الأحد 9 يونيو 2024

شيوخ سيناء: الحرب حربنا.. ولن نتخلى عن جيشنا

14-7-2017 | 18:20

شمال سيناء : سميحة درويش

يقينا لا يمكن لأحد أن يشكك فى وطنية أبناء سيناء، يعشقون تراب الوطن ربما أكثر من غيرهم، والقلة الخارجة عن التقاليد السيناوية لاتمثلهم ولا يمكن أن تشوه الصورة العامة للقبائل المعروفة بتاريخها الوطنى، لكن فى مواجهة الإرهاب يتطلب الأمر أن يساهم كل مواطن بقدر ما يملك، وأهل سيناء لديهم الكثير الذى يمكن أن يقدموه فى المواجهة، وكما كان لأهالى وأبناء سيناء دور بطولى لا ينساه أحد فى حرب ١٩٧٣، لابد أن يستمر هذا الدور ويزيد الآن، فالإرهاب ليس أقل خطرًا على الوطن من العدوان الإسرائيلى، وإذا كان الإسرائيليون لهم جيش نظامى، فالإرهاب خفافيش ظلام تحتاج مواجهتها عينا يقظة وتكاتف جهود ومعلومات لحظة بلحظة، وهذا لا يقدر عليه سوى أبناء سيناء.

سألنا اثنين من كبار رجال سيناء.. كيف يمكن أن يواصلوا الدعم فى الحرب ضد الإرهاب فأكد الشيخ عيسى الخرافين شيخ مشايخ قبيلة الروميلات أن أبناء القبيلة ومعظم قبائل شمال سيناء يقفون خلف الجيش على قلب رجل واحد، ومصرون على الثأر لأبناء القوات المسلحة وشباب البدو الذين راحوا ضحية الغدر والعدوان لتعاونهم مع الجيش فى القضاء على الإرهاب الأسود الذى طال سيناء التى شهدت بطولات وصولات لأبنائها المجاهدين فى حروبها إبان الاحتلال فى ٦٧ حتى نصر ٧٣.

وأضاف الشيخ عيسى أن السبيل الأوحد الآن هو احتضان شباب القبائل بدعمهم الفعلى بالسلاح ووسائل الانتقال والأجهزة التى تسهل التعاون السريع مع قيادات الجيش فى الظروف التى تحتم ذلك – ولن يتم هذا إلا بتدريب الشباب والتيقن من حسن ولائهم للوطن قبل تدريبهم على وسائل الهجوم والدفاع والعمل على توزيعهم على النقاط التى تحتاج حراسة دورية لا تنقطع طوال ٢٤ ساعة..

الخرافين شدد على أهمية اتساع صدر القيادات المسئولة بالجيش لشباب البدو المتطوعين وهم كثر لدعم الخطوط الخلفية والمناطق التى تحتاج إلى عيون ساهرة من البدو، وهو ما يختلف كل الاختلاف بالاعتماد عليهم دونا عن غيرهم له من الأسباب القوية التى تدعم مطلبنا، وهنا نسوق المثل الأشهر والأعم «أهل مكة أدرى بشعابها”... ونحن البدو بحكم البيئة وعاداتها وحياتنا التى تعتمد على الطبيعة المحيطة بنا كمثال تسلق الجبال وسلك دروبها يختلف عنا فيه كل من أبناء الوادى الذين اعتادوا حياة فى بيئة مختلفة تمامًا... وأنا أعلم علم اليقين أن البدوى الذى سيكلف بالحراسة ستكون لديه القدرة على سماع وقع أى أقدام على بعد ١٠ كيلو مترات عما إذا كان قائما عليها من لم يخبر البيئة وظروفها التى يحيطها السكون والهدوء..

وعلق الخرافين على الدفعة الأولى من بدو القبائل التى بدأت مواجهة الإرهابيين بقيادة قبيلة الترابين بأن النية قائمة ومبيتة لإعادة توزيعهم لحراسة النقاط التى تطلب ذلك بعد أن نجحوا مسبقًا فى القضاء على كثير من عناصر الإرهابيين فى الآونة الأخيرة، وأصبحوا مدربين بالفطرة على المشاركة الفاعلة فى المرحلة المقبلة.

وحول بعض العناصر من قبائل البدو التى خرجت عن عرفها وتقاليدها وولائها لسيناء أكد الشيخ عيسى أن معظمهم ممن خان الأرض والعرض، قد تمت تصفيتهم فى الاشتباكات التى جرت بينهم وبين قوات الجيش مما يشى بأن من يشارك حاليا وتحديدًا فى عملية قرية البرث ليسوا من بدو سيناء إنما من أبناء الوادى وجنسيات أخرى.. فنحن نعرفهم من ملامحهم.. ولا ننفى أن هناك من بعض البدو وهم قلة قليلة ممن أرشدوا عن المتطوعين من أبناء القبائل ممن انضموا لصفوف الجيش مقابل حفنة من المال أو تحت وطأة أفكار مسممة سيطرت على عقولهم.. وهم لا يتعدون نسبة ١٠٪ الآن بعد تصفيتهم فى عدة اشتباكات أبلت فيها قواتنا المسلحة بلاء حسنا بتحرير رفح والشيخ زويد منهم.

ويعلق الخرافين على اتهام البعض للبدو بالخيانة قائلًا إن تاريخ بدو سيناء يتحدث عن نفسه – وقيادات الجيش تعلم علم اليقين أن لبدو سيناء روح قتالية وعيون ساهرة وعلى استعداد للفداء بأرواحهم لتطهير سيناء.

وناشد الخرافين الجهات المعنية وعلماء الأزهر بضرورة مراجعة المناهج الدراسية والدعوات المحرضة على الوطن وتفعيل دورهم الأساسى فى التنوير والتبصير بصحيح الدين، حيث إن بعض شباب القبائل ممن تم استقطابهم ولقوا حتفهم فى الاشتباكات العديدة كانوا مؤمنين بأفكار سوداء مدسوسة على الدين لتحريكهم ضد الدولة تحت غطاء دينى مشوه.

وأضاف أن الأجهزة الأمنية على علم تام بكل شبر فى سيناء وماذا يجرى عليه ولا ننفى عن بعض القبائل التى خرج منها بعض الجانحين من أبنائها من الروميلات والسواركة الذين يقطن بين ظهرانيها الإرهابيون من أبنائهم – وفى القريب العاجل ستكون مطهرة تمامًا منهم.

من جانبه قال الشيخ عبدالله جهامة شيخ مجاهدى سيناء إن المخابئ والأنفاق التى يلوذ بها التكفيريون بقرية البرث معروفة وقد تمت مداهمتها كثيرًا.. غير أن البعض يخشى من تهديدات الإرهابيين لهم والبعض الآخر يسرع بإخبار الأجهزة المعنية... فالأمر ليس هينًا ولا بالصورة التى يتخيلها البعض بأن محاربة الإرهاب فى منطقة مأهولة بالسكان سهلا.. وفى نفس الوقت هناك بعض العناصر وإن تراجع عددها من الإرهابيين ممن ينتمون لحوالى ٣٦ قبيلة وعائلة على مستوى شبه جزيرة سيناء.. تضييق الخناق عليهم بدا واضحًا فى الآونة الأخيرة وسوف يتم القضاء عليهم لا محالة.