اعتادت جماعة الإخوان على تزييف الحقائق وترويج المعلومات المغلوطة والشائعات باستخدام أذرعها الإعلامية من منصات وقنوات فضائية وكذلك مراكز بحثية موجهة تصدر تقاريرها على معلومات غير حقيقية، وذلك بهدف بث الإحباط وزعزعة استقرار المجتمع المصري، إلا أن قوة ووعي الشعب المصري كانت حائط صد ضد كل تلك المحاولات.
وفي شهر رمضان الماضي، جاء مسلسل الاختيار 3 ليكشف الكثير من المعلومات والحقائق عن عام حكم الإخوان وكيفية إدارتهم للبلاد واستخدامهم للعنف كوسيلة للانفراد بالسلطة وتهديد البلاد بخطر الحرب الأهلية، حيث كشف المسلسل الكثير من المعلومات عن عام حكم الإخوان بدءا من منتصف 2012 وحتى قيام ثورة 30 يونيو 2013.
وخلال العامين الماضيين، عرض الجزآن الأوليان من مسلسل الاختيار، فقد وثق الجزء الأول سيرة الشهيد أحمد المنسي الذي استشهد دفاعا عن الوطن بعد هجوم الجماعات الإرهابية على كمين البرث، أما الجزء الثاني من المسلسل والذي جاء بعنوان "الاختيار – رجال الظل"، فقد وثق بطولات رجال أجهزة الأمن الداخلية في التصدي لمخططات التخريب والعناصر الإرهابية.
تزييف الحقائق
وأكد عمرو فاروق، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، أن الإخوان تعمل على توظيف خطاب المظلومية التاريخية في تزييف العقل، لأن التنظيمات السرية في أدبياتها دائما تقوم على فكرة التجنيد والاستقطاب ودائما ما تختار الشخصيات الأصغر سنا على اعتبار أنها الأقدر على الانضمام للتنظيم والأكثر سهولة في ذلك كما أنها غير مؤدلجة وليس لها أجندة فكرية محددة ويسهل تطويعها.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن جماعة الإخوان الإرهابية في معظم كتابة وتوثيق التاريخ تعمل على تزييف الحقائق من خلال كتابتها للتاريخ وهو ما حدث في مرحلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والفترة الملكية لأن هذه المرحلة شهدت تشابكات من جماعة الإخوان وثورة يوليو والتخطيط لحادث المنشية وفترة العنف، حيث استغلت الجماعة تلك الأمور وكتبت التاريخ وفقا لوجهة نظرها لتشويه صورة الرئيس جمال عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة.
وأشار إلى أنه مع خروج أجيال جديدة لم تعش ما حدث في 2011 و2013 فهؤلاء قد يكونوا عرضة للانخداع بأكاذيب الإخوان لذلك كان لا بد من توضيح الحقائق لهم، والدراما جزء مهم وأداة لتسهيل توثيق التاريخ، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان تعمل على استخدام وتأسيس مراكز الدراسات والأبحاث المنتشرة في أوروبا وتتناول الشأن المصري وتتعمد تحريف الواقع والاستناد على معلومات مغلوطة وغير حقيقية وتشويه صورة مؤسسات الدولة وهذه الدراسات تكون متاحة للجميع ما قد يؤدي للاستناد إليها كأنها وثيقة شبه رسمية لذلك لا بد من الرد على أكاذيبهم بالحقائق الموثقة.
وأكد أن مسلسل الاختيار في أجزائه الثلاثة هو نقطة مهمة في توثيق الأحداث في فترة ما بعد 2011 وهي أهم مرحلة في تاريخ الدولة المصرية في التاريخ المعاصر، مشددا على أن عملية التوثيق الدرامية المبنية على الجانبين الروائي والوثائقي وهي حماية للأجيال الجديدة وخاصة أن الدراما تخاطب جميع الشرائح المختلفة على المستوى الثقافي والاجتماعي والوعي.
وشدد على أن الدراما هي الأداة المناسبة في مخاطبة العقل الجمعي للمجتمع وكذلك تعمل على حماية التاريخ من التزييف، حيث تناولت أجزاء مهمة وفندت وردت على الكثير من التفاصيل التي يدعيها الإخوان، مشيرا إلى أن مسلسل الاختيار قد يكون أفضل من ألف كتاب حيث أسهم في إيصال المعلومة بالصوت والصورة لكل الفئات والشرائح المجتمعية.
وأضاف الباحث السياسي أن المسلسل تناول بعض الأمور التي دارت في الكواليس والتي كان من غير الممكن لعامة الشعب الوصول إليها ومعرفتها، كما استند المسلسل في الكثير من أحداثه على ما نشر من وقائع ومقاطع فيديو موثقة للأحداث، موضحا أننا أمام عمل درامي شامل يتضمن جزء وثائقي وروائي ويخاطب كل الأعمار والفئات وهو ما يكون له تأثير قوي في تنمية الوعي.
وأوضح أن الجماعات الإرهابية تقوم بأمور خطيرة في التأثير وجدانيا على المجتمعات من خلال خطاباتها الأصولية المتشددة، لذلك يجب محاربة ذلك بالوعي والأفكار الوسطية الصحيحة.