الأربعاء 26 يونيو 2024

مصايف شكل تانى!

16-7-2017 | 11:45

كتبت :أماني ربيع

الصورة التقليدية للمصيف، شاطئ وشمسية وكرسى بحر هذه الصورة الوردية قد تكون صعبة المنال مع تزايد الأعباء المالية، ولكن لا يوجد مستحيل.. فالأفكار الخلاقة دائماً ما تطرح البدائل التى تقهر أى عقبات مادية، وتساعدك فى الاستمتاع بمصيف جميل، ولكن بشكل مختلفٍ عن المعتاد .

البداية مع محمد سمير (22 سنة) يقول "اعتدنا أن نذهب - أسرتي وعائلات أصدقائي - إلى المصيف كل عام، وكنا ننتهز الفرصة للخروج والنزهة معا، هذا العام قررت معظم الأسر عدم الذهاب إلى المصيف، فاتفقت مع أصحابي على تأجير شقة في الإسكندرية سيقسم إيجارها علينا وبدلا من أسبوع ستكون مدة المصيف 3 أيام، ونحن كشباب لا نهتم بتناول الوجبات في المطاعم الكبرى كثيرا، فهناك عربات الفول والكبدة وبدلا من الجلوس  في "الكافيهات" المشهورة ذات الأسعار الفلكية سنسعد بالجلوس  في أي مقهى شعبي، المهم أن نرى البحر ونستمتع بالشمس.

مصيف حجم عائلي!

على نفس الطريقة ستسير أسرة السيدة هويدا محمد (47 سنة)، ولكن مع أختها، وتحدثنا عن ذلك قائلة :

"كنا نسافر كل سنة إلى المعمورة أو العجمي، ونلتقي هناك بالأقارب والمعارف، هذا العام ومع هذا الغلاء قرر زوجي أن نلغي المصيف وهو ما أزعج الأولاد، فاقترحتُ عليه أن نؤجر شقة مشتركة مع أختي وأولادها، ونقسم المصاريف بيننا وهو ما سيسهل علينا الأمور، وهكذا سنقلل المصاريف وسنكسب الصحبة، ولاقى الاقتراح موافقة الجميع وخصوصا الأولاد الذين أحبوا صحبة أولاد خالتهم وأعدوا برنامجاً ممتعاً لجلسات السمر، بعيدا عن الجلوس في المقاهي، ودفع مبالغ كبيرة ثمنا لمشروبات عادية.

 نسمة باردة ... في العين السخنة

اختار رفاق محمود كوارشي (20 سنة) طالب في كلية التجارة، أن يغيروا وجهة المصيف هذا العام، فبدلا من الوجهات المعتادة سيذهبون إلى العين السخنة، فهو مكان قريب من القاهرة، كما أن القرى هناك توفر أسعارا مغرية، وبها حمامات سباحة لمن لا يجيد العوم، وهناك أيضا البحر للمتمرسين عليه، كما أنهم سيختصرون فترة المصيف من أسبوع إلى يومين أو ثلاثة.

وتقول عائشة محمد (29 سنة)، وهي موظفة: "أعتقد أن فكرة المصيف لم تعد صعبة، فبسبب قلة أعداد السائحين أصبحت فنادق شرم الشيخ والغردقة تعاني من ندرة النزلاء، لذلك تقدم عروضا مغرية، وهناك فرصة للإقامة 3 أو 4 أيام بأسعار معقولة.. واقترحت علينا والدتي تقسيم نفقات المصيف؛ فمن يعمل من إخوتي سيتحمل مصاريف إقامته، أما والدي فسيتحمل  مصاريفه هو ووالدتي وأخي الصغير، وبذلك نستمتع جميعاً دون أن تكون هناك مشقة مادية، وبدلا من الحجز في فندق 5 نجوم ممكن 4 أو 3 نجوم، وبدلا من بوفيه مفتوح أو ثلاث وجبات نكتفي بوجبة أو وجبتين ونشتري من السوق احتياجاتنا لنوفر في المصاريف، ونستمتع أيضا".

ويتفق محمود عبد اللطيف (50 سنة) مدرس مع كلام عائشة، فيقول: "منذ سنتين غيرنا وجهة المصيف إلى مرسى مطروح فهي مدينة هادئة ليست كمدينة الإسكندرية في ازدحامها والمدن الساحلية التقليدية، كما أن طبيعتها خلابة وأسعارها رخيصة، وأذهب في رحلات تنظمها المدرسة أو وزارة الشباب والرياضة بأسعار معقولة، وقد لاقت مرسى مطروح إعجاب الأولاد".

يوم واحد يكفي

تخطط ليلى مصطفى (19 سنة) طالبة لمصيف مختلف فتقول: "قرر أبي أن يلغي المصيف هذا العام، لكني لم أنزعج كثيرا، فقد قررت أنا وزميلاتي في الجامعة مع بعض الأصدقاء أن نذهب يوماً واحداً إلى الإسكندرية مع أحد منظمي الرحلات الشبابية مقابل مبلغ ليس بكبير وسيوفر علينا الانتقالات، والبرنامج ممتع جداً وسنعود إلى القاهرة في العاشرة، وهي رحلة آمنة لأنها مع أصدقائنا".

أما سهيلة محمد (25 سنة) فتخبرنا: "أسكن في منطقة شعبية، الجيران فيها يشبهون العائلة، وقررت الأمهات أن المصيف قائم هذا العام ولكن بترتيبات أخرى، أولا لن تكون الوجهة للإسكندرية بل لإحدى مدن القناة لأنها أقرب وأرخص، ثانيا لن يكون المصيف أسبوعاً بل سيكون يوماً واحداً.. سنستيقظ السادسة صباحا وتعد كل أسرة صنفا من الطعام، ويتم تأجير "ميكروباص"، وفي الحقيقة هناك أكثر من "ميكروباص"، وقد لاقت الفكرة ترحيبا كبيرا، فهي مغرية وستمنحنا فرصة الجلوس مع أصدقاء طفولتنا من الجيران لنستعيد معا الذكريات.

وتحكي لنا وفاء عدلي (28 سنة) موظفة، عن إعادة اكتشاف وجهات مصرية جديدة: "أسافر كثيرا داخل مصر، وأعتقد أن غلاء الأسعار ساهم بإعادة الاهتمام بمدن أهملناها لصالح مصايف الساحل الشمالي والسخنة التي أصبحت موضة، وكثيرا ما أذهب مع صديقاتي في رحلات اليوم الواحد بعد أن قسمناها على مدار أشهر الصيف، مرة رحلة إلى"فايد" أو "جمصة" أو "رأس البر"، حيث نستمتع بتناول حلوى المشبّك والفطائر اللذيذة، كما نسعد كثيرا بأجواء هذه المدن التي كانت مصايف للمشاهير زمان".

  وتستطرد وفاء مؤكدة أن رحلات اليوم الواحد ستسمح للكثيرين بالاستمتاع في أكثر من مكان بأسعار معقولة جدا وبدلا من تناول الوجبات الكاملة وإحضار حلة المحشي أو صينية المكرونة بالبشاميل، يكفي "السندويتشات" ورقائق البطاطس والعصائر.

غطس وسفاري

يقول أحمد عامر صاحب شركة رحلات شبابية صغيرة:  "الرحلات في مصر لم تعد مكلفة كما نعتقد، فبإمكان معتادي السفر البحث عن الأماكن التي توفر خدمة معقولة مقابل سعر اقتصادي، ويبحث الجميع الآن عن تجربة أماكن جديدة، وقد أصبحت "مرسى مطروح" من الوجهات المفضلة للشباب، وكذلك "دهب"، وهي من الأماكن الخلابة حيث رحلات السفاري ورياضة الغطس، وبالإمكان توفير إقامة بسعر زهيد، خاصة وأن الفنادق تعاني من ندرة السواح، ولم تعد الرحلات أسبوعاً كما كانت من قبل ، بل يومين أو ثلاثة وأحيانا يوم واحد عند السفر إلى الإسكندرية أو العين السخنة، ننطلق في العاشرة مساء مثلا ونصل في الصباح التالي ثم نتناول وجبة إفطار ثم نرتاح قليلا، ليبدأ البرنامج."

وأضاف أنه "ببعض التنظيم والبحث الجيد يمكن أن يجد أي شخص مصيفا مناسبا له وبتكلفة معقولة".

موسم لمِّ شمْل

ويعلق على الأفكار المبتكرة للمصيف الدكتور شحاتة صيام، أستاذ علم الاجتماع ورئيس قسم العلوم الاجتماعية بجامعة الفيوم قائلا: "عند مواجهة أي مشكلة اقتصادية تبرز الحاجة لاتباع سياسة البديل الأقل تكلفة، وعندما تمر الأسرة بمشكلة يجب أن يتشارك جميع أفراد الأسرة فيها بطرح حلول عملية، وللعلم فإن المتعة ليست مقرونة دائما بالمصاريف الكثيرة، فيمكن ببعض التخطيط أن نستمتع بوقتنا بإمكانيات بسيطة، وأعتقد أن رحلات اليوم الواحد يمكن أن تكون من الحلول البديلة عن الذهاب لأماكن باهظة للإقامة ... كما أن على الأسرة الاستعانة بأصدقاء أو معارف في المنطقة التي تنوي السفر إليها، والسؤال عن الأماكن الرخيصة والمناسبة لها ، وفي النهاية  أرى أن المصيف فرصة للعائلة للتجمع وإعادة العلاقات الإنسانية وليس لإضافة أعباء مالية جديدة على الأسرة ".

***

اعرف بلدك

ذكرت نجوى صالح محمود مدير عام البرامج الثقافية والفنية بوزارة الشباب والرياضة أن الوزارة تنظم سنويا مشروع «اعرف بلدك »، ويضم هذا المشروع رح الت مدعومة بالكامل إلى شرم الشيخ والإسكندرية وبور سعيد، بدء من يوليو حتى أكتوبر الإقامة فى مدن الشباب فى هذه المحافظات وهى مدن مصممة بعناية ومجهزة بكل سبل الراحة والترفيه.

واستطردت قائلة: هناك برامج للرح الت يشرف عليها موظفوا الوزارة وتقدم فيها محاضرات فى التنمية البشرية فضال عن وجود برامج لتعزيز المواهب والاتصال الجماعى ويتم الحجز فى هذه الرح الت فى مراكز الشباب ومديريات الشباب والرياضة بالمحافظات ورعاية الشباب بالجامعات. 

    الاكثر قراءة