبة 50% وتم وضعها على قائمة الأسماك المهددة بالانقراض منذ عام 2016.
وقام فريق دولي يتألف من نحو 60 عالما بدراسة أسباب مقتل هذه الأسماك، وتوقع الخبراء أن عمليات الصيد الجائر هي السبب، حيث ثبت العلماء أجهزة تتبع على 350 سمكة قرش أبيض.
وبحسب المقال المنشور في مجلة "sciencealert" العلمية، فقد قارن العلماء مسارات هذه الأسماك مع خطوط تتبع السفن في محيطات العالم.
ووجد الباحثون أن نسبة 92% من المساحة الأفقية التي تشغلها أسماك قرش الحوت وما يقرب من 50% من طبقات العمق التي تعيش فيها، تتداخل مع أنشطة هذه الأساطيل التجارية التي تجوب العالم.
وقام العلماء بعد ذلك بتطوير نماذج حديثة لتحديد مخاطر الاصطدام داخل هذه المناطق المتداخلة (بين الأسماك والسفن التجارية)، ووجدوا أن خليج المكسيك والخليج العربي والبحر الأحمر تشكل أعلى منطقة لنسبة المخاطر على أسماك قرش الحوت.
وتعتبر هذه المناطق موطنا لأكثر الموانئ والممرات البحرية ازدحامًا في العالم، ولأن مستويات المخاطر المقدرة لدى العلماء مرتبطة بحوادث الاصطدام المميتة للأسماك والمعروفة في هذه المناطق، فيبدو أنها من أكثر الأماكن خطورة في العالم بالنسبة لأسماك قرش الحوت.
ونوه الباحثون إلى أنه في هذه المناطق شديدة الخطورة، عبرت أسماك قرش الحوت بانتظام عبر مسارات السفن وتمر بالقرب من السفن التي كانت تنتقل بسرعة أكبر من حركة هذه الأسماك بنحو 10 مرات، الأمر الذي يعطي أسماك القرش القليل من الوقت للابتعاد، ومن المحتمل أن تنتهي بتلقي سمكة الحوت ضربات مميتة.
وأشار الباحثون إلى أن الكثير من أجهزة التتبع المعلقة على أسماك قرش الحوت توقفت عن الإرسال في ممرات الشحن المزدحمة بنسبة 24% ويرجع ذلك على الأرجح إلى اصطدام الحيتان بشكل مميت وغرقها في قاع المحيط.