نظم مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، ندوة افتراضية بعنوان "30 عامًا على أجندة السلام (1992-2022): من أجندة السلام إلى أجندة السلام الجديدة"، بهدف بحث سبل تعزيز الجهود الدولية من أجل منع النزاعات وبناء السلام بالقارة الأفريقية في ضوء التحديات المتشابكة والمتداخلة التي تواجهها القارة، وفي ظل التحولات المؤثرة التي تشهدها الساحة الدولية خلال الفترة الراهنة، في إطار التحضيرات الجارية لانعقاد النسخة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، المقرر عقدها يومي 21 و22 يونيو المقبل.
افتتح الندوة السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، المدير العام لمركز القاهرة، مشيرًا إلى أن منتدى أسوان ركّز منذ نسخته الأولى على بحث سبل تفعيل أطر منع النزاعات وبناء السلام من خلال شراكات فعالة.
وأضاف أن انعقاد هذه الندوة يتزامن مع مرور ثلاثين عامًا على رؤية "أجندة من أجل السلام" التي أطلقها الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي، والتي ركّزت على الدبلوماسية الوقائية وبناء السلام في مرحلة ما بعد النزاعات، وهي الأولويات التي شكّلت على مدى طويل منظومة الأمم المتحدة وصولًا إلى أجندة السلام الجديدة للأمين العام الحالي.
استعرض السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، إسهامات مصر الممتدة في بلورة عمل الأمم المتحدة في مجال السلم والأمن وتسوية النزاعات منذ إطلاق أجندة السلام عام 1992، ومن خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي (2016-2017)، وصولًا إلى رئاستها للجنة بناء السلام (2021-2022)، فضلًا عن الجهود المصرية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيع المستوى حول "تمويل بناء السلام"، والذي أضفى زخمًا على الجهود المبذولة، من أجل توفير تمويل كاف ومستدام لدعم أنشطة بناء السلام.
من جانبه، أشاد السفير الياباني في القاهرة "أوكا هيروشي"، بالشراكة بين اليابان ومركز القاهرة، وشدد على التزام بلاده الكامل بدعم جهود تعزيز السلم والأمن في القارة الأفريقية، بما يشمل تنفيذ المبادرات التي أطلقتها اليابان تجاه أفريقيا، في إطار مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية (7 TICAD)، تحت شعار "نهج جديد للسلام والاستقرار في أفريقيا"، وستنعقد فاعليات النسخة الثامنة منه في تونس، أغسطس المقبل.
وأكد السفير السويدي في القاهرة "هاكان إيمسجارد" على أهمية التعاون بين مصر والسويد في مجالات بناء السلام والأمن والتنمية، فضلًا عن التكامل بين عمل كل من منتدى ستوكهولم للسلام والتنمية الذي ينعقد الأسبوع المقبل ومنتدى أسوان، وأهمية تنظيم مركز القاهرة لهذه الندوة التي ستثري النقاشات ضمن فاعليات المنتديين.
وأشار السفير البرازيلي في القاهرة "أنطونيو باتريوتا" إلى التحديات التي تواجه العمل متعدد الأطراف في هذه المرحلة الحرجة، وضرورة تطويره بما يتواكب مع تلك التحديات.
شهدت الندوة كذلك مشاركات ثرية من قبل كل من سفيرة الاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة "فاطمة كياري محمد"، وعدد من كبار مسئولي الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للفرانكفونية والبنك الأفريقي للتنمية، وتناول المشاركون أهمية تعزيز الشراكات بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وغيرهم من المنظمات الإقليمية والدولية، بهدف توظيف أدوات وآليات مبتكرة لتحقيق السلم والأمن والتنمية المستدامة وتحقيق التناغم بين الجهود المبذولة من قبل كل المؤسسات الإقليمية والدولية.
ومن المتوقع أن تمثِّل النقاشات التي شهدتها الندوة والرؤى التي تم طرحها، إضافة مهمة لمنتدى أسوان في نسخته الثالثة.