الثلاثاء 28 مايو 2024

تميم العار!

14-7-2017 | 18:16

بقلم – عبد اللطيف حامد

كان الله فى عون الأحرار من الشعب القطرى، فهم يرون وطنهم يسرق أمام أعينهم فى ظل خطايا أمير العار تميم بن حمد الذى فتح بلاده سداح مداح للرئيس التركى الموتور، رجب طيب أردوغان، الئ ينتهز فرصة لن تعوض للتمدد، وإنعاش حلم الخلافة على حساب دول الخليج من بوابة الدوحة.

 

من المؤكد أن الوطنيين فى الإمارة يشعرون بغصة فى الحلق، وحسرة فى القلب، وضيق فى التنفس كلما شاهدوا عساكر الترك يتوافدون على وطنهم فرادى وجماعات، خاصة أن أردوغان قفز بالبراشوت على الدوحة فور المقاطعة العربية لها لردعها عن دعم التنظيمات الإهاربية فى الدول العربية بالمال والسلاح والتدريب، وصولا إلى علاج جرحاهم، واستقبال قيادات الإرهاب، على عينك يا تاجر.

خيبة الله على تميم العار باع العروبة وأشقاءه فى مجلس التعاون الخليجى، وأهدى مفاتيح بلاده إلى ديكتاتور أنقرة، فسارع إلى برلمانه ليمرر اتفاقية إنشاء قاعدة عسكرية تركية فى قطر بليل قبل أن يفيق الشعب من هول صدمة الخلاف مع الجيران، ولقطع الطريق على ظهور رجل حكيم داخل الأسرة الحاكمة يوحد كلمتهم، وينزع ورقة التوت عن عورة تميم، وكشف سوء إدارته للبلد، والتمرد عليه أو عزله من الحكم حفاظا على الوطن، أردوغان لم يفكر أو يدرس، أنقض على رقبة الدوحة، وهى سكرى، تترنح من كوارث تميم وأبيه وجده، ومستشار السوء أمه موزة، ما بين غمضة عين وانتباهتها دنس جنود ومعدات عسكرية لأحفاد العثمانيين أراضى الإمارة.

السلطان التركى المغرور من الواضح أنه لا يكتفى بمجرد التواجد العسكرى بقطر، فهو يسابق الريح لعزل الإمارة نهائيا عن محيطها العربى والخليجى، مستغلا هواجس تميم من الإطاحة به، فحسبما تردد قيادات المعارضة القطرية، هناك طلب تركى مقدم للحكومة والنظام، لتغيير علم الدوحة إلى علم مشابه لعلم أنقرة، وعلى ما يبدو ستتحول قريبا الأولى إلى محافظة أو ولاية فى خلافة أردوغان الوهمية، والويل للخونة، ومن يحولهم عناد الحرص على نسج الخيوط، وتدبير المخططات مع الإرهابيين إلى التآمر حتى على شعوبهم، واستقلالهم.

الشواهد والمؤشرات واضحة أن الدوحة لن يكون أمرها بيدها، ولا قرارها من دماغها طالما ارتمت فى أحضان الأتراك، وصناعة القرار لا محالة سيقودها ـ غصبا عن تميم العار ـ والى أردوغان فى الإمارة ثمنا للحماية من فورة غضب قادمة عاجلا أم أجلا من شرفاء قطر لضبط إيقاع حكم آل حمد، فاللصبر حدود، ولا يمكن لحاكم أيا كانت مساندته من قوى خارجية أن تنقذه من رغبة شعبه فى إسقاطه، فلا تسامح لهذه النوعية من أمراء الاستقواء بالخارج، وجلب الاحتلال لبلاده دون وازع من ضمير أو حمرة خجل، وستطارده اللعنات والطعنات على مدى التاريخ على فعلته الخسيسة، ويطوقه الوحل أينما ذهب أو حل.

تميم العار لم يكتف بالاحتلال التركى للإمارة بل ساقه عمى البصر والبصيرة إلى تقديم دويلته على طبق من ذهب لملالى إيران، ليعيثوا فسادا فيها، ثم يتخذونها مدخلا لمناوشة دول الخليج كلها وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية، الحرس الثورى الإيرانى يصول ويجول فى الشوارع والميادين، يضيق الخناق على الشعب القطرى المغلوب على أمره، لا سبيل للتعبير عن رفضهم إلا من خلال «السوشيال ميديا»، يواجهون مرارة الموقف المؤلم بالنكات اللاذعة، والتعليقات الحزينة، وصور وفيديوهات المهانة، من عينة «شاحنات إيرانية تغزو قطر الموضوع أصبح بلا حياء ولا ذمة وضمير» و«سنة وتتحول قطر إلى محافظة إيرانية» و«الأشقاء اختفوا من شوارعنا، والأتراك والإيرانيون يزاحموننا».

النظام القطرى الفاشل نسى جرائم إيران فى العديد من الدول العربية، وتلويث يدها بدماء المسلمين السنة فى العراق وسوريا واليمن، وتهجير السنة من منازلهم، وبلادهم، وتسكين الشيعة الإيرانيين فى الحال، نفس الباصات التى جاءت بهؤلاء تحمل أولئك، وحسبنا الله ونعم الوكيل، مع حبك المؤامرات الواحدة تلو الأخرى ضد عدة عواصم عربية لضرب استقرارها، ونشر المذهب الشيعى فيها، لكن تميم وعصابته يعادون كل العرب والسنة لخطب ود طهران ومرشدها الأعلى.

مطلوب من دول المقاطعة الأربع أن تنسق مواقفها مع كافة الدول العربية وغير العربية لمحاصرة قطر اقتصاديا بالدرجة الأولى، والتركيز على جريمة دعم قطر للإرهاب لأنها تشغل المجتمع الدولى شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، لردع الدوحة، وفى الوقت نفسه إفساد مخطط أنقرة وطهران لاتخاذ الإمارة الضالة شوكة فى ظهر العرب بحجة أنهم «الصدر الحنين» لتميم العار.