ذكرت صحيفة (الأهرام) أن ما يشد الانتباه في حديث رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، خلال المؤتمر الصحفي العالمي، لإعلان رؤية مصر للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية، هو ذلك القدر الكبير من الشفافية والدقة في الحديث عن إجراءات الدولة التفصيلية في التعامل مع الأزمة، والرؤية المتكاملة في مواجهتها.
وأوضحت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم الثلاثاء تحت عنوان (المؤتمر العالمي للحكومة المصرية) - أن الدكتور مصطفى مدبولي قال إن مصر وضعت 130 مليار جنيه لمواجهة التأثير المباشر للأزمة، وحددت 335 مليار جنيه كتأثيرات غير مباشرة، وهو ما يعني أن الأزمة تتطلب توفير 465 مليار جنيه للتصدي لتأثيراتها الكلية؛ ما يشير إلى طبيعة العالم الراهن الذي تتشابك فيه الدول على نحو شديد التعقيد، وإذا كان ذلك واقعا لا سبيل لتلافيه، فمن الضروري من الآن وصاعدا بناء الخطط والسيناريوهات على أساس الاستعداد لمواجهة أزمات مختلفة كليا ونوعيا عند التخطيط الوطني للعقود المقبلة.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء أكد أن الدولة تستهدف زيادة مشاركة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي، ورفع نسبته من 30 إلى 65% من إجمالي الاستثمارات المنفذة، وهو ما يفيد بأن خريطة العمل والاقتصاد المصري مقبلة على عملية إحلال وتبديل في السنوات القادمة، وذلك يفتح الفرصة أمام القطاع الخاص ليزدهر وليبدأ الاستعداد لهذا التحول منذ الآن.
وتابعت الصحيفة أن تشبيه الدكتور مصطفى مدبولي ما فعلته مصر في السنوات الماضية بتجربة النمور الآسيوية كان لافتا، معددا بعض المؤشرات الاقتصادية التي أحرزت فيها الدولة تقدما لافتا، ويشير الاقتداء بتجربة النمور الآسيوية إلى اندفاع الحكومة برغبة قوية في تحقيق إنجازات سريعة، لحرق المراحل وتغيير الواقع المصري بسرعة، لأجل استعادة مصر مكانتها اللائقة على خريطة العالم، على نحو ما يستهدف الرئيس عبد الفتاح السيسي ويعلنه في كل خطاباته وتصريحاته.
وبيَّنت الحصيفة أنه في سبيل وضع الأمور في نصابها، وتوضيح عوائد المشروعات والإنجازات الوطنية، أكد رئيس الوزراء أن الإجراءات التي اتخذتها مصر ساعدتها على التصدي للأزمات، وأنه لولا برنامج الإصلاح الاقتصادي ومعدلات التنمية غير المسبوقة لم تكن مصر لتستطيع أن تتحمل أزمة كورونا وتقف أمام هذه الأزمات.