قال الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، إن النصب هو استخدام التضليل للحصول على أموال الآخرين أو امتلاك بالباطل عن طريق الغش والخداع والمراوغة والتزييف، مشددا على أن النصب عملية قديمة منذ الأزل لأن دافع التملك من أبرز الدوافع عند الإنسان، فكل الصراعات والجرائم كان الدافع ورائها التملك لأنه يعطي شعورا بالقوة والسيطرة.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا السبب يفسر وقوع حوادث "المستريح"، التي يقع فيها المواطنين ضحايا للأشخاص النصابين، مشيرا إلى أن النصاب والمنصوب عليه سيكولوجيتهم واحدة باختلاف بعض الفروق الطفيفة، ومن الصعب حصر ضحايا النصب لأن البعض يفضل عدم الإبلاغ عن ذلك حتى لا يصابوا بوصمات غير مرغوبة والبعض قد يلجأ لكبير العائلة بدلا من الشرطة.
وأشار إلى أن هناك وسائل للنصب عبر الإنترنت، لذلك من الصعب حصر عدد حوادث النصابين لكن تظهر الجرائم الكبرى مثل "المستريح" وكان آخرهم مستريح أسوان، موضحا أن أشهر العمليات راح ضحيتها 68 ألف مصري داخل البلاد و13 ألف شخص في دبي بخلاف الأشخاص الذين لم يعلنوا عن أنفسهم.
وأضاف هندي أن عملية النصب لا تتم إلا من خلال 3 عوامل هو وجود النصاب والمنصوب عليه والمناخ المحيط بهم، مشيرا إلى أن أبرز سمات شخصية النصاب هي الكذب والمراوغة والخداع والتضليل وكذلك المبالغة في الحديث عن نفسه والأرباح التي يجمعها، كما أنه يتسم بأن لديه تاريخ طويل من الاضطراب بدءا من الغش في الامتحانات والسرقة من البيت أو زملائه وتقلبات عديدة وتاريخ من الفشل في المشروعات بجانب الطموح المفرط.
ولفت استشاري الطب النفسي إلى أن النصاب لا يعطي للواقع قيمة ويقع أسيرا للذاته واحتياجاته بصرف النظر عن أي اعتبارات قانونية ولا يشعر بالذنب مهما كان عدد الضحايا وآلامهم، كما أنه يتمكن من معرفة نقاط الضعف في ضحاياه واستغلالها مثل رغبتهم في الكسب السريع والتي هي سمة مشتركة بين النصاب والضحية، وفي الوقت نفسه يمكنه طمأنة ضحاياه من خلال ضمانات وهمية.
وأكد أن النصاب ضعيف للغاية أمام المال ويتسم بالبذخ والرفاهية ولا يدرك المخاطر بسلوكه المنحرف وفي حالة إنكار دائم للواقع وكذلك لديه رغبة في الانتقام، مشيرا إلى أن المجني عليه له تركيبة نفسية أول سماتها أنه يكون طماع ولديه رغبة شديدة في الثراء والتملك ويبحث عن طرق جديدة وغير مألوفة للكسب السريع بأقل جهد أو بدون مجهود ما يجعله مادة سهلة للنصاب كما يتسم بالكسل والذكاء المنخفض.
وأشار إلى أن الحرمان الشديد ونمط الحياة الاستهلاكي يجعلان الشخص إما ضحية للنصب أو يقوموا بالنصب لإشباع تلك الاحتياجات، كما أنهما يمتلكان الخيال الواسع لرسم حلم الثراء السريع وهو خيال سلبي بجانب ضعف الوازع الديني، وهي كلها سمات مشتركة بدءا من حوادث النصب والـ"3 ورقات" في قديم الأزل وحتى الحوادث الكبرى التي يجمع فيها المحتالون مليارات الجنيهات.
وشدد على أن النصب لن يتوقف إلا بالتوعية وبحزمة قرارات وقوانين تغلظ عقوبة تلك الجريمة القانونية، وكذلك فتح مشروعات صغيرة للأشخاص لفتح أبواب أمل لهم وتيسير إجراءات تلك المشروعات حتى لا يكونوا ضحية للنصب من أجل عائد مالي كبير.