واصل ملف الأزمة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر سيطرته على اهتمامات الصحف السعودية الصادرة اليوم.
وأشارت صحيفة "الجزيرة" في افتتاحيتها، بعنوان "دولة قطر: من الضياع إلى المجهول؟!" إلى أن توسع دائرة الوساطة لتتسابق الولايات المتحدة الأمريكية وكل من الدول الأوروبية الكبرى بزيارة المنطقة لعرض وساطاتها لحل الأزمة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر مع جيرانها لا بأس به، إذا كان سيساعد في حلحلة موقف شيوخ قطر من تعاملهم مع الأزمة.
وأكدت أن"اتفاق قطر مع وزير خارجية أمريكا على محاربة الإرهاب لا يعوّل عليه، وهو كذرِّ الرماد في العيون، إذ كيف لدولة كقطر غارقة بممارسات الإرهاب ودعمه تتفق على محاربته، كيف لها أن تتفق مع أمريكا على موقف كهذا، وترفض ذات الموقف مع الدول الشقيقة التي تدعو إلى محاربته، وما قيمة مثل هذا الاتفاق، وكل الوثائق والمؤشرات تؤكد ضلوع الدوحة بممارسة التطرف والإرهاب على نحو مضر باستقرار وأمن المنطقة، وكيف نفهم موقفاً قطرياً كهذا في ظل وجود أدلة قاطعة بين أيدينا على أن قطر تقول شيئاً وتمارس ما يناقضه، وأنها توقع الاتفاقيات واحدة بعد الأخرى مع أشقائها وغيرهم، ولا تلتزم بما يؤكد مصداقيتها واحترامها لما تكون قد وافقت عليه".
وبالمثل قالت صحيفة "اليوم" السعودية، تحت عنوان "قطر.. وتتابع سقوط قطع سلة الغسيل" :"نعرف ساسة وسياسة بلادنا عز المعرفة، ونعرف كيف يديرون أمور الدولة بالكثير من الرصانة والحكمة والحلم، بعيدا عن ردود الأفعال المتشنجة أو العاطفية، ونعرف ما يمتلكونه من سعة الأفق والأناة والحلم، والصبر على مكاره الأخوة وتجاوزاتهم أحيانا، ولعل الكثيرين من ساسة العالم يحسدونهم على قدرتهم الفذة على التحمل وطول البال، والعفو عند المقدرة، خاصة حينما يتصل الأمر بالحفاظ على وحدة شعوب الأمتين العربية والإسلامية، ووحدة الكلمة، وتراص الصفوف، وكم تجاوزوا من حماقات الآخرين في سبيل رعاية مصالح الأمة.
وأسهبت بالقول :" عندما تجاوز الأمر كل الحدود التي تتحملها الأناة، واستوعبها الأخوة، وعندما طفح الكيل، اكتشف العالم كله من خلال تقرير الـ Cnn والذي استعرض تعهدات قطر مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله-، ثم نكوصها عنها وأن البنود الـ (13) كانت تتحرك بمنتهى الحلم والرحمة مع نظام اختار لنفسه سبل الهدم والفرقة، وزرع الفتن، وتقويض الأمن، غير أن حلم الساسة السعوديين قد أجل فيما مضى كشف هذه الملفات، إلى اللحظة التي لم يعد فيها بد من كشفها أمام الناس.
واختتمت صحيفة اليوم مقالها بأن محاولات هدم الأنظمة العربية وتحريض وتدريب فصائل إرهابية هي المهمة المستحيلة التي يجب أن تدركها قطر، قبل إقفال خطوط الرجعة المتاحة الآن بتنفيذ مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.