الإثنين 25 نوفمبر 2024

حمدى رزق يكتب: السيسى يجتاز العام الرئاسى الأخير بنفس طويل..

  • 14-7-2017 | 18:07

طباعة

مثل عداء المسافات الطويلة، يقطع الرئيس السيسى الماراثون الرئاسى بخطوات واثقة، ونفس طويل، ومعاناة محسوبة، يبطئ قليلا، يجمع قواه مجددا لاجتياز العام الرئاسى الجديد، مدفوعا بتفاؤل تتحدث عنه المؤسسات المالية العالمية، مرتكنا على حائط الشعب المصرى الصلب، فات الكثير وبقى القليل على خط النهاية المحدد فى يوليو ٢٠١٨!.

العام الأخير من رئاسة السيسى ليس كمثله أعوام ثلاثة مضت، السيسى كمن يجرى على الأشواك، ويجتاز الموانع، ويقفز الحواجز، منطلقا بأقصى سرعة إلى خط النهاية، مسجلا إنجازه فى كشف حساب سيقدمه للشعب المصرى مشفوعا بالتضحيات الجسام، شاكرا لهم حسن الصنيع، هاؤوم كتابى.

تساءلت هنا فى «المصور» قبل عام: هل يمر الرئيس بمصر من مخطط حصار العام الثالث من رئاسته (٢٠١٧)؟

ونقلت ما يدور فى الأروقة السياسية والأمنية المصرية من مخاطر جمة تحيط بالرئيس فى عامه الثالث، عام المخاطر الكبرى، والمخطط الغربى لضغط الرئيس ليسلم بمصالحة مع الإخوان، ولم يخالجنى شك فى أن الرئيس بعزيمة شعب مصر قادر على المرور من مخطط العام الثالث من حكمه، بأقل الخسائر الممكنة، وتحويل المستحيل إلى ممكن، وفى الامكان طالما صدقت النوايا وثبت العزم، وتوفيق من الله عز وجل، ويمكرون..

وأعود إلى هذه السطور مجددا، التكرار يعلم الشطار، وقبل أن انطلق لتحليل مخاطر العام الرابع الذى ستجرى فيه الآنتخابات الرئاسية (٢٠١٨)، لعل وعسى نستيقظ ونفيق من نوبة الألم الآنية، والبكاء على اللبن المسكوب، والدم المهدور، ما ينتظرنا كثير.

يقينا سيترشح الرئيس عبد الفتاح السيسى لولاية أخرى وأخيرة، بحسب ما قرره الدستور، مدفوعا برغبة مقاتل فى استكمال معركة الوطن فى مواجهة قوى الشر التى تكالبت على مصر تكالب الأكلة على قصعتها طوال سنوات ست مضت، تستكمل بسابعة ٢٠١٨، لتكتمل دورة السبع العجاف، على أمل أن يعقبهن سبع ثمان تعوض المصريين خيرا عن صبرهم، وصبر جميل.

سجلت هنا عدة مخاطر نجت منها البلاد بإخلاص القيادة وصبر الشعب، تحدثت عن المخطط الاستخباراتى المرسوم لمصر إلا يكمل الرئيس السيسى مدته الرئاسية، وإذا أكملها إلا يعاد انتخابه مجددا، وشاء الله أن تسقط الحية الأمريكية الرقطاء «هيلارى كلينتون» وطاقمها المخترق إخوانيا فى الانتخابات الأمريكية، لتنجو مصر ورئيسها من مخطط شرير كان يستهدف إسقاط مصر بإحداث اضطرابات شعبية هائلة وخطيرة تشبه «ثورة الجياع» تصاحب برنامج الإصلاح الاقتصادى القاسى الذى شرعت فيه حكومة السيسى بشجاعة وإقدام، فنجت مصر بفضل شعبها الواعى من «هوجة» كانت حتما ستأتى على الأخضر واليابس وتعيد مصر عقودا إلى الوراء.

المخطط الخطير الذى حذرت منه باكرا أجهزة سيادية يقظة وسهرت على إجهاضه ولا تزال مرابطة على الثغور، مخطط استخباراتى مولته دويلة مارقة، واضطلعت بتنفيذه جماعة خارجة، وتبنته تنظيمات إرهابية تابعة، وشجعته منابر أمريكية ممولة، وبشرت به منصات إعلامية عاتية تخصصت فى قصف النظام المصرى، وشخصيات ذات باع إلكترونى باعت نفسها للشيطان، وما ادخرت تغريدة ولا تويتة إلا وألقت بها كالقنابل الحارقة تحرق الأرض من تحت أقدام النظام، والنماذج وبالاسماء لاتعد ولا تحصى فى مناسبات وأحداث تتجمع فيها البوم على شجر الزقوم وكل ينعق بالخراب .

كان مستهدفا خلال العام الثالث من رئاسة السيسى حدوث اضرابات عنيفة مصاحبة لتحرير سعر الصرف، وتقليص الدعم، وارتفاع أسعار المحروقات وما يستتبعه من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، فإما أن تفضى هذه الاضطرابات إلى سقوط الرئيس أو تآكل كثير من شعبيته بما لا يمكنه من الترشح مجددا أو يكتسحه مرشح (مجهول) يجرى تجهيزه وإعداده وتقييفه على مقاس المرحلة الخطيرة التى ظلوا يدفعون مصر إليها دفعا وبإصرار.

المخطط الغربى لإعادة الإخوان إلى الحكم أو عودتهم إلى الحياة أيهما أيسر، كان ولايزال مخططا ممولا بأموال عربية ضد الرئيس السيسى وتم فضحه أخيرا بكشف الغطاء عن رعاية وتمويل دويلة قطر لجماعات الإرهاب الإخوانية والمتأخونة، المخطط لم يكن خافيا على الأجهزة السيادية المصرية وتعلم تفاصيله علم اليقين وبالخطوة وبالاسم وبالتاريخ، ونسخ منه تم تسليمها لعواصم عربية وأخرى غربية لدمغ قطر بتمويل ورعاية الجماعات الإرهابية، وتحدث به مسئول أمنى رفيع المستوى فى جمع من الزملاء، وكنت حاضرا، وخيم على الحضور صمت مطبق غير مصدقين لهول ما يلقى على أسماعنا .

وسجلت هنا وبالحرف أن الهدف كان ولايزال إسقاط الرئيس السيسى، ومعه إسقاط مصر فى بحر الفوضى مجددا، مخططو هذا المخطط يعتبرون السيسى بشخصه تحديدا العقبة الكؤود أمام عودة الإخوان إلى الساحة المصرية والعربية والإقليمية، قوض حكمهم، وكشف وجههم القبيح.

ويمضى المخطط إلى محطته الراهنة، إزاحة السيسى يضمن عودة سريعة للإخوان بعد أن ضاقت بهم العواصم العربية والأوربية، لندن تبحث أمرهم، والدوحة بعد مقاطعة الرباعى العربى حتما ستتخلص منهم قريبا، وتركيا صارت تنوء بحملهم، والمصالحة بين الإخوان والنظام لن تؤتى ثمارها طالما المصنف عدوا للإخوان فى السلطة، كما يتخيلون أو تهيئ لهم خيالاتهم المريضة، فإن عودة الإخوان مرتهنة باختفاء السيسى، الإخوان والسيسى.. لا يجتمعان!!.

ورصدت ضمن ما رصدت «حديث المصالحة» الذى بات يتردد على ألسنة شخصيات مصرية مخاتلة مصنفة أمريكيا، ويتردد صداها فى الفضاء الالكترونى الذى يأمه الإخوان والتابعون، ليعاد بثها من خلال مقالات بأقلام إخوانية فى صحف إخوانية لاتزال تصدر فى مصر، فى محاولة التفافية من حول رأس الرئيس، لإيجاد ثغرة فى جدار الرفض الشعبى العارم للإخوان، استغلالا لقسوة الإجراءات الاقتصادية، على طريقة ماذا جنيتم من خلع الإخوان، ماذا أعطاكم السيسى وقد بشركم بالمن والسلوى؟!.

مثل هذا الخداع السمعى والبصرى تسمعونه الآن فى الاسواق نقلا عن الجزيرة القطرية وقنوات الإخوان فى تركيا، وزاد طنينه مع افتعال قضية «تيران وصنافير»، وصار عاليا مع رفع الدعم عن المحروقات وشرائح الكهرباء الجديدة، وسيطنون كالذباب من ساعته وحتى تجرى الانتخابات الرئاسية التى يتحضر لها مرشح إخوانجى مدعوما من التنظيم الدولى، هو الآن فى مرحلة التحضير ويظهر فى مناسبات احتجاجية تأخذ سمت المناسبات الاجتماعية كفطورات وسحورات رمضانية، وسط النشطاء والمعارضين على أنه منهم، وهو ألد الخصام.

مرشح إخوانى..

عام ٢٠١٨ يحمل من البشارات المتفائلة قدر ما يحمل الصعوبات المؤلمة، فبعد أن مررنا بعام المخاطر بأقل الخسائر، ويتجهز الرئيس لجنى بشائر خطة الإثمار الاقتصادى، مشروعات واكتشافات غازية، الإخوان، يتحضرون الآن لمجابهة السيسى ترشيحا، ومعلوم أقطاب التيار المدنى لن يكون لهم نصيب من الترشيح، أوراق جافة محروقة شعبيا، إلا المغامرين منهم الذين يتبضعون بالترشيح شهرة أو مالا، فقط يحرثون الأرض بضجيجهم العالى توطئة لمرشح التنظيم الدولى للإخوان.

 وكأنهم لم يستوعبوا «درس فيرمونت» وجريمة «عصر الليمون»، عندما وقفوا فى ظهر المرشح الإخوانجى الخائن محمد مرسى العياط يشدون أزره ضد مرشح الدولة المصرية العميقة، صفوا فى صف جماعة خائنة فى مواجهة دولة وطنية، عجبا لم يستنفدوا بعد مرات الرسوب السياسى، فيكررونها الآن سافرين الوجوه، لا يخجلون. 

 المخطط ليس خافيا، «هو اللى بيزمر بيغطى دقنه»، معلوم أن أى مرشح إخوانى لن يرضى عنه الشعب، سيقذفونه بالبيض والطماطم الفاسدة على قارعة الطريق، وسينال خسارة من صنف خسارة الإخوان، أدمنوا الخسارة، ويبحثون ويجدون فى البحث عن بديل للترشح بمواصفة مدنية، يخدع الشارع، وينال دعم الإخوان مقابل عودة الإخوان للعمل والتسلل بين الصفوف مجددا.

عبد المنعم أبو الفتوح مرشح التنظيم الدولى، معلوم يجيد التسلل والتزلف ويملك صلات مع تيارات مدنية لاتأنف رائحة الإخوان طالما ستنال حظوتهم، وحاولت قبلا ووصلا مع السيسى، ولكنه أعلن باكرا أنه غير مدين لأحد من بعد الله سوى للشعب المصرى، وليس مدينا بفواتير يستوجب تسديدها، وجربهم وصالا فنكثوا كعادتهم، وتولوا عند الزحف.

فى سؤال لفضائية BBC عربية الموجهة لتخريب الداخل المصرى، لم يغلق عبد المنعم أبو الفتوح الباب أمام سؤال حول إمكانية ترشيحه، بل طفق يتحدث عن نزاهة الانتخابات، وشروط الاستحقاق الرئاسى فى رسالة موجهة للغرب أن يتدخل فى الانتخابات المصرية، يطمع فى رقابة دولية، يرسم نفسه مرشحا محتملا وهو ما صرح به سابقا الدكتور سعد الدين إبراهيم فى حوار فضائى شهير.

ومعلومات تقول يجرى أيضاً تجهيز المستشار هشام جنينة بديلا لأبو الفتوح إذا تعذر ترشيح الأخير، ورسم جنينة باعتباره محاربا للفساد، ويجرى تأكيد الصورة بعد إبعاده عن رئاسة الجهاز المركزى للمحاسبات بقانون رؤساء الهيئات الذى صدر أخيرا.

المهم الآن لجماعة الإخوان والتابعين وجود مرشح ينادى بالمصالحة مع الإخوان محملة على بضاعة فاسدة عنوانها العريض «المصالحة الوطنية» لذر الرماد فى العيون عن مرشح الإخوان، أظنكم سمعتم هذا المصطلح يتردد أخيرا، وسيتردد كثيرا من الآن وصاعدا، للإخوان فى الانتخابات الرئاسية القادمة مآرب أخرى.

الإخوان كقيادة قطبية هاربة لا تهضم ترشيح أبو الفتوح، ولكنه يرضى تشوق شباب الإخوان فى الداخل لقيادة لم تختبر على الأرض، ثم أن أبو الفتوح لم يخرج منهم، والضفر ما يطلعش من اللحم، وهو أيضا رجل التنظيم الدولى الذى يعمل بإدارة استخباراتية غربية.

أبو الفتوح هو الخيار الإخوانى النموذجى الذى قد تبتلعه قواعد الجماعة، ويمكن ترويجه فى الأوساط الليبرالية، وهو فاتح خطوط اتصال دافئة مع كثيرين، ولا يزال ينسق مع تجمعات وتكتلات وأحزاب، وحمدين صباحى أعلن فضائيا قبوله أبو الفتوح على أرضية قبول أبو الفتوح لـ٣٠ يونيو، على أن يجرى التفاهم على تكييف ٣ يوليو الذى أتى بالسيسى رئيساً وهذا فى حوار فضائى مذاع.

أيضاً أبو الفتوح يحوز رضا مفتى الإخوان الدهقين يوسف القرضاوى، أبو الفتوح ابن له ليس من صلبه، وتربى فى حجره، القرضاوى الذى فشل فى رأب الصدع بين الجناحين المتصارعين إخوانيا، قد يرى فى أبو الفتوح حلا وسطا ومؤقتا بين جبهة محمود عزت، وجبهة الشباب، أبو الفتوح قدم هنا وقدم هناك، قد يقبل به الإخوان الآن حلا، وحبل إنقاذ لرقاب فى حبل المشنقة.

أبو الفتوح ابن التنظيم الدولى بل من عمد التنظيم، ومن أسس ووقف على تشكيلات وقواعد ومناهج التنظيم الدولى، وفصائل عدة فى أقطار بعيدة تدين له بالفضل وتراه مؤهلا لقيادة الجماعة والتنظيم، بل وفضله التنظيم على مرسى مرشحا للإخوان لولا تعنت جماعة بديع التى كان قد خرج عليها أبو الفتوح غاضبا مفارقا قبل التمكين!

تفجيرات واغتيالات..

الإخوان والتابعون لن يمرروا العام الأخير فى رئاسة الرئيس دون تصعيد، ومعركة رفح الأخيرة التى جرت فجر الجمعة الماضى اول القصيد، وسيكررونها لاحقا فى سيناء وفى الدلتا، بهدف الحاق اكبر قدر من الخسائر ونزف الدماء.

 سيفجعون الشارع بقصف أرضى وسيارات ملغومة واستهداف نقاط حدودية وارتكازات أمنية، واستهداف قيادات أمنية، نموذج اغتيال ضابط الأمن الوطنى بالقليوبية، سيشعلونها مجددا، وستتحرك خلاياهم النائمة تظاهرا كلما سنحت الفرصة ومع كل اجراء اقتصادى فى عملية ارباك استغلالا للازمة المعيشية، ولتمكين أذرعتهم الإرهابية من تنفيذ عمليات إرهابية فى مقدمة اهدافها الشرطة والمسيحيون والرعايا الاجانب مع حملة عاتية من الهجوم على الحكومة المصرية فى ملف حقوق الإنسان وتطويرها إلى ملف الاختفاء القسرى والهدف الحيلولة دون اعدام قادة الإخوان بعد صدور أحكام باتة ونهائية بحقهم!

قطر وبقية حلف الإرهاب الدولى لن تمرر للسيسى حصار ومقاطعة قطر وعزلها خليجيا وإقليميا ودوليا، وستعمد إلى تحريك جماعات الإرهاب على الحدود الغربية، ولعل اجهاض القوات المسلحة لأكبر محاولة لاختراق الحدود الغربية وتدمير قول من سيارات الدفع الرباعى من الجو، محاولة اولى وستتكرر لاحقا، ودوما درع الوطن جاهزة للتصدى، ويد الوطن طولى لدك معسكرات الإرهاب فى الغرب، وفعلتها وستفعلها كلما احتاج الامر إلى جراحة لتطهير الحدود الليبية المصرية من المتربصين.

إحاطة خاصرة الوطن بالعدائيات الحدودية لا يخفى على المراقبين، وإذا كانت مصر فى سبيلها لتحييد حماس وإقامة منطقة حدودية عازلة متفق عليها، فإن محاولة عزل قطر عن امتدادها الإرهابى فى ليبيا عبر التحالف الرباعى العربى كفيلة بتخفيف الضغط على الحدود الليبية، وإذا ما تمت عملية «حق الشهيد» كما هى مخططة ستتطهر سيناء من فلول الإرهاب بعد تنظيف «جبل الحلال»، وعملية الأطباق على الإرهاب فى سيناء والتى تدفع القوات المسلحة والشرطة ثمنها غاليا، ستؤتى ثمارها لاحقا بما يمكن من القضاء على خلايا الإرهاب الإخوانى فى الداخل المصرى.

الإرهاب الإخوانى يستهدف زعزعة حكم الرئيس فى عامه الأخير، وتقويض برنامج الاصلاح الاقتصادى، وضرب السياحة، وتأليب الاقباط، وكسر ارادة الشعب فى مواجهة عام أخير من سبع عجاف، لن يمر السيسى إلى ولاية جديدة إلا بثمن باهظ كما يخطط الإخوان، ويتجهزون لمعركة الرئاسة بإرهاب الرئيس، وترشيح يضمن لصوتهم البقاء فى الساحة بمرشح يحمل علم الإخوان.

 المخطط الذى يجرى متسارعا على الارض، ذهب أولا إلى شن حملة دعائية عاتية تستهدف اشاعة تآكل أرضية السيسى شعبيا، وللأسف سقط فى حبائله فضائيات ومعلقون ومراكز ابحاث، وصوروها وكأنها حقيقة لاتقبل الشك أو النقض أو التفنيد، ولكن هذا الزعم المريب يصطدم ويتكسر على حقيقة انه وحتى ساعته وتاريخه لاتزال شعبية السيسى بين المصريين تحول دون استزراع المخطط فى التربة المصرية، السيسى يتمتع بحب الغالبية، ولا يجدون لهذا تفسيرا رغم العنت الاقتصادى الذى يحاول زحزحته الرئيس عن كاهل بسطاء المصريين.

يصطدم المخطط الخبيث أيضاً بكتل وتكتلات صلبة تقف فى ظهر الرئيس، كتل متراصة من الدولة العميقة وأجهزتها ومؤسساتها التى ارتضته رئيساً واختارته على أعين منها، والأقباط الذين يرونه مخلصا من الاحتلال الإخوانى البغيض، والموظفين رغم محاولات اقلاقهم بشائعات مخططة تستهدف حرف دولاب الحكومة عن مهمته القومية فى تخفيف العبء على المواطنين وتيسير المصالح الحيوية للشعب، ولكنهم مصرون على البقاء فى دواوينهم رغم الدعوات المتكررة للخروج، والعمال والفلاحون والعاديون جميعا رهنوا مستقبلهم ومدخراتهم فى سفينة الرئيس، فضلا عن كتلة المرأة المصرية التى يجلها السيسى ويدفع فى جانبها، ويقبل رأسها كل حين، وكتلة عائلات الجيش والشرطة، المفجوعة فى شهدائها الذين ينزفون دما وألما ويبلسمهم الرئيس، كتل مجموعها تطيح بالمخطط، جميعها ترى فى السيسى مخلصا وأملا، عصية على الاختراق رغم عنت الأرزاق.

خلال العام الأخير، سيتركز المخطط الإخوانى على تفكيك أرضية السيسى شارعيا، استخداما خبيثا ومخططا للإجراءات الاقتصادية المؤلمة التى لا مفر منها إذا أراد الشعب يوما الحياة، ويخدم فى هذا المخطط البغيض بعض الحمقى وعديمى الخيال فى دولاب الحكم وفى الفضائيات، يحسبون انفسهم على الرئيس وهم ألد أعداء الرئيس، يخسر الرئيس كثيرا بغلظتهم، وتفاخرهم، وادعاء القربى من القصر، ورغم تنصل الرئيس من هؤلاء وقولته الشهيرة «مش مدين بفواتير لأحد» إلا أنهم مصرون على البقاء فى برواز الرئيس، فيه منافع، ولهم فيه مآرب أخرى، اعتباطا واهتبالا لصبر الرئيس عليهم إلى حين.

الحصار الاقتصادى..

المخطط يقوم على تشديد حلقة الحصار الاقتصادى بعد أن فسخ السيسى الحصار السياسى بتحركات محسوبة بعقلية استخباراتية واعية لما يخطط استخباراتيا فى عواصم بعينها، ولعل دفء العلاقات المصرية الأمريكية، والتواصل الساخن مع الرئيس الأمريكى ترامب وادارته، والتحول الحادث فى الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة واعتبار القاهرة إحدى عواصم ثلاث مهمة أمريكيا، بعد إسرائيل وقبل المملكة العربية السعودية.

وبلغ الاهتمام الأمريكى أن يوجه الرئيس ترامب دعوة شخصية للرئيس المصرى بحضور القمة «الإسلامية/الأمريكية» فى المملكة العربية السعودية تأكيدا على دعوة الرياض للرئيس، وكما تم رفع كل القيود الأمريكية على المساعدات العسكرية فى إطار المعونة العسكرية، وعودة مناورات النجم الساطع، والتواصل الساخن استخباراتيا لتطويق حركة الإرهاب الدولى فى المنطقة.

السيسى بصبر وأناة ينسج علاقاته العربية، والدولية، يحيد عواصم، ويجذب عواصم، ويقنع عواصم، وصار مدعوا كرئيس لدولة محورية قائدة فى الإقليم إلى كافة المحافل الدولية وآخرها قمة «الفيش جراد»، كما أن دعوته لتجديد الخطاب الدينى ووقوفه صلبا فى مواجهة الإرهاب المتشح باسم الدين حول دفة مراكز ومؤسسات وجامعات كانت تظهر العداء للرئيس، والكتابات الغربية فيما عدا استثناءات عدائية تتحدث جيدا عن الرئيس، كما أن المراكز والمؤسسات الاقتصادية تشيد بإجراءات الرئيس فى عمق الاقتصاد المصرى، كما رفعت المؤسسات الدولية تصنيفها للاقتصاد المصرى درجات كفيلة بتدفق الاستثمارات، ولعل تغطية سندات الخزانة المصرية فى بورصة لندن ثلاث مرات مؤشر ساطع على الثقة فى مستقبل الاقتصاد المصرى تحت سيطرة حكومة السيسى، وهذه المؤسسات والبورصات تحولت تماما، والمتابع لتحول مجلة «ذى إيكونوميست» البريطانية، من غلافها الشهير «خراب مصر» إلى «الرئيس عبد الفتاح السيسى بدأ فى إعادة مصر إلى مسار اقتصادى متزن» يلمح هذا التغير الذى أحدثته القرارات الاقتصادية الصعبة التى اتخذت فى الفترة الأخيرة، وتقبلها الشعب المصرى كالدواء المر محبة وثقة فى صدق الرئيس.

عام الرئيس..

الحضور الرئاسى الذى بات دائما فى القمم الإفريقية، وقمم الحوض، جميعها توطد اقدام القاهرة فى مساحات ونطاقات سياسية وتجمعات اقتصادية خلت قبلا، فاهتبلتها عواصم جارت على حقوق القاهرة مستغلة الغياب المصرى، ومكنت لدول وجماعات أن تعبث بالأمن القومى المصرى فى نطاقه الإفريقى والعربى.

هذا التمدد السياسى المحسوب بدقة يفتح مجالات جيدة للاقتصاد المصرى الذى بدأ يستعيد بعضا من قواه، وبات متوقعا بحسب مؤشرات المؤسسات العالمية أن يمر الاقتصادى المصرى من المرحلة الصعبة التى دخلها بفعل السنوات السبع العجاف رهانا على قوة الاقتصاد المصرى الذاتية، وتأسيسا على الإجراءات الاقتصادية التى طبقها السيسى اعتمادا على ثقة الشعب المصرى فى حكمه، فنجت مصر من إفلاس محقق، ولن أحدثكم عن وقائع مخطط إفلاس مصر لإسقاط السيسى.

المخطط قائم وبشدة، ومعلوم هز الثقة فى الاقتصاد المصرى يشبه هز شجرة عتيقة تحتاج وقتا وهزا متواصلا، وشهدنا احجام السياحة الروسية والايطالية والانجليزية عن المرور بالمقاصد السياحية المصرية والى الآن. وخبرنا المؤامرة الإخوانية على تحويلات المصريين فى الخارج، والتآمر على الدولار فى الداخل عبر الصرافات الإخوانية، ومررنا بسوق الفوضى على رفع الأسعار دون مبرر اقتصادى، وشهدنا المؤامرة على الصادرات الزراعية والحيوانية المصرية من الخليج حتى السودان، وفضح الاقتصاد المصرى عبر قضايا التحكيم الدولى، وكلها تصب فى مخطط القلقلة التى تخدم مخطط الخلاص من رئيس أحبه المصريون واختاروه على أعينهم. 

إذا كنت وصفت العام الثالث من ولاية الرئيس بعام الاضطراب الكبير، الجبهات مفتوحة، والأبواب مشرعة، فإن العام الرابع هو عام السيسى بامتياز، فيه يعنون حصاد الأعوام الأربعة، تسليح جيش باحدث ما انتجته الترسانة العالمية، جيش يتقدم فى التصنيفات العسكرية المتخصصة، صنف عاشرا وتصدر الجيش الإسرائيلى الذى جاء فى المركز السادس عشر وتصر بتقدمه نشرة CNN الأمريكية بعد أن تفوق حتى على الجيش الإيطالى لأول مرة، جيش مرهوب الجانب قوى وقادر وتخطب وده جيوش العالم مناورات وتدريبات مشتركة وزيارات ولقاءات مع قادة أقدم واعتى الجيوش العالمية.

واستكمال خارطة الطريق الاقتصادية بشق الطرق بطول وعرض البلاد لربط القلب بالأطراف، وإقامة ٩ مدن جديدة منها العاصمة الإدارية، وحفر انفاق ٤ تحت قناة السويس، وحفر ٣ خطوط مترو جديدة فى العاصمة القديمة، واستكشافات غازية وبترولية فى المياه العميقة وعلى الساحل الشمالى، تصل إلى حد الاكتفاء الذاتى عام ٢٠١٨ والتصدير لاحقا، و٤ مزارع سمكية تكفى وتزيد للتصدير، ومليون ونصف المليون فدان استصلاحا، وتجمعات صحراوية فى سيناء والوادى الجديد، وربط الوادى بسيناء، ومفاعل نووى، وصناعات مغذية، واحتياطى نقدى يجاوز لاحقا وقبل نهاية العام الأخير ما انتهى اليه العام ٢٠١٠ قبل أعوام الاضطراب.

توقعات متفائلة مبنية على عمل شاق طوال ٣ سنوات فى مواجهة مخطط خبيث عمره ٦ سنوات عجاف، كلفت مصر ما لا تحتمله اقتصاديات عريقة، ولا دول ثرية، ودون احتياطات سوى المخزون الطبيعى فى عزم المصريين..

● ● ●

خلاصته، أهل الشر يتربصون بالسيسى، والسيسى مؤمن بالشعب المصرى من بعد الله سبحانه وتعالى، ولا يطلبها ملكا عضودا بل ناشد كل من يرتضيه الشعب وينشد إصلاحا الترشيح، والشعب هو صاحب القرار والاختيار. 

 

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة