الأربعاء 15 مايو 2024

حقيقة صورة أبو الهول مغلق العينين.. كبير الأثريين يوضحها

أبو الهول

تحقيقات15-5-2022 | 14:04

أماني محمد

جاءت صورة أبو الهول التي ظهر مغمض العينين لتثير اهتمامًا كبيرًا على مستوى العالم، فيما نفى متخصصو الآثار حقيقة الصورة، وأن ما ظهر يرجع إلى التقاط الصورة من زاوية خاطئة وبفعل العوامل الجوية، معتبرين أنها تأتي ضمن سلسلة من الشائعات التي طاردت الأثر على مر السنين وحتى اليوم.

فيما اقترح البعض استغلال الصورة في الترويج للسياحة وفتح موقع أبو الهول للزيارة مجانًا للسماح للمواطنين والسياح الأجانب بزيارة الأثر والتقاط الصور معه.

قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، إن ما أثير بشأن أبو الهول خلال الساعات الماضية هو مجرد شائعات ومعلومات غير دقيقة، لكن كل خبر سيئ جيد، فالأمر بالنسبة للسياحة جيد وينبغي تسويقه، مضيفًا أن مصر منذ أسبوعين كان هناك حالة من الجدل حول التابوت المقطوع بالليزر في عهد الفراعنة لأنه حجر جرانيت أسود ومنحوت بشدة.

وأوضح شاكر في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه الشائعة ليست الأول فقد شهدت الأعوام الماضية العديد من الشائعات حول أبو الهول، من بينها الجدل الذي حدث العام الماضي بين الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق والدكتور زاهي حواس عالم الآثار، عندما قال جمعة إن وجه أبو الهول هو وجه النبي إدريس.

وأضاف أنه سبق ذلك عندما قال صائم الدهر إن السبب في كسر أنف والذقن هو الحملة الفرنسية، وكذلك عندما قال الشاب الروسي "بوريسكا" أنه جاء من المريخ وأن خلف أذن أبو الهول يوجد فتحة بها باب إذا فتح ستفتح أبواب جهنم وستقوم القيامة، وكذلك عندما قال أفلاطون أن قارة أتلاتنس يوجد أسرارها ومدينة كاملة تحت أبو الهول وجاء ناس بدؤوا بالفعل في التنقيب وعمل أنفاق.

وأشار إلى أن أبو الهول بمثابة نجم وكل ما يقال عنه من أخبار تهم كل العالم، كتوت عنخ آمون والهرم الأكبر، مشيرا إلى أن ما حدث أمس من التقاط للصورة يعود إلى أن الجو كان مليئا بالغيوم والتراب كما أن الصورة التقت من حوالي 20 متر ارتفاع والزاوية المختلفة مع الإضاءة وانخفاض نسبة الجودة الصورة جعلت الأمر يبدو وكأنه مغمض العينين.

وأكد خبير الأثريين أن أبو الهول تأثرت عيونه بالفعل، والسبب في ذلك هو الطيور والعصافير التي تسكن داخل تجويف العين وتنقر فيه حتى تحصل على الكالسيوم من الحجر الجيري وذلك منذ عشرات ومئات والآلاف السنوات، كما أن نزلة السمان التي أزيلت معظمها فالطيور التي كانت تأكل من العشش بدأت تتجه إلى أبو الهول لتناول الغذاء.

وأشار إلى أن أبو الهول هو أقدم مريض في الدنيا فمنذ بنائه وهو يقوم على صخرة ضعيفة إنشائيا فهي أضعف جزء في منطقة الأهرامات والتي هي صخور ضعيفة ومنحدرة، وتأثرت بالمياه الجوفية، مشددًا على أن أبو الهول حدث له عمليات ترميم في عهد قدماء المصريين أنفسهم وهم كتبوا ذلك بالفعل فتحتمس الرابع قال إنه أزاح الرمال عن أبو الهول لأنه حلم به وأخبره إن أزاح الرمال عنه سيصبح ملكا وبالفعل أصبح ملكا وسجلت تلك الرواية في لوحة الحلم وهي لا تزال موجودة حتى الآن بين مخلبي أبو الهول.

وتابع أن أبو الهول كأسطورة وحكاية به الكثير من المعلومات لكنه لم ينم أو يغمض عينيه ويتأثر بعوامل التعرية والإضاءة، وما يقال عن نومه كلام خزعبلي يحاولوا ربطه بالحروب، مشيرا إلى أن ارتباط الآثار بالحروب واللعنات أمر أثير كثيرا، فما يقال عن لعنة الفراعنة قديم حيث قالوا أن النفخ في بوق توت عنخ آمون عام 1934 أدى لنشوب الحرب العالمية الثانية وأن ما حدث في مصر في 2011 جاء بعد النفخ في البوق أيضا وأن ذلك السبب في الثورة، الربط بين الأحداث واللعنات من الآثار المصرية فكر شعبي.

وأكد كبير الأثريين أن يتمنى أن يتم استغلال صورة أبو الهول في الترويج للسياحة ودعوة المواطنين المصريين ووسائل الإعلام والفنانين والسفراء للزيارة والتقاط الصور وكذلك فتح أبو الهول مجانًا للزيارة، بما يسهم في الترويج للسياحة وخاصة مع دخول موسم الإجازات لزيارة "أبو الهول النائم"، و"أبو الهول الحالم" من خلال لوحة الحلم، وكذلك "أبو الهول المتكلم" حيث إن أبو الهول يتلكم يوميًا في الصوت والضوء.

وأشار إلى أهمية تعريف قصص وأساطير القطع الأثرية لأنها تهم المواطنين والسياح بشكل أكبر من المعلومات عن الطول والارتفاع وطبيعة الحجر، موضحا أن أبو الهول غامض والبعض اقترح أنه كان موجود منذ 20 ألف سنة ولا يزال سرًا حتى الآن فهو أقدم أثر في الدنيا، لكن علميًا لم ينم أو يغمض عينيه إنما يتأثر بعوامل التعرية ونقر الطيور.