كتب: أحمد فيصل
بدأت إصدارات الدكتورة عفاف عبدالمعطي منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي حيث ظهر كتابها الأول "فتحي غانم قاصا" الذي كان رسالتها للماجستير وقد أحدث الكتاب آن صدوره ضجة كبرى، لأنه تناول القصص القصيرة للكاتب الكبير فتحي غانم الذى عُرفَ بدأبه واستمراره في الكتابة الروائية، التي تكشف خبايا عالم الصحافة، تم اتجهت الدكتورة عفاف عبدالمعطى إلى المشرق فكان ثاني كتبها عن إبداعات المرأة فى كتابها "المرأة العربية رؤى سوسيولوجية وقد قدمت فيه تحليلا لنصوص كاتبات عربيات لم يكن أحد يعرفهن من قبل مثل الفلسطينية نعمة خالد، ثم اتجهت إلى المغرب، فصدر عن دار المعارف فى تونس كتابها "حاضر الرواية في المغرب العربي" الذى استقبلته دول شمال لأفريقيا بالكثير من الحفاوة لتحليلها فيه الروايات أدباء من الجزائر، تونس، المغرب، ما أهلها للمشاركة فى احتفالات الجزائر عاصمة للثقافة العربية وتقديرا لجهدها منحها الرئيس بوتفليقة وسام المكتبة الوطنية الجزائرية الذى يمنح للشخصيات رفيعة المستوى التى تهتم بالأدب الجزائري. تخصصت الدكتورة عفاف عبدالمعطي في مرحلة الدكتوراه بالأدب المقارن وقدمت دراستها المهمة "واقعية القاع فى الرواية المصرية والأمريكية"، التي كانت مسار حديث الأوساط الأدبية، نظرا لحداثة المصطلح الذي استخدمته وكذلك لتعريف العالم العربي بكاتبين أمريكيين لم يكن قد عرفهما من قبل، هما "بول أوستر" و"ريتشارد فورد" اللذين توالت الترجمات لنصوصهما الأدبية بعد تقديم رسالة الدكتور عفاف عبدالمعطي "واقعية القاع "Dirty Realism وتحليلها لنصوصهما فى دراسة كانت مسار حديث الصحف والمجلات السيارة آنذاك.
لم تقتصر كتب الدكتورة عفاف عبدالمعطي على التأليف فحسب، بل قامت بترجمة رواية "موسيقى الصدفة" للكاتب بول أوستر، وكذلك ترجمة كتاب المفكر الفلسفي الكبير شيلي واليا عن المفكر الفلسطينى العالمى إدوارد سعيد فصدرت ترجمتها لكتاب "إدوارد سعيد وتدوين التاريخ "ثم مع انتشار عصر الصورة ترجمت كتاب "إبعاد الصورة" للكاتبة الأشهر سوزان سونتاج ثم قامت بمراجعة الكثير من الكتب المترجمة منها ما يؤصل للدراسات اللاهوتية مثل كتاب "قارة الرب للكاتب الإنجليزي فيليب جنكينز، الذي يهاجم فيه بشدة انتشار الإسلام في أوروبا ويحذر منه، ثم راجعت كتاب "أمريكا والعالم الإسلامي سنوات.من الحروب البربرية للكاتب روبرت أليسون والذي يؤكد الصراع حين والتحالف أحيان بين الامبراطورية الأمريكية وبين الجماعات التكفيرية"، ثم راجعت كتاب "تشرشل واليهود" الذى يعد جزءاً من مذكرات تشرشل الذي يعترف فيها بدوره الأساسي في ترسيخ وجود الدولة العبرية، ثم صدر كتابها "المرأة والسلطة في مصر" عن مؤسسة دار الهلال ففتح لها مجالا آخر فى الربط بين السياسة والأدب لكون السياسة هي التي تسير أي شيء في المجتمع.
شاركت الدكتورة عفاف عبدالمعطي في الكثير من المحافل الدولية والعربية الأكاديمية والثقافية، ونالت الكثير من شهادات التقدير خارج مصر أكثر من داخلها.
كيف ترين الحركة النقدية الآن.. ولماذا انتقل أغلب النقاد من نقد الشعر والقصة إلى نقد الرواية؟
الحركة النقدية فى المجتمع مرتبطة بحركة المجتمع ذاته ولا تنس كلمات صلاح جاهين الجميلة الكلمة ايد الكلمة رجل الكلمة باب، لذلك فالكلمة النقدية مهمة وأمانة والنقاد المصريين لأجيال متعددة لا يزال عطاؤهم كبيرا منذ الجيل الأول الذى ورث لويس عوض وغالي شكري ومحمد مندور، مرورا بجيل الوسط الذي يمثله نقاد كبار أمثال الدكتورين محمد بدوي وحسين حمودة، وكذلك من أبناء جيلي من النقاد، الذين يتابعون الكتابات السردية لأكثر من عقدين، أمثال الناقدين الكبيرين الدكتور سمير مندي والدكتور محمد الشحات، أمّا عن الاتجاه لنقد الرواية ذلك لأن الرواية هي النوع الأكثر انتشارا وكتابةً، فمنذ ظهور مصطلح الرواية الجديدة فى فرنسا على يد آلان روب جرييه وميشال بوتور، ومنذ ثم تأثر جيل الستينيات فى مصر بها والرواية هي سيدة الموقف ونوع أدبي فائض استحق برسوخه وفضائه كل الاهتمام النقدي.
كيف ترين الأدب النسوي فى فترة ما بعد ثورة 25 يناير؟
حقيقة أنا مهتمة بموضوع المرأة منذ صدور كتابي "المرأة والسلطة في مصر" عن كتاب الهلال بمؤسسة دار الهلال العريقة، فمصطلح الأدب النسائي أو النسوي مصطلح بالرغم من كثرة الترجمات وتنوعها عنه إلّا أنني سوف اعتبر سؤالك عن كتابات المرأة التي ازدهرت كثيرا بعد 25 يناير، لكنها تظل بلا علاقة بالحدث نفسه، ومما قرأت رواية الكاتبة الكبيرة عزة رشاد "شجرة البلح"، وكذلك مجموعتها القصصية الرائعة "حائط غاندي" التى تسلّط الضوء على تنوع واقع المرأة ما بين السقوط الاجتماعي والكفاح، وتتناول في الوقت نفسه جزءا من حدث ثورة 25 يناير، وإن كانت هناك روايات أخرى تنظر إلى داخل المرأة أكثر من تفاعلها مع المجتمع مثل رواية "قبل الموت" للكاتبة نورا أمين، وكذلك رواية "ترانيم أنثى" للكاتبة أمانى الشرقاوي، وكذلك رواية "أهدانى حبا" للكاتبة زينب عفيفي. فقد انصبت كتابات المرأة على الذاتية أكثر من الموضوعية بمعنى رؤيتها الشاملة للمجتمع .
كيف ترين مكانة المرأة حاليا في المجتمع المصري.. هل بلغ مستوى تمكين المرأة مستوى مقبولا؟
الاهتمام بالمرأة في المجتمع المصري من أجل الإنصاف ليس وليد اليوم بل هو منذ عقدين تقريبا، وبالتحديد منذ ظهور واعتماد وجود المجلس القومى للمرأة، فتلك كانت أول بادرة تمكين منذ عقدين بالتمام، غير أن الأهم من وجود المؤسسة أو حتى وجود المرأة نفسها فى موقع أو مكان هو مدى فاعلية هذا الوجود ومدى تفاعل هذا الوجود مع المجتمع واستفادة المجتمع منه خاصة، وأنت تعلم أن نسبة الأميّة فى المجتمع مرتفعة خاصة بين الإناث ومن ثم يجب أن يكون للمرأة تأثير كبير في أي موقع تتواجد به.