الأحد 16 يونيو 2024

ذكرى الطيب صالح.. صاحب موسم الهجرة إلى الشمال

13-7-2017 | 00:24

 

تمر اليوم ذكري اسم لن يتكرر في تاريخ الادب العربي.. الروائي الكبير الطيب صالح .. عبقري الرواية العربية الذي عاش مرتحلا بين سماء أوطان لم تتسع لابنائها رغم رحابتها وغرب تتنازع فيه ذكريات ابدع من خلالها  أعمالا كتب لها البقاء رغم الرحيل.

 

فبعد أن حط الروائي السوداني الأصل رحالة في بلد الجن والملائكة.. بلاد الثلج بريطانيا عكف على انتاج روايات رصدت الهوة الشاسعة بين الفضائين العربي والغربي بكل متناقضاتهما ليحول ابطال رواياته الي دم ولحم وحياة تتحرك بداخل صفحات رائعته "موسم الهجرة إلى الشمال" التي عبر فيها عن احوال الامة العربية  من خلال بطلها "سعيد" المنقسم بين وطنه الأم والغربة التي سكنت روحه ويعتبر  نقاد الأدب هذه الرواية  واحدة من أفضل مائة رواية في العالم وحصلت على العديد من الجوائز.

 

و نشرت لأول مرة في أواخر الستينيات من القرن العشرين في بيروت وقد تطرق الطيب صالح في روايته هذه إلى العلاقة من خلال شخصية بطلها السوداني الذي يذهب ليدرس في العاصمة البريطانية لندن.

 

وهناك يثبت تميزه وذكاءه العقلي وتحصيله الجامعي العالي وعلاقاته مع نساء بريطانيا الذين احتلوا بلاده مع تقديم صورة ساحرة عن الحياة في المجتمع الريفي السوداني.

 

وتطرقت كتاباته إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية و تُرجمت روايات الطيب صالح، إلى أكثر من ثلاثين لغة، ومنها "موسم الهجرة إلى الشمال" و"عرس الزين" و"مريود" و"ضو البيت" و"دومة ود حامد"، التي تناول فيها مشكلة الفقر في البلاد النامية التي ينتمي اليها وظل متواصلا معها ومؤمنا بها رغم هجرته  التي لم تنسه نشأته في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء، وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، حيث النشأة الأولى في الاسبوع الثاني من يوليو من عام1929 ومابين الميلاد والرحيل أثري الطيب صالح المكتبة العربية بأعمال متميزة تناولت سياسات واقتصاديات واحوال بلاده وعبر من خلالها عن قضايا الشرق الاوسط وامراضه وعاداته ومشكلاته.

 

في مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عموداً أسبوعياً في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم "المجلة". خلال عمله في هيئة الإذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة. منذ عشرة أعوام يعيش في باريس حيث يتنقل بين مهن مختلفة، آخرها كان عمله كممثل اليونسكو لدول الخليج.