الجمعة 22 نوفمبر 2024

مقالات

الفن‭ ‬والعمل‭ ‬والعمال


  • 12-5-2022 | 13:04

إبراهيم خليل

طباعة
  • د. إبراهيم خليل إبراهيم

ساهمت الأغنية المصرية في إبراز أهمية وقيمة العمل بدور كبير على مدار مسيرة الوطن ولكن نبدأ منذ عام 1952 فقد كانت ثورة 23 يوليو علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث وبدأ العمل على أرض الواقع، ودعم الفن العمل والعمال فعندما قامت الثورة منع الضابط المسئول عن الإذاعة بث أغنيات أم كلثوم بحجة أنها من العصر البائد وأنها غنت للملك فاروق فعندما علم جمال عبدالناصر ذهب بصحبة بعض الضباط الأحرار إلى أم كلثوم وقال جمال عبدالناصر: هذا القرار لم يصدر عن مجلس قيادة الثورة وإذا كنا نمنع أم كلثوم من الغناء بدعوى أنها من العصر البائد إذن علينا أن نمنع الأهرامات بدعوى أنها من العصر البائد فعادت كوكب الشرق أم كلثوم وغنت يوم 30 أكتوبر عام 1952 في الحفل الذي أقيم في دار سينما ريفولي قصيدة مصر تتحدث عن نفسها التي كتبها شاعر النيل حافظ إبراهيم ولحنها الموسيقار رياض السنباطي وخصص إيراد الحفل لمساعدة أسر شهداء  ومصابي الحرب والأبطال الذين حاربوا في حرب فلسطين وكانت هذه أول مرة تصدح فيها كوكب الشرق بعد قيام الثورة في حضور اللواء محمد نجيب قائد الثورة وجموع غفيرة من أهالي الشهداء ومشوهي الحرب وحينما ظهرت أم كلثوم على المسرح تم استقبالها بالهتاف والتصفيق ثم بدأت أم كلثوم الغناء برائعتها جددت حبك ليه فأسرت القلوب بغنائها الشجي وصوتها الساحر وبعد انتهاء الوصلة الأولى نزلت أم كلثوم إلى الصالة ومعها محمد القصبجي حيث صافحا محمد نجيب الذي قدم لهما كوبين من (الشربات) وعادت إلى المسرح وانطلقت تغني مصر تتحدث عن نفسها في وصلتها الثانية.   وبعد الوصلة الثانية صعد محمد نجيب إلى المسرح ليلقي كلمته الموجهة إلى أسر الشهداء ومشوهي الحرب وشكر أم كلثوم لتطوعها بالغناء في هذا الحفل. .

نذكر أيضا أن الشاعر بيرم التونسي كتب أغنية دور يا موتور ولحنها الموسيقار حسين جنيد وغنتها الفنانة ليلى مراد في فيلم سيدة القطار. 1952، 

أيضا الفنانة ليلى مراد قامت بزيارة مقر مجلس قيادة الثورة بالجزيرة وقابلت مجدي حسين مدير مكتب الرئيس محمد نجيب وقدمت شيكا بمبلغ  1000 جنيه تبرعا ومساهمة منها في مشروع تقوية الجيش المصري وارتفع شعار الثورة وهو ( الاتحاد .. النظام .. العمل ) وبات شعار الفن والفنانين وفي شهر يناير عام 1953 قرأت الفنانة ليلى مراد كلمات أغنية على الإله القوي الاعتماد قبل أن تسمع لحنها فخيل إليها أن الكلمات سوف تروى على خلفية موسيقية ولكن عندما استمعت اللحن من الموسيقار مدحت عاصم ملحن ومؤلف أغنية على الإله القوي الاعتماد انبهرت بالجمال وغنت الأغنية.

 ويقول مطلع الأغنية

على الإله القوي الاعتماد

بالنظام والعمل والاتحاد

فانهضي يا مصر يا خير البلاد

واصعدي للمجد وامضي للرشاد

بالاتحاد والنظام والعمل

كما غنت أيضا الفنانة ليلى مراد أغنية ابني وعلي لفوق كلمات الشاعر مأمون الشناوي ولحن الموسيقار منير مراد وهذه الأغنية تدعو إلى العمل والبناء .

وفي عام 1952 غنت الفنانة شريفة فاضل من كلمات الشاعر شريف المهدي وألحان الموسيقار حسن نشأت أغنية ياحلاوة الإيد الشغالة ونذكر منها :

ياحلاوة الإيد الشغالة

ورونا الهمة يارجالة

المكن الداير من شوقه

بيقول ياولاد أحلى قواله

كما غنى العندليب عبدالحليم حافظ من كلمات الشاعر عبدالفتاح شلبي وألحان الموسيقار عبدالحميد توفيق زكي أغنية بدلتي الزرقا وهى تعبر عن عامل يتحدث عن نفسه ومصنعه وبدلته ومن هذه الأغنية نذكر:

بدلتي الزرقا لايقه فوق جسمي

في جمال لونها مركزي واسمي

بدلتي الزرقا من نسيج إيدي

لبسها يزيني حتى في يوم عيدي .

ونتوقف مع أغنية حكاية شعب فقد تم إنجازها فى أقل من ليلة فقد كان من المفترض أن يكون كل المطربين سجلوا أغانيهم قبل السفر لغنائها فى أسوان ولم يكن فى ذهن الشاعر أحمد شفيق كامل أى شىء وكانت نتيجة الحائط تشير إلى يوم خميس وموعد الحفل المقرر فى أسوان كان يوم السبت وكان الشاعر أحمد شفيق كامل وكمال الطويل ومجدى العمروسى وعبدالحليم حافظ جالسين فى أحد الفنادق فحضر إليهم الوزير محمد عبدالقادر حاتم فاندهش وقال : إنتوا سلمتوا الأغانى بتاعتكم؟ فسألوه : أغانى إيه ؟ فقال : من المفترض أن تكونوا سجلتم أعمالكم الفنية وفجأة أصبح مطلوب منهم إنجاز عمل فنى على وجه السرعة فغادروا الفندق إلى منزل الموسيقار كمال الطويل بالمنيل وكان عبارة عن فيلا من دورين وفى الطريق من الفندق إلى المنيل ولدت فكرة الأغنية فى ذهن الشاعر أحمد شفيق كامل حيث شرد بذهنه وعادت ذاكراته إلى الوراء وتذكر دراسته الثانوية فى مدرسة فؤاد الأول الثانوية حينما كان يمر أحد زعماء المدرسة ويحرض على المظاهرات وتحميس الشباب وإثارة شعورهم الوطنى ويخطب فيهم شارحاً أهداف الاستعمار وأشكال الاستبداد ووجوب التمرد عليه وكان يقف فى مكان ظاهر ويخطب فى الطلبة بكلمة (إخوانى) ويحشد المشاعر.

كتب الشاعر أحمد شفيق كامل أغنية حكاية شعب وتخوف كمال الطويل ومجدى العمروسى وعبدالحليم حافظ من عبارة فى الأغنية وأرادوا تغييرها خوفاً من إغضاب الزعيم جمال عبدالناصر وهى العبارة التى تقول : ( ضربة كانت من مِعلِّم خلى الاستعمار يسلم ) وقالوا : كيف سنصف الزعيم جمال عبدالناصر بأنه معلم ؟ لكن الشاعر أحمد شفيق كامل صمم على عدم تغييرها وقال لهم : بقى سيبتونى أقول اللى أنا عايزه فى كل الأغنية وجايين على الكلمة دى؟ فقالوا : لابد من تغييرها نحن لا نضمن رد الفعل إذا ما قلناها .. فقال أحمد شفيق كامل : خلاص بلاش الأغنية كلها .. فرضخوا وهم متخوفون وفى الحفل الذي أقيم في شهر يناير عام 1960 في أسوان بمناسبة وضع حجر أساس مشروع السد العالي غنى عبدالحليم حافظ حكاية شعب وكانت العيون على الزعيم جمال عبدالناصر تنتظر وقع هذا التعبير عليه وعندما قالها عبدالحليم حافظ ضحك مستحسناً المعنى .

حضر الحفل مع الزعيم جمال عبدالناصر رجال الثورة وشكري القوتلي رئيس سوريا ومحمد الخامس ملك المغرب والأمير الحسن ولي العهد  وقوبلت هذه الأغنية بعاصفة من التصفيق وبهذه الأغنية استطاع عبدالحليم حافظ أن ينشر حكاية السد العالي في كل بيت عربي عن طريق الراديو.   

أيضا كتب الشاعر الصحفي صلاح جاهين أغنية بالأحضان ولحنها الموسيقار كمال الطويل وغناها الفنان عبدالحليم حافظ في حفل أقيم عام 1963 م، وكان هاني شاكر في مرحلة الطفولة وشارك كورال الأطفال المصاحب لعبدالحليم في الأغنية وفي شهر يوليو عام 1963 أصيب الفنان عبدالحليم حافظ بنزيف بعد حفلة أعياد الثورة وفي يوم دق جرس باب شقة عبدالحليم وفتح السفرجي عبدالرحيم الباب فوجد أمامه الرئيس جمال عبدالناصر فسأله عن صحة عبدالحليم فهرول السفرجي أمامه ليجلسه في الصالون ونهض عبدالحليم حافظ من سريره رغم مرضه إلا أن الرئيس جمال عبدالناصر ترك الصالون وذهب إلى غرفة عبدالحليم وقال له : خليك في سريرك ثم سحب مقعدا ليجلس عليه وقال : يا حليم أنت تسافر للعلاج ولما تيجي بسلامة الله حاول تتفق مع صلاح جاهين وكمال الطويل وتعملوا 28 أغنية صغيرة تحت اسم ماهى اللغة العربية أي : بعدد حروف اللغة ثم قال الرئيس جمال عبدالناصر : التليفزيون دخل بلدنا ولسه فيه ناس مش بتقرأ ولا تكتب يمكن لما تعملوا أغاني الناس تقبل على محو أميتها .. الرئيس جمال عبدالناصر كان يؤمن بأهمية دور الفن والفنانين في بناء مجتمع أفضل.

كما كتب الشاعر الصحفي صلاح جاهين أغنية صورة وأعجب بها الفنان عبدالحليم حافظ ولكن المشكلة أن كمال الطويل اعتاد أن يلحن أغاني احتفالات ثورة يوليو وكانت نفسه مسدودة عن التلحين وقتئذ واحتار عبدالحليم حافظ ماذا يفعل ؟ وحاول أن يلحنها بنفسه ولكن مجدي العمروسي قال له : التجربة سوف تفشل فذهب عبدالحليم حافظ  بكلمات الأغنية إلى منير مراد لكن منير قال لعبدالحليم : هذه الأغنية لا يمكن أن يلحنها أحد إلا كمال الطويل .

الموسيقار كمال الطويل كان يخطط للسفر للخارج  وعلى الفور قام عبدالحليم حافظ بالاتصال بشمس بدران وأخبره بالمشكلة وعندما ذهب كمال الطويل للمطار للسفر فوجئ بقرار منعه من السفر وعندما استفسر عن ذلك علم أن شمس بدران وعبدالحليم حافظ هما سبب منعه من السفر فذهب كمال الطويل إلى شمس بدران ولكن قال لكمال الطويل : لا يمكن أن تسافر إلا بعد أن تلحن الأغنية فامتثل كمال الطويل للأمر الواقع وقام بتلحين الأغنية وغناها عبدالحليم حافظ  في احتفالات مصر بثورة يوليو في الحفل الذي أقيم عام 1966 وبعد نجاح الأغنية قال شمس بدران لكمال الطويل : أمال لو كان لك نفس كنت عملت إيه وكانت أغنية صورة آخر

 أغنية وطنية يغنيها عبدالحليم حافظ في أعياد الثورة لأن بعد ذلك كانت نكسة 5 يونيو عام 1967 وبعد أسبوع من النكسة كتب الشاعر محمد العجمي ابن المنصورة يوم  12  يونيو عام  1967 :

تعيشى يا بلدى .. يا بلدى تعيشى

تعيشى يا بلدى وزرعك أخضر ومندى

تعيشى يا بلدى وعلمك مرفوع على يدى

تعيشى واسمك فى الكون بيلالى

تعيشى ومكنك شغال طوالى

قام بتلحين الكلمات الموسيقار إبراهيم رجب وسجلتها المجموعة للإذاعة وأيضا غنت كوكب الشرق أم كلثوم عام 1967 من كلمات الشاعر عبدالوهاب محمد وألحان الموسيقار رياض السنباطي أغنية قوم بإيمان وتعرف بحق بلادك ونذكر منها :

قوم بإيمان وبروح وضمير

دوس على الصعب وسير

حق بلادك وحده عليك

عايز منك سعي كتير

دوس على كل الصعب وسير

إدي لعملك جهد زيادة

ده الإخلاص في عملنا عبادة.

هذه الأغنية تعد دستورا لو سار على نهجها كل مواطن لوصلنا للأفضل ونذكر أيضا أن الشاعر فؤاد قاعود كتب نشيد عمال ولادنا والجدود عمال ولحنه الموسيقار سيد مكاوي وغنته المجموعة ونلاحظ في هذا النشيد استخدام ضمير الجمع طوال النشيد فلا مكان في النشيد لمغنى فردي وإنما النشيد كله عن العمل والعاملين وهذا النشيد أحد منتجات عام 1968 العام الحاسم في تاريخ الثقافة المصرية ففيه بدأ الرد الثقافي المصري على نكسة يونيو وذلك ببدء أول معرض للكتاب وإنشاء فرقة الموسيقى العربية وصدور العملين الفنيين الفذين لسيد مكاوي  عمال ولادنا والأرض بتتكلم عربي وجدد في تصوير شعار مرحلة الاستنزاف يد تبني ويد تحمل السلاح

أيضا كتب الشاعر محمد فتحي مهدي :

حبيت بلدي وعشان بلدي

أنا عايزك تكبر يا ولدى

وأشوفك بتعمر فيها

وبتزرع ورد فصحاريها

وبتبنى مصانع يا ولدى

لحن الكلمات الموسيقار محمد قاسم وغناها الفنان سيد إسماعيل.

ما الشاعر علي السوهاجي فقد كتب

مليون سلام يا مبدلين الخوف أمل

مليون سلام يا مبدلين النوم عمل

مليون سلام يا مكسرين بطن الجبل

فوق الجبين شايف بحور جهد وعرق

لحن الكلمات وغناها الفنان عبد العزيز محمود.

كما غنى الفنان عبداللطيف التلباني من كلمات الشاعر حيرم الغمراوي وألحان الموسيقار محمد الموجي أغنية من فوق برج الجزيرة وأيضا غنت فرقة الثلاثي المرح التي ضمت وفاء محمد مصطفى وصفاء يوسف وسناء الباروني من كلمات الشاعر فؤاد قاعود وألحان الموسيقار سيد مكاوي أغنية زرع الشراقي وغنت الفنانة شهر زاد أغنية نور المصانع وتعرف أيضا بشمس المصانع كلمات الشاعر محمود عفيفي ولحن الموسيقار سيد مكاوي ونذكر منها

نور المصانع غطى على نور النهار

يفرش بلدنا الغالية بالخير والنهار

رفرف ياقلبي على المطارق والمكن

دا كل مصنع خطوة في طريق الانتصار

كما غنت المجموعة من كلمات الشاعر مرسي جميل عزيز وألحان الموسيقار محمود الشريف أغنية دور يامكن كما غنت الفنانة شريفة فاضل من كلمات الشاعر حسين السيد وألحان الفنان منير مراد أغنية فلاح .

أيضا نتوقف مع فنان شعبي ظهر وسط الطبقة العمالية وهو محمد طه فقد كان يعمل في أحد مصانع النسيج وكان يغني للعمال في فترات الراحة وكان يؤلف ويلحن مواويله الخاصة وفي عام 1954 تصادف أن استمع الإذاعيان الكبيران طاهر أبو زيد وإيهاب الأزهري لمحمد طه وهو يغني في مقهى المعلم علي الأعرج بالحسين فاصطحباه إلى الإذاعة حيث قاما بتسجيل عدد من مواويله لكن محمد حسن الشجاعي رئيس لجنة الاستماع قرر أن صوته لا يصلح للميكروفون ولكن لم ييأس محمد طه وبعد ذلك أقتنع به الإذاعي محمد حسن الشجاعي وتم اعتماده بالإذاعة وسمع الجمهور صوت محمد طه للمرة الأولى عبر أثير الإذاعة عام 1956 ثم ضمه زكريا الحجاوي إلى فرقة الفلاحين للفنون الشعبية التي كلفته وزارة الثقافة بتشكيلها وأيضا ضمه الإذاعي القدير جلال معوض لحفلات أضواء المدينة واستمع له الزعيم جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وكمال الدين حسين وغيرهم وكون الفنان محمد طه  فرقته الموسيقية الخاصة وشارك في العديد من الأفلام وفي احتفال الدولة بعيد العمال حضره الزعيم جمال عبدالناصر غنى الفنان الشعبي محمد طه لعمال مصر مواله الشهير ونذكر منه :

 بشاير السعد هلت

قوم ياعامل

أصبحت في آمان

وحقك بان ياعامل

وأنا برضو عامل وفلاح

وجدي في الأصل كان عامل .

كما غنى الفنان ماهر العطار أغنية تدعو للعمل والإنتاج وهى دار المكن كلمات الشاعر عبدالفتاح مصطفى ولحن الموسيقار إبراهيم رجب كما غنى من كلمات الشاعر سيد حجاب ولحن الموسيقار إبراهيم رجب ياما زقزق القمري على ورق الليمون كما كتب الشاعر حسين السيد أوبريت الأرض الطيبة ولحنه الموسيقار محمد عبدالوهاب وغناه محمد ثروت وإيمان الطوخي وسوزان عطية وتوفيق فريد وزينب يونس ومحمد الحلو .. كما غنت الفنانة فايزة أحمد أغنية وحياتك يامصر كلمات الشاعر صالح جودت وألحان الموسيقار محمد سلطان وكانت فايزة تبكى وهى تغنيها من شدة حبها لمصر وكانت تقول أعيش وسوف أموت وأدفن في مصر وبالفعل دفنت في مقابر زوجها محمد سلطان وفي عام 1973 كانت أغنية ياحبايب مصر التي كتبها الشاعر الصحفي مصطفى الضمراني ولحنها الموسيقار حلمي بكر وغنتها الفنانة التونسية عليه ونذكر منها :

مطلوب من كل وطني

من كل وطنية

من كل مصري

من كل مصرية

من كل أب من كل أم

من كل أخ من كل أخت

ماتقولش إيه أدتنا مصر

ونقول حندي إيه لمصر

ياحبايب مصر حبايبنا.

شاشة العمل

ساهمت الدراما السينمائية والتليفزيونية بأعمال كثيرة حول العمل والعمال ونذكر في هذا الصدد فيلم باب الحديد للكاتب عبدالحي أديب وحوار محمد أبو يوسف وبطولة فريد شوقي ويوسف شاهين عام 1958 وتناول جانبا من حياة العمال فى القطارات وبائعي الصحف والمجلات وفي عام 1963 أنتج فيلم الأيدي الناعمة المأخوذ عن مسرحية للكاتب توفيق الحكيم بنفس الاسم  وكان السيناريو والحوار ليوسف جوهر وبطولة أحمد مظهر وصباح وصلاح ذو الفقار ومريم فخر الدين وليلى طاهر وأخرج الفيلم محمود ذو الفقار وفي عام 1964 تم إنتاج فيلم للرجال فقط للكاتب محمد أبو يوسف وبطولة نادية لطفى وسعاد حسني ويوسف شعبان وحسن يوسف وإخراج محمود ذو الفقار وهذا الفيلم أبرز دور المرأة وقدرتها على العمل حتى فى الوظائف المخصصة للرجال فقط  وفي عام 1966 أنتج فيلم مراتي مدير عام إخراج فطين عبدالوهاب وبطولة شادية وصلاح ذو الفقار وفي عام 1970 قدم المخرج يوسف شاهين الفيلم الرائع الأرض قصة الكاتب عبدالرحمن الشرقاوي وبطولة محمود المليجي وعزت العلايلي ونخبة من الفنانين

 أيضا في عام 1972 أنتج فيلم إمبراطورية ميم كما تناول فيلم أفواه وأرانب  دور المرأة المصرية فى العمل كفلاحة فى الأرض ومهارتها وإخلاصها فى العمل والفيلم من سيناريو   بركات وبطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين، ونذكر أيضا فيلم النمر الأسود الذي أنتج عام 1984 وتدور قصة الفيلم حول قصة حقيقية لكفاح العامل المصري محمد حسن المصري ( أحمد ذكى ) في ألمانيا الذي يتعلم من صغره مهنة الخراطة ويسافر للعمل بهذه الحرفة في ألمانيا ويعاني في الغربة من صعوبة التعامل مع الآخرين لعدم قدرته على التحدث بالألمانية أو حتى بالإنجليزية وفي عام 1991 كان فيلم أبو كرتونة وفي عام 2005 كان فيلم بنات وسط البلد .

أيضا الدراما التليفزيونية تناولت العمل والعمال والقضايا العمالية ولكن نتوقف من المسلسل الذي قلما يجود الزمان بمثله وهو مسلسل ليالى الحلمية للكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ ( حتى الجزء الخامس ) وقدم في عدة أجزاء كان الأول عام 1988 والأخير عام 1995. .

هذا هو القليل من الكثير لأن الكتابة في هذا الصدد تحتاج إلى مجلدات ومجلدات ولكن ما قدمناه هو لمحة وفاء لعمال مصر الشرفاء

الاكثر قراءة