السبت 8 يونيو 2024

"مغيث": الغربيون يرون أنفسهم شعب الله فى "مدن السور"

8-2-2017 | 18:11

 

 

أكد الباحث الدكتور كمال مغيث، خلال ندوة أدبية لمناقشة رواية "مدن السور"، للكاتبة والإعلامية هالة البدرى بالمقهى الثقافى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، اليوم الأربعاء، أن عنوان الرواية له دلالة تعبر عن محتواها، بحيث تتحدث عن السور، الذى تم بناؤه قبل بناء المدينة، وكأن من بناه يريد إقامة جريمة لا يراها أحد.

 

مضيفا أن المؤلفة قسمت الناس داخل مدن السور إلى ثلاث فئات، الأولى، وهم الفوقانيون، فى إشارة إلى أنهم شعب الله المختار، الذى يجب أن يختلط بباقى الناس، وهم الفئة الثانية، أو ما يسمى بـ"البدائيين"، وهم الفئة الفقيرة التحتية، وبين الفئتين، هناك ما وصفتهم الكاتبة بفئة "البزراميط"، وهم الذين يحاولون الانتقال من فئة البدائيين، للصعود إلى الفوقانيين.

 

وأوضح "مغيث" أن رمزية الصراع الطبقى بين الفوقانيين، والبدائيين، كأنه الصراع الدائر بين الشرق والغرب، معتبرة أن الفقراء عبء على الحضارة، وعلى أوروبا، وكيف أن الغربيون يحتكرون الحضارة الإنسانية، مشيرًا إلى تعامل الرواية مع فكرة تدمير أهرام الجيزة، معتبرة أنها نقطة محورية فى الثقافة والوجدان، وأن الهرم فى وجدان المصريين، هو الله فى وجدان المسلمين.

وأشار إلى هروب الكاتبة من مصطلح الزمن الواقعى المقيد للخيال، وللرواية، فاخترعت إمكانية للتعامل مع الآليات الحديثة مع هذا الكون، وأوجدت زمنا خاصا لنفسها، موضحًا أن الرواية تحتفى بالمعرفة، ولا نستطيع القول إنها رجعية، وتقدم موقفًا سلبيًا من التكنولوجيا، لكنها أيضًا لا تحتفى بها، ولا تبشر بها، ولا ترحب بالتكنولوجيا باعتبارها تقتحم خصوصية الإنسان.

 

وأكد أن ثورة يناير تحتل مكانة مميزة فى الرواية كونها حلما عظيما للمصريين، موضحًا أن المؤلفة حللت ما حدث فى الثورة، وهزيمة النظام السياسى، ثم عودته مرة أخرى، بسبب عدم تنظيم الثورة، فعاد يستعيد صفوفه، ويقفز مرة أخرى، مختتمًا حديثه بأن الرواية تطرح سؤالا: هل نلجأ إلى الانتحار الجماعى أم أننا سنجد حلا يحمينا من هذا الانتحار الجماعى؟

 

من ناحية أخرى قال الروائى والقاص محمد رفيع، أننا لسنا أمام رواية خيال علمى، لكن أمام عمل يحاول طرح رؤى كلية للعالم فى إطار واقعى، وأحيانًا فانتازى أو مستقبلى، ينبنها إلى القادم، مؤكدًا أن الروائية هالة البدرى، كاتبة ملتزمة بتقديم مشروع ورؤية للناس، من خلال ما تكتبه، لإيمانها بضرورة أن يكون للكاتب رسالة ما يحملها للقراء.

 

    الاكثر قراءة