الإثنين 13 مايو 2024

مليون سلام يا "مبدلين النوم عمل"!


أحمد رفعت

مقالات12-5-2022 | 13:15

أحمد رفعت

كتب مصري

انطلقت الأغنية الوطنية العمالية - إذا جاز التعبير - بشكلها الحقيقي والمؤثر بعد ثورة يوليو ١٩٥٢ بعد فوران كبير في الروح الوطنية وتطلعات العمال والفلاحين لتطور أو قل ثورة في أحوالهم وهو ما تحقق فعلا في قوانين الإصلاح الزراعي وتأمينات العمال التي واصلت تطورها حتى صدور القوانين الاشتراكية عام ١٩٦١ التي أمنت بشكل شامل حياة العمال ومنحتهم نسب في الأرباح ومقاعد في مجلس الإدارة بل ومقاعد في البرلمان !

 

كان منطقيا والحال كذلك خصوصا في ظل تنامي غير مسبوق للقوى الناعمة المصرية بكل صورها من الصحافة إلى الأدب ومن الأغنية إلى الفيلم والمسرحية ومن الشعر إلى جميع صور الفنون الأخرى من نحت ورسم وغيرها وغيرها.. نقول كان منطقيا أن ينعكس ذلك وتنعكس هذه الحركة الشاملة وهذه الروح على الفنانين والشعراء ليقدموا بفعل صدق الواقع خلاصة تفاعلهم مع ما يجري.. فانطلق شعراء مصر يبدعون في كل اتجاه. لتتطور الأغنية من بدايات الثورة في صورة "بالاتحاد والنظام والعمل" و "دور يا موتور" وصولا إلى "عمال ولادنا والجدود عمال" لفؤاد قاعود وسيد مكاوي و "مليون سلام يا مبدلين النوم عمل" لعبد العزيز محمود وسيد السوهاجي إلى "أوبريت المكن" لصلاح جاهين وسيد مكاوي إلى أغاني المجموعة ومنها على سبيل المثال "المصنع مصنعنا" فضلا عن "صورة صورة" للعندليب عبدالحليم حافظ وصلاح جاهين وكمال الطويل والحديث عن "مدخنة قايدة قلوب حسادنا" و "قدامه من أغلى ولادنا عامل ومهندس شقيان" و "بستان الاشتراكية" و "مطالب شعب" إلى "حي معايا الخطوات" لفؤاد حداد وسيد مكاوي إلى سيد مكاوي أيضا الذي لحن لسمير الإسكندراني "بلدي وحبايبي والمجتمع والناس" لعبد السلام أمين إلى السينما والمسرح  والانتقال بقيمة العمل إلى مرتبة أخرى في أساس التواجد الاجتماعي واعتباره -العمل- أساس هذا التواجد بقدر عطاء صاحبه وليس على اعتبارات الثروة أو الانتماء العائلي ولذلك كان فيلم "الأيدي الناعمة" لتوفيق الحكيم وهي في الأصل مسرحية.. ليشكل ثورة في الثقافة الاجتماعية ثم توالت الأعمال المباشرة عن السد العالي مثلا في "الحقيقة العارية" لماجدة وإيهاب نافع وغيرها من الأعمال!

 

كان استمرار الحالة بهذا الحشد صعبا في ظل تراجع الاهتمام بالصناعة وقيمة العمل بل حدث العكس والحديث في كل مكان عن فتح المجال للسلع المستوردة وصولا إلى الخصخصة وبيع مصانع عديدة والتخلص من صناعات مهمة ولذلك تأثرت الأعمال الفنية بالحالة وكان صعبا الحديث أو الإبداع عن أشياء غير موجودة لكن المدهش هو استمرار هذه الحالة رغم تغيرها بعد ٢٠١٤  حيث شهدت الصناعة تطورا مهما أثمرت عن ١٨ ٪ من الناتج المحلي الإجمالي حيث رد الاعتبار لقلاع صناعية مهمة كما حدث من تطوير ترسانة الإسكندرية لصناعة وصيانة السفن وسيماف لعربات السكك الحديدية والنصر للسيارات وقها للصناعات الغذائية وكيما أسوان وغيرها من قلاع الستينيات ثم أضيفت مصانع جديدة كالنصر للأسمدة بالفيوم ثم النصر أبو رواش ثم العين السخنة ثم بتروكيماويات الإسكندرية وتوسعات السويس ثم استكمال مجمع مسطرد ثم تليفونات أسيوط وإلكترونيات بني سويف ومجمع غزل الروبيكي ومدينة الدواء في الخانكة و٣٠٠ الحربي وغيرها وغيرها.. وهي كلها تستحق عودة الإبداع الفني خصوصا الأغنية الوطنية التي تستطيع الحشد الشعبي خلف العامل ومصنعه وبالتالي إنتاجه وتصديره.. وهو الهدف الأساسي! 

 

الإنجازات على الأرض كثيرة جدا لكن المكانة بين الأمم ستتم بالصناعة وبالتصنيع وبالتصدير  وبالعامل وبالتالي يجب أن تلعب الأغنية ويلعب الشعر واللحن دورا في ذلك.

Dr.Radwa
Egypt Air