الجمعة 10 مايو 2024

ساعد أطفالك على تنمية الوازع الداخلي «الضمير»

16-7-2017 | 01:32

تعد السنوات الست الأولى من حياة الطفل من أهم وأكثر  الفترات حرجًا، ويتجلى فيها تشكيل شخصيته وتحديد معالم سلوكه الاجتماعي.

 

تقول الدكتورة ميرفت ميرغنى مدرس مناهج وطرق تدريس تربية لطفل، إن تحديد شخصية الطفل، تعتمد على عدة عوامل منها الاستعدادات الوراثية والقيم، والمعايير التي تسود ثقافته الفرعية التي ينتمي إليها وفي هذه المرحلة تبدأ السمات الاجتماعية بالظهور، ويتعلم الطفل كيفية تكوين الصداقات ويتعلم كيفية اتباع القواعد الاجتماعية، وأوضحت أن الكثير من علماء الطفولة إلى أن أكثر خصائص الإنسان وملامحه الشخصية تتشكل خلال سنوات عمره الست الأولى، لاسيما الخصائص النفسية والخلقية والاجتماعية ثم تكتمل شخصيته فيما بعد من خلال أساليب التربية والتعليم وعوامل التأثر والتأثير الأخرى والنماذج السلوكية التي تتوفر للطفل في سنوات حياته اللاحقة، ولعل من أشهر المقولات فى هذا المجال ما ذكرته منتسوري من أن الطفل يشبه الإسفنج الذي يمتص كل ما يدور حوله من خبرات منذ الولادة، ثم يرجع يسترجعه بعد عمر الست سنوات.

 

ودائما ما كان موضوع " تنمية الضمير" مثار حوار ومناقشات بين المفكرين وعلماء النفس والتربية وهل هو أمر مكتسب أم أمر فطري، وما هي العوامل التي تؤثر في تكوينه ؟

 

وأكدت الدراسات العلمية التي أجرتها الطبيبة كارين واين، التي ركزت مع فريقها البحثي على دراسة سلوك الأطفال دون العامين من العمر، لمعرفة مدى إدراكهم لمفاهيم الخير والشر، واعتمدت "واين" على سلسلة اختبارات بسيطة بينها عرض صورة لفعل جيد وأخرى لفعل سيء، وترك الأطفال يختارون الأفضل بينهما، إلى جانب مراقبة ردود فعل الأطفال حيال عروض الدمى التي تظهر فيها ممارسات جيدة وأخرى سيئة، إذ اتضح أن 80 % من الأطفال أبدوا إعجابهم بالدمى التي كانت تقوم بالممارسات الجيدة ، لذا تبدأ مؤشرات ظهور الضمير في بداية السنة الثانية للطفل

 

وتضيف ميرغني، أنه حرصا من الوالدين على تنمية الضمير لدى أطفالهم منذ الصغر، ليكونوا قادرين على مواجهة الحياة بنظرة سليمة وتصرفات مسئولة فالضمير هو تقييم ذاتي يدرك من خلاله الطفل التصرفات الخاطئة والصائبة قبل القيام بها

 

وتؤكد أن هناك بعض العوامل التي تساعد على نمو الضمير عند أطفالنا :

 

- أن يكون لدى الوالدين ضمير ومعايير خلقية ناضجة، وليست متشددة أو قاسية، فعليهم الاجتهاد في تصحيح مفاهيم التربية لديهم أولاً ليتمكنوا من غرس النقاء والقيم داخل أطفالهم وهذا يتطلب عزمًا وصدقًا مع النفس.

 

- لا يمكن أن ننمي في أطفالنا الوازع الداخلي في جو من الترقب والخوف، فإن الطفل الذي يتمتع بعلاقة عاطفية دافئة مع الوالدين يتوحد بقوة في تبني معاييرهم السلوكية الصالحة ويكتسبها ويستدمجها في كيانه، وتصبح بمرور الوقت قيمة.

 

- في تنمية الوازع الداخلي (الضمير)، الأهم مراقبة الله عز وجل فى كل التصرفات وليس مراقبة الناس، فمن الأخطاء التي يقوم بها الوالدان تربية الطفل على مراعاة أحكام الناس ونظراتهم فيفعل أو لا يفعل بناء على نظرة الناس .

 

- لا يمكن أن تغرس في الطفل الضمير والقيم من خلال طرح مفاهيم صماء ولكن من خلال القدوة والمثل الأعلى فكل ما يقوم به الوالدين هو الصحيح والمثال الذي

 

وتضيف ميرغني، نحن اليوم في أمس الحاجة إلى تضافر جهود علماء التربية والتعليم والمفكرين ورجال الدعوة والإرشاد ورجال الإعلام والكتاب والمصلحين في المجتمع إلى توعية وإحياء ضمائر الناس وخاصة تلك «الضمائر الغائبة» أو الضعيفة، فإن الضمير الحي هو الحامي والحارس الحقيقي لمنع تفشي ظواهر سلبية مثل الدروس الخصوصية والغش والغلاء والرشوة والوساطة والمحسوبية والظلم والعنف .

    Dr.Radwa
    Egypt Air