السبت 4 مايو 2024

في ذكرى انتهاء أول مراحلة.. معلومات عن السد العالي وكيف حمى مصر طوال السنوات

السد العالي

تحقيقات16-5-2022 | 12:01

أماني محمد

في مثل هذا اليوم قبل 58 عامًا كان الاحتفال بانتهاء أول مراحل بناء السد العالي، أحد أعظم وأكبر المشروعات الهندسية في القرن الماضي، والذي ساهم في حماية مصر من خطر الفيضانات وحماية المياه نهر النيل التي كانت تُهدر في البحر المتوسط، ليصبح بعد اكتمال بنائه أهم مشروعات مصر المائية.

وفي 16 مايو 1964 كانت احتفالات بانتهاء العمل في المرحلة الأولى من السد العالي في مصر، والذي بدأ العمل في بنائه في عام 1960 واكتمل عام 1968 وافتتح السد رسمياً في عام 1971، حيث بلغت تكلفة إنشاء المشروع حوالي 450 مليون جنيها.

 

أهمية السد العالي لمصر

يعتبر السد العالي أعظم وأكبر مشروع هندسي في القرن العشرين من الناحية المعمارية والهندسية متفوقا في ذلك على مشاريع عالمية عملاقة أخرى وأقيم السد العالي لحماية مصر من الفيضانات العالية التي كانت تفيض على البلاد وتغرق مساحات واسعة فيها أو تضيع هدراً في البحر المتوسط.

وخلال السنوات الماضية عمل مشروع السد العالي على حماية مصر من كوارث الجفاف والمجاعات نتيجة للفيضانات المتعاقبة شحيحة الإيراد في الفترة من 1979 إلى 1987 حيث تم سحب ما يقرب من 70 مليار متر مكعب من المخزون ببحيرة السد العالي لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل.

كما حمي السد العالي مصر من أخطار الفيضانات العالية التي حدثت في الفترة من 1998 إلى 2002، فلولا وجود السد العالي لتعرضت البلاد إلى فيضانات مدمرة، حيث تبلغ بحيرة السد كمية هائلة من المياه فهو مصمم لاستيعاب 183 مترا حيث تبلغ سعة البحيرة التخزينية عند هذا المنسوب 169 مليار متر مكعب.

وتكون المياه المحجوزة أمام السد بحيرة صناعية هائلة طولها 500 كيلومترا ومتوسط عرضها 12 كيلومترا حيث تغطي النوبة المصرية بأكملها وجزء من النوبة السودانية، وقد ساهم السد في استصلاح الأراضي وزيادة الرقعة الزراعية، وكذلك تحويل الري الحوضي إلي ري مستديم وزيادة الإنتاج الزراعي.

وساهم في توليد طاقة كهربائية تستخدم في إدارة المصانع وإنارة المدن والقري، وتنتج محطة الكهرباء السد الواقعة على الضفة الشرقية للنيل طاقة كهربائية تصل إلى 10 مليار كيلووات ساعة سنويا.

وقد ضمن السد العالي التشغيل الكامل المنتظم لمحطة خزان أسوان بتوفير منسوب ثابت على مدار السنة، وكذلك زيادة الثروة السمكية عن طريق بحيرة السد العالي، مع تحسين الملاحة النهرية طوال العام.

 

مراحل بناء السد العالي

بدأت فكرة إنشاء السد العالي عندما تقدم المهندس المصري اليوناني الأصل أدريان دانينوس إلى قيادة ثورة 1952 بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه، ثم بدأت الدراسات بعدها في أكتوبر من العام ذاته بعد موافقة مجلس قيادة ثورة 1952 على أهمية المشروع وقدرته على توفير احتياجات مصر المائية، وذلك من قبل وزارة الأشغال العمومية ( وزارة الري والموارد المائية حاليا) وسلاح المهندسين بالجيش ومجموعة منتقاة من أساتذة الجامعات.

 في أوائل عام 1954 تقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا بتصميم للمشروع، وقد قامت لجنة دولية بمراجعة هذا التصميم وأقرته في ديسمبر 1954 كما تم وضع مواصفات وشروط التنفيذ، ثم بعد ذلك طلبت مصر من البنك الدولي تمويل المشروع، وبعد دراسات مستفيضة للمشروع أقر البنك الدولي جدوي المشروع فنيا واقتصاديا.

وفي ديسمبر 1955 تقدم البنك الدولي بعرض لتقديم معونة بما يساوي ربع تكاليف إنشاء السد، لكن البنك سحب عرضه في يوليو عام 1956 بسبب الضغوط الاستعمارية كمقدمة لحدوث العدوان الثلاثي على مصر، ثم وقعت مصر الاتفاقية مع الاتحاد السوفيتي السابق في 27 ديسمبر 1958 لإقراض مصر 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولي من السد.

وبعدها في مايو 1959 راجع الخبراء السوفييت تصميمات السد واقترحوا بعض التحويرات الطفيفة التي كان أهمها تغيير موقع محطة القوى واستخدام تقنية خاصة في غسيل وضم الرمال عند استخدامها في بناء جسم السد، وفي ديسمبر 1959 تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان.

وبدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولى من السد في 9 يناير 1960 وشملت حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتي منسوب 130 مترا ، ثم في 27 أغسطس من العام ذاته تم التوقيع علي الاتفاقية الثانية مع روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) لإقراض مصر 500 مليون روبل إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد.

وفي 15 مايو 1964 تم تحويل مياه النهر إلي قناة التحويل والأنفاق وإقفال مجري النيل والبدء في تخزين المياه بالبحيرة وانتهت المرحلة الأولى لبناء السد، ثم في المرحلة الثانية تم الاستمرار في بناء جسم السد حتي نهايته وإتمام بناء محطة الكهرباء وتركيب التوربينات وتشغيلها مع إقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء.

وفي أكتوبر 1967 انطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالي، وبعدها بدأ تخزين المياه بالكامل أمام السد العالي منذ عام 1968 واكتمل التخزين في منتصف يوليو 1970، ثم افتتح رسميًا في15 يناير 1971.

Dr.Randa
Dr.Radwa