مازالت القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى حتى اليوم، وذلك لما يفعله الاحتلال الصهيوني على الأراضي الفلسطينية من قصف وخراب ودمار واستشهاد الكثير من اخوتنا الفلسطنيين، واقتصرت حربنا على الكلمة، حيث وجدنا في الكلمة عنوانًا للرد على هذا الإعتداء الغاشم.
فقام العديد من الشعراء العرب بتصوير معاناة فلسطين وأهلها وما حل بهم من خرابٍ ودمارٍ، عن طريق كلماتهم، حاربوا الاحتلال بالكلمة، حاولوا إيصال المشاعر التي يعيشها أهل فلسطين الحبيبة، وهناك الكثير من الشعراء كتبوا شعر عن فلسطين، من بينهم نزار قباني ومحمود درويش وغيرهم.
من قصيدة القدس يقول نزار قباني:
بكيت.. حتى انتهت الدموع
صليت.. حتى ذابت الشموع
ركعت.. حتى ملّني الركوع
سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع
يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء
يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع
حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
حزينةٌ مآذنُ الجوامع
يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد
من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟
صبيحةَ الآحاد.. من يحملُ الألعابَ للأولاد؟
في ليلةِ الميلاد..
يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان
يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان
من ينقذُ الإنجيل؟
من ينقذُ القرآن؟
من ينقذُ الإنسان؟
يا قدسُ.. يا مدينتي
يا قدسُ.. يا حبيبتي
ويقول محمود درويش:
في القدس، أَعني داخلَ السُّور القديمِ
أَسيرُ من زَمَنٍ إلى زَمَنٍ بلا ذكرى
تُصوِّبُني فإن الأنبياءَ هناك يقتسمون تاريخَ المقدَّس
يصعدون إلى السماء ويرجعون أَقلَّ إحباطاً وحزناً، فالمحبَّةُ
والسلام مُقَدَّسَان وقادمان إلى المدينة
كنت أَمشي فوق مُنْحَدَرٍ وأَهْجِسُ: كيف
يختلف الرُّواةُ على كلام الضوء في حَجَرٍ؟
أَمِنْ حَجَر شحيحِ الضوء تندلعُ الحروبُ؟
أسير في نومي، أَحملق في منامي، لا
أرى أحداً ورائي، لا أرى أَحداً أمامي
كُلُّ هذا الضوءِ لي، أَمشي أخفُّ، أطيرُ
ثم أَصير غيري في التَّجَلِّي
أَمشي كأنِّي واحدٌ غيْري
وجُرْحي وَرْدَةٌ بيضاءُ إنجيليَّةٌ
ويدايَ مثل حمامتَيْنِ على الصليب
تُحلِّقان وتحملان الأرضَ
لا أمشي، أَطيرُ، أَصيرُ
غَيْري في التجلِّي، لا مكانَ و لا زمان فمن أَنا؟
أَنا لا أنا في حضرة المعراج