السبت 23 نوفمبر 2024

الجيش فى حضن الشعب

  • 14-7-2017 | 15:54

طباعة

مساء أمس الثلاثاء قدمت مصر أدلة تلبس قطر فى جرائم الإرهاب أمام كل دول العالم، الهدف هو فك شفرة حب الشعب المصرى لجيشه ورئيسه، كما تقدم مصر لمجموعة الاتصال الإستراتيجى بالتحالف الدولى ضد داعش، فى الاجتماعات التى بدأت مساء أمس بالعاصمة الأمريكية واشنطن مزيدًا من الأدلة التى تبرهن على دعم دول بعينها للتنظيمات الإرهابية، وسيطالب الوفد المصرى التحالف الدولى ضد داعش بضرورة بلورة موقف حازم تجاه تلك الدول الراعية والممولة للإرهاب، والتوقف عن سياسة المهادنة أو إنكار الواقع، خاصة أن مصر قدمت منذ ١٠ أيام للأمم المتحدة أدلة أخرى حول تورط قطر فى دعم الإرهاب وتمويله فى ليبيا.

ها هو دليل آخر جديد يشهد به العالم من أمام كمين «البرث» جنوب رفح فى شمال سيناء، حيث ترسل مصر رسالة للعالم أجمع عن قيمة التلاحم بين شعب مصر وجيشه الوطنى البطل وهو ما كان يلعب عليه الدواعش وأرباب المخطط القذر لفك هذا التلاحم القوى الذى بات وسيظل عصيا على أعتى المخططات سواء كانت من صنع أجهزة استخباراتية عالمية أو دول مفضوحة مثل قطر وتركيا وإيران.

تريد هذه الجماعات الإرهابية وهذه الأجهزة الاستخباراتية والدول قصيرة القامة مثل قطر وأشباهها، أن يصبح جيشنا بلا ظهير شعبى بهدف كسر معنوياته ونسيت هذه الجماعات أن جيشنا يحتل الآن ترتيبا عالميا ضمن أفضل ١٠ جيوش فى العالم وغاب عنهم أن مصر تمتلك اليوم جيشا هو الأكبر إفريقيا وعربيا وهو القوة المركزية فى الشرق الأوسط.. نسى هؤلاء الأوغاد أن الجيش المصرى هو.. فخر الجيوش العربية وحائط الصد المنيع منذ الأزل وإلى الأبد.. وأن جيشنا المصرى هو من علم الهكسوس والتتار والصليبيين والفرنسيين والإسرائيليين وكل الاستعماريين معنى كلمة حرب، ولست أبالغ حين أقول إننى عندما استحضر فى مخيلتى هذا الجيش بتاريخه الوطنى المجيد أشعر بالفخر كل الفخر بأنى مواطن مصرى.

ومن هذا الحادث لابد أن نشارك جميعا فى مسئولية مواجهة الإرهاب وتزداد ثقتنا فى الجيش والشرطة المصرية وفى رئيسنا لتصبح رسائلنا للخونة الأوغاد أنها مصر شعبا وجيشا لاتنفك أبدا، بالرغم من محاولات هؤلاء الخونة وتجييش كتائب الإخوان الإلكترونية لكى يدعموا أعمال الخسة والنذالة الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعى بأكاذيب مفضوحة وقنوات إعلامية مأجورة كشفها الناس ولم يعودوا يصدقونها بعد أن لم يعد لها أى تأثيريذكر على المتلقى العربى والعالمى. 

لم تكن تتصور الدول الداعمة والممولة للإرهاب أن يكون عدد قليل من الجنود الأبطال فى نقطة تمركز صغيرة جنوب رفح بهذه القوة والشجاعة والبسالة وهؤلاء الجنود الشجعان قدموا درسا يشهد به العالم أجمع ليعرف الجميع أن نقطة دم واحدة من شهيد مصرى أغلى من مليون داعشى وأغلى من الدول التى تمولهم وتؤويهم والأجهزة التى تعمل لصالحهم.

كلى يقينى أن حادث كمين «البرث» الذى أبكى المصريين على شهداء الجيش فى جنوب رفح قبل أيام سوف يعجل بنهاية الإرهاب فى مصر وفى سيناء لأن الرد جاء قويا وعرف فئران قطر وسحالى أنفاق غزة والأجهزة السرية والعلنية المتعاونة معهم من الخارج فى الغرب أو الشرق أن اصطيادهم بات أمرًا سهلا على أبطالنا وأن جرائمهم الإرهابية ستزيد رباط الشعب بجيشه وستشحذ همم كل المصريين وسوف تدفع أبناء سيناء البواسل الشرفاء إلى مزيد من التعاون مع الجيش والشرطة على أرض الفيروز وسوف تخرس ألسنة كتائب مرسى وجيوشه الشتامة للجيش المصرى على مواقع التواصل الاجتماعى، وسوف تبيد عناصر حماس التى تقترب من حدودنا أو أبطالنا.

أبناء سيناء لم يعودوا يخشون تهديدات كلاب داعش المسعورة على أرضهم وسوف يلاحقونهم وسيظلون يدعمون رجال الشرطة والجيش مهما كانت تهديداتهم. 

لم يدرك مثلث الإخوان - حماس - تميم الخونة أن الشعب المصرى بل العربى قد لفظهم وغضب منهم غضبة لا رجعة فيها، وعلى أهلنا وأشقائنا الغزاويين أن يعلموا أن المعبر الذى يربط حدودهم بمصر يتم فتحه لأسباب إنسانية لإنقاذ مليون ونصف المليون غزاوى.. ليس إلا.

وليس سرًا أن أقول إن الشعب المصرى لم يعد يتحمل أفعال أولئك الشتامين لرئيس مصر لأنهم يشتمون ويسبون ويحصلون فى نفس الوقت على شقق الإسكان الاجتماعى التى يبنيها الرئيس، ويقيم لهم المشروعات القومية الكبرى التى تملأ العين والعقل، لذا بات على هؤلاء الشتامين أن يخرسوا لأنهم أبدًا لن يكسروا مصر التى هى فى رباط إلى يوم الدين.

 وعلى الشعب المصرى أن يعرف كافة تفاصيل إيواء قطر للإرهاب لاسيما بعد اعتراف الأمريكان أنفسهم وإعلان الإدارات والأجهزة الأمريكية أنها لم تعد تثق فى القطريين لمعرفتهم بعلاقاتهم بجماعات وقيادات إرهابية فى العالم.

لقد أصبح العالم كله يعلم أن قطر وفرت ملاذا آمنًا لقادة وجماعات اعتبرتها الولايات المتحدة ودول أخرى منظمات إرهابية بامتياز وهذا أمر ليس جديدا، بل موجود فى الدوحة منذ ٢٠ عاما، وآخر من قامت القصيرة قطر بإيوائه كان هو العقل المدبر لهجمات ١١ سبتمبر فى أمريكا. 

وأصبح التناقض فى مواقف قطر مذهلا وخطيرا ولكن الأغرب أن تستثمر قطر مليارات الدولارات فى الولايات المتحدة وأوربا وتستخدم الأرباح فى دعم حماس والإخوان وداعش والجماعات المرتبطة بالقاعدة.

لذلك عندما اتخذت الدول العربية الأربع مصر والسعودية والإمارات والبحرين إجراءات دبلوماسية واقتصادية تجاه قطر الأسبوع الماضى، لم يكن ذلك قرارا عشوائيا ولم يكن كذلك قرارا اتخذ على عجل، لكن وراءه تراكم سنوات كانت من تصرف قطر المثير للذهول، الذى أصبح يشكل خطرا على الولايات المتحدة وقطر نفسها، وأصبحت هذه الدويلة القزم التى لا تعرف لها مستقبلا تحصد الآن ما زرعت.

الآن أصبحت ازدواجية قطر مسألة لا يمكن أن تستمر، وعليها الآن أن تقرر إذا كانت مع الحرب على التطرف والعدوان.. أم لا؟

إن قطر ليست وحيدة فى ذلك الخصوص، حيث تعتبر مع إيران أكثر بقعتين فى العالم يتركز فيهما المصنفون دوليا كممولين للإرهاب حيث يسافر مقاتلون إسلاميون من ليبيا وسوريا إلى الدوحة ويعودون بحقائب مليئة بالدولارات،.. وكلنا يعرف أن الدوحة قدمت دعما ماليا ولوجستيا لجبهة النصرة (تعرف الآن بجبهة تحرير الشام) وهى الفرع السورى لتنظيم القاعدة.. وهناك وثائق تؤكد أن انتحارى مانشستر كان على علاقة بميليشيات مرتبطة بالقاعدة فى ليبيا تدعمها قطر، وأشارت تقارير أمريكية أخرى إلى أنه قبل شهرين دفعت قطر فدية ضخمة للإفراج عن رهائن، ودفعتها لعدد من الجماعات الإرهابية فى سوريا والعراق مفروض عليها عقوبات، بما فيها الفرع العراقى لحزب الله.

وفى مصر، قدمت قطر شيكا على بياض للإخوان، وهم - أى الإخوان - العباءة التى تظلل العديد من الجماعات الدينية الأكثر عنفا.

إن جرائم قطر يعرفها القاصى والدانى.. وفى الوقت الذى تركز فيه الدول المسئولة جهودها على مواجهة التطرف بكل أشكاله ووسائله، تستمر وسائل إعلام مملوكة لقطر، فى مقدمتها الجزيرة، فى التحريض المستمر على العنف والتعصب فى كافة أنحاء العالم العربى.

لابد أن يعرف المتآمرون أن وقفة الشعب المصرى مع جيشه وتلاحمه مع جنوده وضباطه كانت سببًا أساسيًا فى انتصار السادس من أكتوبر ١٩٧٣، ويومها عزف هذا الشعب أجمل سيمفونية انتصار عرفها التاريخ وتحاكت المعاهد العسكرية فى العالم بهذا الانتصار، وكان مشهدًا غير مسبوق فى بسالة رجال القوات المسلحة وتلاحم الشعب مع جيشه ولا ينسى العالم قيمة هذا التلاحم فى معارك حرب الاستنزاف.

هل نسى هؤلاء الظلاميون مشاهد تصدى شعب السويس الباسل فى حرب ٧٣ لمعدات العدو الصهيونى مما دعا شارون جنرال إسرائيل المتغطرس أن يطلق صيحته الشهيرة «إننا لن نستطيع هزيمة هذا الشعب»!

هذا هو شعب مصر وهذا هو جيش مصر «تاريخ من التلاحم من النضال والتواصل عبر الأجيال» جيش وطنى عظيم يتم تصنيفه بأنه الجيش الوحيد فى العالم الذى يحظى بحب شعبه، مسلمين ومسيحيين.

لقد علمتنا كتب التاريخ وتجارب السنين أن هذا الشعب لن ينكسر أبدًا وأن هذا الجيش لن يقهر رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين، وأننا شعبا وجيشا سنظل فى رباط إلى يوم الدين، وستظل تنطلق دوما أجراس الكنائس وأصوات المآذن فى كل ربوع مصر التى تشع نورها وحضارتها وتاريخها وتراثها على العالم كله، لأن هذه هى مصر التى اكتشف خيرها سيدنا يوسف وأوصى عليها نبينا محمد وأخبرنا أن بها خير أجناد الأرض.. إنها مصر وستبقى مصر.. رغم أنف الجميع..

تصور ظلاميو داعش أنهم سوف يرفعون العلم الأسود الكئيب على كمين البرث جنوب رفح إيذانًا بإعلان ولاية سيناء لكن بواسل الجيش المصرى لم يمكنوهم فخابت كل مآربهم وتكبدوا خسائر فادحة، ربما أنها ستكون الحلقة الأخيرة فى وجودهم فى أرض سيناء الطاهرة.

أراد هؤلاء الظلاميون أن يرسلوا رسالة للأجهزة الاستخبارية التى تقف وراءهم أنهم ما زالوا موجودين لكى ترسل لهم حقائب ملايين الدولارات التى يحصلون عليها مقابل جرائمهم وأعمالهم الدنيئة ضد الجيش المصرى.. ولم تعد تعرف الأجهزة والدول الممولة والمارقة أن فلول الإرهاب فى سيناء أصبحوا لا يملكون سوى العبوات الناسفة التى تزرع ليلًا فى غفلة وأنهم ليس لديهم قوة المواجهة.

المهم.. أن تطورات مهمة وخطيرة بات يشهدها الآن ملف مكافحة الإرهاب على المسرح الدولى عقب انعقاد القمة الأمريكية العربية الإسلامية فى مايو الماضى، وعقب تعبير مصرالقوى والصريح عن موقفها من قضية مكافحة الإرهاب بكل وضوح من خلال الكلمة القوية التى ألقاها الرئيس البطل عبد الفتاح السيسى أمام هذه القمة، والتى وضعت المجتمع الدولى أمام مجموعة من التحديات التى ينبغى التصدى لها إذا ما اجتمعت الإرادة نهائيًا على القضاء الكامل على هذه الظاهرة.

لقد جاءت الإجراءات التى تتخذها مصر والإمارات والبحرين والكويت فى مواجهة قطر.. بعد صبر طويل على تورطها فى دعم وتمويل وإيواء الجماعات الإرهابية.