بقلم : ناصر جابر
لا يخفى على أحد مدى الحال المتدني الذي وصل إليه إعلامنا خاصة بعد تغول القنوات الفضائية والمنافسة الشرسة لجذب المشاهد إليها بأي وسيلة وبأي توابل إعلامية او حتى درامية .. ان التدهور الذى لحق بالاعلام المصري لا يقل شأناً عن التدهور في انتاجنا الدرامي فأصبح معظم ما يقدم من مسلسلات تليفزيونية تقتحم منازلنا وعقول شبابنا واطفالنا لا تراعي أبسط القيم والاخلاق الشرقية والمصرية الاصيلة التى تربينا عليها .. والمحزن تدني ريادة مصر اعلاميا ودراميا بعد ان كانت تحتل المكانة الاولى والمركز الاول عربيا وإفريقيا وعالميا اصبحنا في مكانة لا نحسد عليها خاصة خلال العشر سنوات الأخيرة .
ومخطئ من يتصور أن تأثير الدراما والإعلام على المجتمع المصري وسلوك افراده هينا فقد أكدت الدراسات التى أجرتها بعض مراكز البحوث المتخصصة ان الدراما والاعلام وبرامج التوك شو أثرت سلبا على ألفاظ وسلوكيات الصبية والاطفال والشباب وان نسبة كبيرة من الجرائم التى تحدث في المجتمع لعبت الدراما المسفة والاعلام المضلل بنسبة كبيرة في حدوثها .
واستنادا للمادة الرابعة من قانون 92 والخاص بتنظيم الصحافة والإعلام خاطب المجلس الاعلى للاعلام والصحافة الذي يترأسه الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد عندما الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية لبدء تطبيق الكود الأخلاقي الإعلامي لتنظيم العمل الاعلامي والانتاج الدرامي اعتبارًا من منتصف الشهر الماضي علي أن يبدأ تطبيق الغرامات التي حددها علي القنوات الفضائية التي تبث أشياء خارجة عن القيم المجتمعية بداية من 15 يونيه لعام 2017.
إن الكود الأخلاقي يتضمن شقين.. الأول: هو حق كل إعلامي في أن ينحاز لوجهة نظر بلده بأي وسيلة.. والشق الثاني: هو التزام الإعلامي أو الصحفي بألا تتضمن عباراته سبًا أو قذفًا. أو تجريحًا لأشخاص وأن يكون الرأي والنقد محل الخلاف موجهًا إلي المحتوي محل الخلاف ولا ينسحب علي شخصه".وأن هذا الكود الأخلاقي ليس بديلا عن ميثاق الشرف الصحفي ومدونة السلوك المهني للأداء الصحفي والإعلامي.. بل مكملاً لهما.. فنحن في حاجة إلي إعلام منضبط في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها بلدنا ومنطقتنا.
أننا نريد إعلامًا مسئولا بكافة وسائله.. يكون أداة بناء لا معول هدم.. إعلامًا هدافًا. لا إعلاما هادما.. إعلامًا يساعد علي الاستقرار. لا إعلاما يساعد على الفوضى.. يقرب لا يفرق.. لا يثير الفتن والمشاكل.. يحمي القيم والمبادىء. لا أن يهدرها.
أن الانضباط الإعلامي لا يعني تقييد حرية الرأي.. ولكن الحرية المطلوبة هي الحرية المسئولة.. التي لا تسهم في هدم الوطن أو الإضرار به وبمصالحه الداخلية والخارجية.
المهم والأكثر اهمية أن تلتزم القنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية والصحفية بما جاء في الكود الإعلامي الأخلاقي التزامًا أخلاقيًا وأدبيًا وقانونيًا.. للحد من الممارسات العشوائية وتعزيز الممارسة المهنية. واستعادة مكانة الإعلام المصري وريادته..أتمنى!!