أشارت الصحفية الأمريكية كارين ديونج إلى أن وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف يسعى إلى الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع حلفاء روسيا الذين أصبحوا قلائل بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وأضافت ديونج في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن لافروف قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي بدأت في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، كان دائم الانتقال بين العديد من دول العالم لمناقشة القضايا الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك وكذلك لتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون مع الدول الحليفة، إلا أنه الآن وبعد الحرب في أوكرانيا لم يعد دائم السفر كما كان في السابق.

وتقول الكاتبة أن رحلات لافروف خارج البلاد على مدار الثلاثة شهور الماضية تقلصت إلى حد بعيد فلم يقم خلال تلك الفترة إلا بزيارة عدد قليل من الدول منها الصين والهند وتركيا إلى جانب زيارة الجزائر وسلطنة عمان وطاجيكستان الأسبوع الماضي.

وتضيف الكاتبة أن عدد المسؤلين الذين قاموا بزيارة وزير الخارجية الروسي تقلص أيضاً إلى حد كبير فلم يستقبل لافروف في موسكو سوى وزير خارجية باكستان، إلى جانب وزيري خارجية قطر ودولة الإمارات العربية حيث التقى بهما لمناقشة قضايا تتعلق بإيران والنفط كما استقبل كذلك وزير خارجية إيران، بالإضافة إلى عدد من المسؤلين الدوليين الذين عقدوا محادثات معه حول السماح بدخول مساعدات إنسانية لأوكرانيا لمساعدة المتضررين من الحرب هناك.

وتشير الكاتبة إلى أن لافروف، البالغ من العمر 72 عاماً، دبلوماسي مخضرم، حيث ظل على مدار الثمانية عشرة سنة الماضية أحد أهم أركان الدبلوماسية الروسية منذ أن تولى منصب وزير الخارجية الروسية عام 2004، كما أنه ظل يمثل واجهة الدبلوماسية الروسية والمتحدث باسم روسيا أثناء مباحثاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية. وتستطرد الكاتبة قائلة إن لافروف كان وجهاً روسياً معروفاً لدى الإدارات الأمريكية المتعاقبة

حيث كان يشغل منصب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة لمدة عشر سنوات قبل أن يتولى منصب وزير الخارجية.

وتشير الكاتبة إلى أن لافروف أصبح هذه الأيام لا يتمتع بنفس القدر من الشعبية كما كان في السابق وتقلصت أعداد من يلتقي بهم لتقتصر على هؤلاء الذين يؤيدون العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وتشير الكاتبة إلي تصريحات لافروف خلال زيارته الأسبوع الماضي لسلطنة عمان حيث حاول توضيح أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا بقوله إن القوات الروسية متواجدة حالياً في أوكرانيا لحماية سكان مناطق شرق أوكرانيا من النازيين الجدد الذين يتولون مقاليد الحكم في كييف وللتأكد من أن الدول الغربية لن تقوم ياستغلال أوكرانيا لتشكيل تهديداً عسكرياً ضد روسيا.